![]() |
تفسير: (ومثل الذين كفروا كمثل الذي ينعق بما لا يسمع...)
تفسير: (ومثل الذين كفروا كمثل الذي ينعق بما لا يسمع...) ♦ الآية: ﴿ وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لَا يَسْمَعُ إِلَّا دُعَاءً وَنِدَاءً صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَعْقِلُونَ ﴾. ♦ السورة ورقم الآية: سورة البقرة (171). ♦ الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ﴿ ومثل الذين كفروا ﴾ فِي وعظهم ودعائهم إلى الله عز وجل ﴿ كمثل ﴾ الرَّاعي ﴿ الذي ينعق ﴾ يصيح بالغنم وهي لا تعقل شيئاً ومعنى يَنْعِق: يصيح وأراد ﴿ بما لا يسمع إلاَّ دعاءً ونداءً ﴾ البهائم التي لا تعقل ولا تفهم ما يقول الرَّاعي إنَّما تسمع صوتاً لا تدري ما تحته كذلك الذين كفروا يسمعون كلام النبي صلى الله عليه وسلم وهم كالغنم إذ كانوا لا يستعملون ما أمره به ومضى تفسير قوله: ﴿ صم بكم عمي ﴾. ♦ تفسير البغوي "معالم التنزيل": ﴿ وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِما لَا يَسْمَعُ ﴾، وَالنَّعِيقُ وَالنَّعْقُ: صَوْتُ الرَّاعِي بِالْغَنَمِ، مَعْنَاهُ: مَثَلُكَ يَا مُحَمَّدُ وَمَثَلُ الْكُفَّارِ فِي وَعْظِهِمْ وَدُعَائِهِمْ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ كَمَثَلِ الرَّاعِي الَّذِي يَنْعِقُ بِالْغَنَمِ، وَقِيلَ: مَثَلُ وَاعِظِ الكفار وداعيهم كَمَثَلِ الرَّاعِي يَنْعِقُ بِالْغَنَمِ وَهِيَ لَا تَسْمَعُ، إِلَّا دُعاءً صَوْتًا وَنِداءً، فَأَضَافَ الْمَثَلَ إِلَى الَّذِينَ كَفَرُوا، لِدَلَالَةِ الْكَلَامِ عَلَيْهِ كَمَا في قوله تعالى: ﴿ وَسْئَلِ الْقَرْيَةَ ﴾ [يُوسُفَ: 82]، مَعْنَاهُ: كَمَا أَنَّ الْبَهَائِمَ تَسْمَعُ صَوْتَ الرَّاعِي وَلَا تَفْهَمُ وَلَا تَعْقِلُ مَا يُقَالُ لَهَا، كَذَلِكَ الْكَافِرُ لَا يَنْتَفِعُ بِوَعْظِكَ إِنَّمَا يَسْمَعُ صَوْتَكَ، وَقِيلَ: مَعْنَاهُ وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي قِلَّةِ عَقْلِهِمْ وَفَهْمِهِمْ عَنِ اللَّهِ وَعَنْ رَسُولِهِ، كَمَثَلِ الْمَنْعُوقِ بِهِ مِنَ الْبَهَائِمِ الَّتِي لَا تَفْقَهُ مِنَ الْأَمْرِ وَالنَّهْيِ إِلَّا الصَّوْتَ، فَيَكُونُ الْمَعْنَى لِلْمَنْعُوقِ بِهِ وَالْكَلَامُ خَارِجٌ عَنِ النَّاعِقِ، وَهُوَ فَاشٍ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ يَفْعَلُونَ ذَلِكَ ويقلبون الكلام لاتضاح الْمَعْنَى عِنْدَهُمْ، يَقُولُونَ: فُلَانٌ يَخَافُكَ خوف الأسد، أي: كخوفه الْأَسَدِ، وَقَالَ تَعَالَى: ﴿ مَا إِنَّ مَفاتِحَهُ لَتَنُوأُ بِالْعُصْبَةِ ﴾ [الْقَصَصِ: 76]، وَإِنَّمَا الْعُصْبَةُ تَنُوءُ بِالْمَفَاتِيحِ، وَقِيلَ: مَعْنَاهُ مَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي دُعَاءِ الْأَصْنَامِ الَّتِي لَا تَفْقَهُ وَلَا تَعْقِلُ كَمَثَلِ النَّاعِقِ بِالْغَنَمِ، فَلَا يُنْتَفَعُ مِنْ نَعِيقِهِ بِشَيْءٍ، غَيْرَ أَنَّهُ فِي غِنَاءٍ مِنَ الدُّعَاءِ وَالنِّدَاءِ، كَذَلِكَ الْكَافِرُ لَيْسَ لَهُ مِنْ دُعَاءِ الْآلِهَةِ وَعِبَادَتِهَا إِلَّا الْعَنَاءُ وَالْبَلَاءُ كَمَا قَالَ تَعَالَى: ﴿ إِنْ تَدْعُوهُمْ لَا يَسْمَعُوا دُعاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجابُوا لَكُمْ ﴾ [فَاطِرٍ: 14]، وَقِيلَ: مَعْنَى الْآيَةِ وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي دُعَاءِ الْأَوْثَانِ، كَمَثَلِ الَّذِي يَصِيحُ فِي جَوْفِ الْجِبَالِ، فَيَسْمَعُ صَوْتًا يُقَالُ لَهُ الصَّدَى لَا يَفْهَمُ مِنْهُ شَيْئًا، فَمَعْنَى الْآيَةِ: كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لَا يَسْمَعُ مِنْهُ النَّاعِقُ إِلَّا دُعَاءً وَنِدَاءً. ﴿ صُمٌّ ﴾، تَقُولُ الْعَرَبُ لِمَنْ يَسْمَعُ، وَلَا يَعْقِلُ: كَأَنَّهُ أَصَمُّ، ﴿ بُكْمٌ ﴾، عَنِ الْخَيْرِ لَا يَقُولُونَهُ، ﴿ عُمْيٌ ﴾، عَنِ الْهُدَى لَا يُبْصِرُونَهُ، ﴿ فَهُمْ لا يَعْقِلُونَ ﴾. |
جزاك الله كل خير
طرح رائع يعطيك العافية على هذا الابداع سلمت يمناك ولاعدمنا جديدك المميز |
عازفه اسعدني مرورك بمتصفحي |
جزاكـ الله بخير الجزاء والجنه
باركـ الله فيكـ ونفع بكـ وجعله في موازين حسناتك اضعاف مضاعفه لاتعد ولا تحصى |
تقبل حضوري في صرحك الجميل مع خالص الاحترام
زهور الياسمين لشخصك تحياتى |
نهيان اسعدني مرورك بمتصفحي |
ناطق اسعدني مرورك بمتصفحي |
جزاك الله جنة عرضها آلسموات و الارض.. بارك الله فيك على الموضوع القيم والمفيد.. اسال الله لك التوفيق والسعادة.. دمت بخير. http://www.h-aljnoop.com/vb/images/s...1)(%20(87).gif |
رهيبة اسعدني مرورك القيم بمتصفحي |
الساعة الآن 07:48 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by
Advanced User Tagging (Lite) -
vBulletin Mods & Addons Copyright © 2025 DragonByte Technologies Ltd.