نبدأ حياتنا بسلسلة من الفرح
حتى انا نبدأ نعتقد ان هذه السلسة متينة جدا
ولا ندرك بان هذه السلسلة مهيئة بأي لحظة للسقوط والى انقطاع حبيباتها
تمر علينا هفوات ونسائم جميلة
ويطرق الحب بابنا للمرة الاولى
فنرى الاحباء يحيطوننا من كل جانب
ويطيرون حولنا كالملائكة مرتديين الملابس البيضاء
نرى الحب في عيونهم
ونفرح
حتى ان قطرة الدمع تكاد تسقط من عيوننا لشدة الفرح
نتعرف بشخص ما
هذا الشخص نشعر بأن له شعور لا وصف له
مختلف عن شعور من عرفناهم
او التقينا بهم سابقا
هذا الشخص يبدأ يشغل تفكيرنا
ثم نبدأ ندرك كم نحبه
ومصيرنا متوقف على وجوده بحياتنا
نرى فيه صورة الملائكة
ابتسامة جميلة كابتسامة الزهور عندما تتفتح
نرى عيونه ونرى كم هي تأسر
وفيها سحر يجدبنا الى عالم اخر
كل يوم يمر علينا
نسعد بهذه اللحظات ونشعر بالاطمئنان الكبير
الاطمئنان لرؤية ان هناك شخصا احببناه
وقرر ان يبقى معنا دائما ويواجه تقلبات القدر وغدر الزمن معنا
نشعر بسعادة كبيرة في محيط قلبنا حتى احيانا نبدا بالحديث مع انفسنا
من شدتها
نفرح
نغني
نبتسم
نعيش
وثم
بعد كل هذا نكتشف
بأننا كنا نحلم لم يكن معنا الا مخادع
انسان يضع قناع لا اكثر
انسان برع التمثيل وجاء لاداء دوره عندنا
انسان اعتقدنا بانه جاء ليرحمنا من عواصف القدر الشنيع
ولكن لم يكن هذا الانسان سوى هذا القدر الشنيع نفسه
من هنا ندرك بأن حياتنا اصبحت كدوامة اصبح العالم من حولنا ظلام
ندرك بأنه لا وجود للأمل في هذه الحياة
وحتى لو كان هناك امل فضوئه الخافت لا يصلح الا للبقاء على قيد الحياة
ندرك بأننا لم نكن نعيش الا في غابة وحولينا الوحوش تحيط بنا
ندرك كم اصبحنا لانثق بأي احد على الاطلاق
واخيرا نعلن عدم وجود حب في حياتنا
والانسحاب من لحظات الفرح
نرجع ونفكر بأن من حقنا ان نبدأ حياتنا من جديد
بعيدا عن الخونة والوحوش
بعيدا عن من ينغص حياتنا
ولكن نكتشف بأن الايام حتى هي لم ترحمنا
فلم تكتفي بالقدر الذي خبئته لنا فاوجعنا واذاقنا الذل
لا
فالمصير الاصعب لم يأتي بل هو في طريقه الينا
فهنا نبدأ ندرك بأنه لا اهمية لوجودنا في هذه الحياة
لان في داخلنا طيبة غير موجودة عند من يحيطون بنا
فهم لا يطمحون الا لاستغلالنا لاخر نفس نتنفس به
فما الداعي لوجودنا
خاصة بأن عالمنا اصبح الا يستوعب سوى الوحوش
اتمنى ان تنال اعجابك حتى ولو كانت تعزف سمفيونية الحزن
ولكن مع هذا فالقدر المخبأ لنا لا يرحمنا
لذلك يجب ان لا نعتقد ما قد لا يحصل ابدا