الموضوع
:
آفآت اللسآن !
عرض مشاركة واحدة
#
1
11-04-2012, 01:14 AM
لوني المفضل
Cadetblue
رقم العضوية :
فترة الأقامة :
20204 يوم
أخر زيارة :
01-01-1970 (03:00 AM)
المشاركات :
n/a [
+
]
بيانات اضافيه [
+
]
آفآت اللسآن !
آفآت اللسآن !
الآفة الأولى
:
الكلام فيما لا يعني
اعلم أن رأس مال العبد أوقاته ، فمهما صرفها إلى ما لا يعنيه ولم يدخر بها ثوابا في الآخرة فقد ضيع رأس ماله ؛
ولهذا قال النبي - صلى الله عليه وسلم
"
من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه
"
وسببه الباعث عليه هو الحرص على معرفة ما لا حاجة به إليه ، أو تزجية الأوقات بحكايات أحوال لا فائدة
فيها .
وعلاج ذلك كله أن يعلم أن أنفاسه رأس ماله ، وأن لسانه شبكة يقدر أن يقتنص بها الخيرات الحسان ، فإهماله ذلك وتضييعه خسران مبين
.
الآفة الثانية
:
فضول الكلام
وهو أيضا مذموم ،
وهذا يتناول الخوض فيما لا يعني ، والزيادة فيما يعني على قدر الحاجة ، فإن من يعنيه أمر يمكنه أن يذكره بكلام مختصر ،
ويمكنه أن يجسمه ويكرره ، ومهما تأدى مقصوده بكلمة واحدة فذكر
كلمتين ،
فالثانية فضول - أي فضل عن الحاجة - وهو أيضا مذموم ؛ لما سبق ، وإن لم يكن فيه إثم ولا ضرر
.
واعلم أن فضول الكلام لا ينحصر ، بل المهم محصور في كتاب الله تعالى ، قال الله عز وجل
]
..
النساء : 114
وقال - صلى الله عليه وسلم
"
طوبى لمن أمسك الفضل من لسانه ، وأنفق الفضل من ماله
" .
فانظر كيف قلب الناس الأمر في ذلك ، فأمسكوا فضل المال ، وأطلقوا فضل اللسان ،
قال
"
عطاء
"
إن من كان قبلكم كانوا يكرهون فضول الكلام ، وكانوا يعدون فضول الكلام ما عدا كتاب الله تعالى ،
وسنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أو أمرا بمعروف ، أو نهيا عن منكر ، أو تنطق لحاجتك في معيشتك التي لا بد
منها .
أتنكرون أن عليكم حافظي
أما يستحي أحدكم إذا نشرت صحيفته التي أملاها صدر نهاره كان أكثر ما فيها ليس من أمر دينه ولا دنياه ؟
إن أحق ما طهر الرجل لسانه " .
وفي أثر
: " ما أوتي رجل شرا من فضل في لسان
" .
الآفة الثالثة : الخوض في الباطل
وهو الكلام في المعاصي ، كحكاية أحوال النساء ، ومجالس الخمر ، ومقامات الفساق ، وتكبر الجبابرة ، ومراسمهم المذمومة ،
وأحوالهم المكروهة ، فإن ذلك مما لا يحل الخوض فيه . وأكثر الناس يتجالسون للتفرج بالحديث ،
ولا يعدو كلامهم التفكه بأعراض الناس أو الخوض في الباطل . وأنواع الباطل لا يمكن حصرها ؛ لكثرتها وتفننها ،
فلذلك لا مخلص منها إلا بالاقتصار على ما يعني من مهمات الدين والدنيا
.
وفي الحديث
"
أعظم الناس خطايا يوم القيامة أكثرهم خوضا في الباطل
"
،
وعنه - صلى الله عليه وسلم
" إن الرجل ليتكلم بالكلمة من رضوان الله ما يظن أن تبلغ ما بلغت ، يكتب الله بها رضوانه إلى يوم القيامة ،
وإن الرجل ليتكلم بالكلمة من سخط الله ما يظن أن تبلغ ما بلغت ، يكتب الله عليه بها سخطه إلى يوم القيامة
" .
الآفة الرابعة
:
المراء والجدال
وذلك منهي عنه
، قال - صلى الله عليه وسلم
"
لا تمار أخاك ، ولا تمازحه ، ولا تعده موعدا فتخلفه
" .
وعنه - صلى الله عليه وسلم
"
ما ضل قوم بعد أن هداهم الله إلا أوتوا الجدل
" .
وعنه
: "
لا يستكمل عبد حقيقة الإيمان حتى يدع المراء وإن كان محقا
" .
“
إذا رأيت الرجل لجوجا مماريا معجبا برأيه فقد تمت خسارته
"
،
وقال
[
"
لا أماري صاحبي ، فإما أن أكذبه وإما أن أغضبه
"
وما ورد في ذم المراء والجدال أكثر من أن يحصى
وحد المراء هو كل اعتراض على كلام الغير بإظهار خلل فيه ، إما في اللفظ ، وإما في المعنى ، وإما في قصد
المتكلم ،
وترك المراء بترك الإنكار والاعتراض ، فكل كلام سمعته فإن كان حقا فصدق به ،
وإن كان باطلا أو كذبا ولم يكن متعلقا بأمور الدين فاسكت عنه
والواجب إن جرى الجدل في مسألة علمية السكوت أو السؤال في معرض الاستفادة ، لا على وجه العناد والنكادة ،
أو التلطف في التعريف لا في معرض الطعن ، وأما قصد إفحام الغير وتعجيزه وتنقيصه بالقدح في كلامه ونسبته إلى القصور والجهل فيه –
فهي المجادلة المحظورة التي لا نجاة من إثمها إلا بالسكوت ، وما الباعث
عليها إلا الترفع بإظهار العلم والفضل ، والتهجم على الغير بإظهار نقصه ،
وهما صفتان مهلكتان . ولا
تنفك المماراة عن الإيذاء ، وتهييج الغضب ، وحمل المعترض عليه على أن يعود فينصر كلامه بما يمكنه من
حق أو باطل ،
ويقدح في قائله بكل ما يتصور له ، فيثور الشجار بين المتماريين . وأما علاجه فهو بأن يكسر الكبر الباعث له على إظهار فضله ،
والسبعية الباعثة له على تنقيص غيره
.
الآفة الخامسة : الخصومة
وهي أيضا مذمومة ، وهي وراء الجدال والمراء ، وحقيقتها لجاج في الكلام ليستوفى به مال أو حق مقصود ،
وفي الحديث
"
إن
أبغض الرجال إلى الله الألد الخصم
" .
ولا تكون الخصومة مذمومة إلا إن كانت بالباطل أو بغير علم ، كالذي يدافع قبل أن يعلم الحق في أي جانب ،
أو يمزج بخصومته كلمات مؤذية لا حاجة لها في نصرة الحجة وإظهار الحق ، أو يحمله على الخصومة محض
العناد ؛
لقهر الخصم وكسره ، مع أنه قد يستحقر ذلك القدر من المال . وفي
الناس من يصرح به ويقول :
" إنما قصدي عناده وكسر غرضه ،
وإني إن أخذت منه هذا المال ربما رميت به في بئر ولا أبالي "
وهذا مقصوده اللدد والخصومة واللجاج ، وهو مذموم جدا .
فأما المظلوم الذي ينصر حجته بطريق الشرع من غير لدد وإسراف وزيادة لجاج على قدر الحاجة ، ومن غير قصد عناد وإيذاء - ففعله ليس بحرام ،
ولكن الأولى تركه ما وجد إليه سبيلا ، فإن ضبط اللسان في الخصومة على قدر الاعتدال متعذر ، والخصومة توغر الصدر ، وتهيج الغضب ،
وإذا هاج نسي المتنازع فيه وبقي الحقد بين المتخاصمين ، حتى يفرح كل واحد بمساءة صاحبه ويحزن بمسرته ، ويطلق اللسان في عرضه ،
فمن بدأ بالخصومة فقد تعرض لهذه المحذورات ، وأقل ما فيه تشويش خاطره ، حتى إنه في صلاته يشتغل بمحاجة خصمه ،
فلا يبقى الأمر على حد الواجب ،فالخصومة مبدأ كل شر وكذا المراء والجدال ، فينبغي أن لا يفتح بابه إلا لضرورة ،
وعند الضرورة ينبغي أن يحفظ اللسان والقلب عن تبعات الخصومة ، وذلك متعذر جدا . نعم أقل ما يفوته في الخصومة والمراء والجدال طيب الكلام ،
وقد قال الله تعالى
:
البقرة : 83
،
وقال
"
رضي الله عنهما
" من سلم عليك من خلق الله فاردد عليه السلام وإن كان مجوسيا ؛
إن الله تعالى يقول
:
النساء : 86
وقال
"
أيضا
: " لو قال لي فرعون خيرا لرددت عليه
"
، وفي الحديث
: "
الكلمة الطيبة صدقة
"
،
وقال
"
عمر
"
رضي الله عنه
: " البر شيء هين ، وجه طليق ، وكلام لين
" .
وقال بعض الحكماء :
" الكلام اللين يغسل الضغائن المستكنة في الجوارح " ،
وقال آخر
: " كل كلام لا يسخط ربك إلا أنك ترضي به جليسك ،
فلا تكن به عليه بخيلا ، فلعله يعوضك منه ثواب المحسنين
" .
الآفة السادسة
:
التقعر في الكلام
وهو التشدق ، وتكلف السجع ، والفصاحة ، والتصنع فيه ، فإنه من التكلف الممقوت ، إذ ينبغي أن يقتصر
في كل شيء على مقصوده ،
ومقصود الكلام التفهيم للغرض ، وما وراء ذلك تصنع مذموم ، ولا يدخل في هذا تحسين ألفاظ التذكير والخطابة من غير إفراط ولا إغراب ،
فلرشاقة اللفظ تأثير في ذلك
.
الآفة السابعة
:
الفحش والسب وبذاءة اللسان
وهو مذموم ومنهي عنه ، ومصدره الخبث واللؤم ،
قال - صلى الله عليه وسلم
"
إياكم والفحش ، فإن الله تعالى لا يحب الفحش ولا التفحش
" .
ونهى رسول الله عليه السلام عن أن تسب قتلى
بدرمن المشركين فقال
"
لا تسبوا هؤلاء
؛
فإنه لا يخلص إليهم شيء مما تقولون وتؤذون الأحياء ، ألا إن البذاء لؤم
" .
وقال عليه السلام
: "
ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش ولا البذيء
" .
وعنه
: "
إن الله لا يحب الفاحش المتفحش الصياح في الأسواق
" .
وحد الفحش
هو التعبير عن الأمور المستقبحة بالعبارات الصريحة ، وأكثر ذلك يجري في ألفاظ الوقاع ومما يتعلق به
،
فإن لأهل الفساد عبارات صريحة فاحشة يستعملونها فيه ، وأهل الصلاح يتحاشون عنها ، بل يدلون عليها
بالرموز والكناية ،
قال
"
"
إن الله حيي كريم ، يعفو ويكنو ، كنى باللمس عن الجماع
"
فالمسيس والمس والدخول كنايات عن الوقاع وليست بفاحشة . وهناك عبارات فاحشة يستقبح ذكرها ،
ويستعمل أكثرها في الشتم والتعيير ، وكل ما يستحيا منه فلا ينبغي أن يذكر ألفاظه الصريحة ؛ فإنه فحش
.
والباعث على الفحش ا
ما قصد الإيذاء ، واما الاعتياد الحاصل من مخالطة الفساق ، وأهل الخبث واللؤم ، ومن عادتهم السب
.
روي
أن أعرابيا
قال لرسول الله - صلى الله عليه وسلم
" أوصني " ،
فقال :
" عليك بتقوى الله ، وإن امرؤ عيرك بشيء يعلمه فيك فلا تعيره بشيء تعلمه فيه ، يكن وباله عليه وأجره لك ،
ولا تسبن شيئا " قال : " فما سببت شيئا بعده
" .
وعنه - صلى الله عليه وسلم
"
سباب المؤمن فسوق ، وقتاله كفر
" .
وعنه - صلى الله عليه وسلم
"
ملعون من سب والديه
"
،
وفي رواية
"
من أكبر الكبائر أن يسب الرجل والديه " ، قالوا : " يا رسول الله ، كيف يسب الرجل والديه ؟"
قال
:
" يسب أبا الرجل فيسب الآخر أباه
"
الآفة الثامنة
:
اللعن
اللعن إما لحيوان أو جماد أو إنسان ، وكل ذلك مذموم ،
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم
"
المؤمن ليس بلعان
" .
واللعن عبارة عن الطرد والإبعاد من الله تعالى ، وذلك غير جائز إلا على من اتصف بصفة تبعده من الله
عز وجل وهو الكفر والظلم ،
وفي
لعن فاسق معين
خطر ، فليجتنب ولو بعد موته ، بل قد يكون أشد إن كان فيه أذى للحي ، وفي الحديث
: "
لا تسبوا الأموات فتؤذوا به الأحياء
"
ويقرب من اللعن
الدعاء على الإنسان بالشر
،
حتى
الدعاء على الظالم فإنه مذموم ،
وفي الخبر
"
إن المظلوم ليدعو على الظالم حتى يكافئه
"
زيارات الملف الشخصي :
إحصائية مشاركات »
المواضيـع
الــــــردود
[
+
]
[
+
]
بمـــعــدل : 0 يوميا
ســـــــــلطان زمانه