عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 03-20-2013, 12:03 PM
عبدالله البنين
الوعد الصادق غير متواجد حالياً
Morocco    
لوني المفضل Darkgray
 رقم العضوية : 252
 تاريخ التسجيل : 01-01-2013
 فترة الأقامة : 4164 يوم
 أخر زيارة : 04-04-2017 (10:24 PM)
 المشاركات : 187 [ + ]
 التقييم : 10
 معدل التقييم : الوعد الصادق is on a distinguished road
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي من المسئول بوقوع الخطأ




ك: الوعد الصادق
' السّلامُ عَلَيكُمْ وَرحمَةُ اللهِ '
يَقُولُ الْمَثَلُ الْعَرَبِيُّ : مَا حُكُّ جِلَدِكَ غَيْرَ ظُفْرِكَ .
نَحْنُ نَحُكُّ جَلُودَ أبنائنا ، وابنائنا يَحْكُونَ جُيُوبَنَا وَجَلُودَ غَيْرَهُمْ .
تعَوُّدُ الاباء عَلَى طِلَبِ أَيُّ شَيْءِ مِنْ ابنائهم ، وَلَوْ كَانَ هَذَا الشَّيْءُ بَسيطَ مِمَّا يَسْتَطِيعُوا هُمْ الْقيامَ بِهِ دُونَ تَكَلُّفِ ، لَا مرَّ يُخَلِّقُ لَنَا الْيَوْمَ مُعْضِلَاتِ لَا نَسْتَطِيعُ مِنْهَا الْفِكَاكَ غَدَا .
لَا اِنْكَرْ أَنْ هَذَا الامر فِيه تَعْلِيمَ الابناء وَتَرَبِّيَتَهُمْ عَلَى الطَّاعَةِ ، لَكُنَّ النِّتَاجَ هُوَ تَعَوُّدُنا عَلَى الْكَسَلِ والخمول . وهذا العمل الْيَسِيرُ مُؤَشِّرُ الى ايصال رِسَالَةَ خَفِيَّةٍ الى عُقُولَ وَنُفُوسَ النَّشْءِ مِنْ الابناء لِتَعْوِيدِهُمْ حُبَّ الْاِتِّكَالِيَّةِ بغير تفكير او اعتماد على الذات ، بِحَيْثُ اِنْهَ مُسْتَقْبِلَا يَتَعَوَّدُ الْاِبْنُ عَلَى طِلَبِ اشياء مُمَاثِلَةً مِنْ غَيْرَه دُونَ ان يُحَرِّكُ سَاكَنَا . كَثِيرُ مَا يُحْدِثُ ان يُكْلِفُ اِبْنُ اِبْنِهُ ، بِطِلَبِ شَيْءِ قَرِيبِ مِنْه ، فَيْصَلَ الامر الى طِلَبِ شُيِّئَا اُبْعُدْ مِنْ ذَلِكَ . هَذِهِ الطِّلَبَاتُ اذا مَا غَرَسَتْ فِي نُفُوسِ الابناء وَتَعَاظَمَتْ كَانَ مُؤَشِّرُ ربما اوقع مُسْتَقْبِلَا ضَرَّرَا اِكْبَرْ . والنار من مستصغر الشرر .
اِسْوَقْ اليكم مَثَّلَا وفكرة يَرْتَبِطُان بِنَتَائِجِ سلبِيَّةٍ عَلَى حَيَاةِ الاسرة فِي الْمُسْتَقْبِلِ . كأن يُطَلِّبُ اب مِنْ اِبْنِهُ ان يُقْرِبُ اليه متكأ يستند عليه وهو قريب منه لا يكلفه سوى مد يده ، وَمِنْ ثَمَّ يُطَلِّبُ كأسا مِنْ الْمَطْبَخِ وهو قاعد لا يتحرك ، بَعْدَ ذَلِكَ سِلَعَةٍ مِنْ الْبِقالَةِ ، وَمَرَّةً تِلْوَ المَرَّةً يُرْسِلُهُ الى السُّوقُ لِيُحْضِرُ لَهُ طِلَبِ مَا . وَذَهَابُ الْاِبْنُ يَتَطَلَّبُ قِيَادَةُ الْمَرْكَبَةِ ان كَانَتْ السُّوقُ بَعيدَةً ، وَالْاِبْنَ لَا يُجِيدُ الْقِيَادَةُ ، فَيَلْتَطِمُ بِمَرْكَبَةِ اخرى أَوْ بأحد الْمَارَّةَ . فَمِنْ المسئول عَنْ كُلَّ مَا حَدَثُ ؟
إِنَّ تَكْليفَ الابناء بِالْاِعْتِمادِ عَلَى اِنْفَسْهُمْ يَحْتَاجُ دَوَّمَا الى رِقابَةً ، وَلَيْسَ الامر أَنْ يَتِرَكَ الاب اِبْنِهُ ، يَخُوضُ غمارُ التَّجَارِبِ دُونَ تَوْجِيهِ وَلَا دِرَايَةَ . كذلك الامر ان فعلت الام مع ابنتها في امور اخرى لها علاقة بشئون الحياة ، وان اختلف طابع ماتطلبه الام من ابنتها . بشيء مبنيٌ على القياس
قَالُ عَبْدُ الْعَزِيزِ بِن عُمَرِ بُنِّ عَبْدِ الْعَزِيزِ : قَالُ لِي رَجاءُ بُنِّ حَيْوة : مَا رَأَيْتُ أَكَرَمَ أَدُبَا وَلَا أَكَرَمَ عِشْرَةً مِنْ أَبِيكِ سَمَرْتُ عِنْدَه لَيْلَةً فَبَيَّنَا نَحْنُ كَذَلِكَ إِذْ عَشى الْمِصْبَاحُ وَنَامَ الْغُلاَمُ فَقُلْتُ : يا ' أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ' قَدْ عَشى الْمِصْبَاحِ وَنَامَ الْغُلاَمُ فَلَوْ أَذِنْتَ لِي أَصْلَحْتُهُ فَقَالَ : إِنَّه لَيْسَ مِنْ مُرُوءةِ الرَّجُلِ أَنْ يَسْتَخْدِمَ ضَيْفَهُ ثَمَّ حَطَّ رِدَاءُهُ عَنْ مَنْكِبِيِهُ وَقَامَ إِلَى الدَبَّة فَصَبَّ مِنْ الزَّيْتِ فِي الْمِصْبَاحِ وَأَشْخُصُ الْفَتِيلَةَ ثَمَّ رَجَعَ " وَأَخَذَ رِدَاءُهُ وَقَالَ : قُمْتُ وَأَنَا عَمَرَ وَرَجَّعَتْ وَأَنَا عَمَرَ .
فَمَا اُجْمُلْ ذَاكَ الْمَثَلُ الرَّائِعُ وَمَا اِعْذِبْ ان تكون لحياتنا مثل وقيم وَتَّرَبِّيَةَ صَّالِحَةَ . مع السلامة






آخر تعديل الوعد الصادق يوم 03-20-2013 في 12:10 PM.
رد مع اقتباس