10-03-2012, 12:24 PM
|
|
|
لوني المفضل
Cadetblue
|
رقم العضوية : |
فترة الأقامة : 20203 يوم |
أخر زيارة : 01-01-1970 (03:00 AM) |
المشاركات :
n/a [
+
]
|
بيانات اضافيه [
+
] |
|
|
|
اللهم ارزقنا طاعتك ومحبتك وجنتك وأبعدنا عن معصيتك ونارك ! ~
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين ~
هنا سنتعرف على آثار الذنوب والمعاصي !
فتعال نبحر في روائع أبن القيم الجوزية – رحمه الله -
حول أثر الذنوب والمعاصي على الفرد
يقول رحمه الله :- ...,,,,....................................
وللمعاصي من الآثار القبيحة المذمومة ,
والمضرة بالقلب والبدن في الدنيا
والآخرة ما لا يعلمه الا الله .
فمنها : .................................................. ......
1) حرمان العلم :- فإن العلم نور يقذفه الله في القلب ,
والمعصية تطفيء ذلك النور . ولما جلس الإمام الشافعي بين يدي
مالك وقرأ عليه أعجبه ما رأى من وفور فطنته , وتوقد ذكائه
وكمال فهمه , فقال : [ إني أرى الله قد ألقى على قلبك نورا
فلا تطفئه بظلمة المعصيه ]
2) حرمان الرزق :وكما أن تقوى الله مجلبة للرزق فترك
التقوى مجلبة للفقر , فما استجلب رزق الله بمثل ترك المعاصي .
3) وحشة يجدها العاصي في قلبه بينه وبين الله :
لاتوازنها ولاتقارنها لذة أصلاً ,
ولو اجتمعت له لذات الدنيا بأسرهالم تَفِ بتلك الوحشة ,
وهذا أمر لا يحس به إلا من في قلبه حياة
4- ومنها الوحشة التي تحصل بينه وبين الناس :-
ولاسيما أهل الخير منهم , فإنه يجد وحشة بينه وبينهم ,
وكلما قويت تلك الوحشة بَعُدَ منهم
ومن مجالستهموحُرِمَ بركة الانتفاع بهم , وقَرُبَ
من حزب الشيطان بقدر ما بَعُدَ من
حزب الرحمن , وتَقْوَى هذه الوحشة حتى تستحكم ,
فتقع بينه وبينإمرأته وولده وأقاربه , وبينه وبين نفسه فتراه
مستوحشا من نفسه وقال: بعض السلف إني لأعصي الله فأرى
ذلك في خُلُق دابتي وإمرأتي .
5- ومنها تعسير أموره عليه :- فلا يتوجه لأمر إلا يجده مغلقاً دونه ,
أو متعسراً عليه وهذا كما أن من اتقى الله جعل له من أمره يسرا ,
فمن عَطَّلَ التقوى جعل الله له من أمره عسرا .
ويالله العجب ! كيف يجد العبد أبواب الخير
والمصالح مسدودة عنه متعسرة عليه وهو لا يعلم من أين أُتيَ .
6- ومنها ظلمةٌ يجدها في قلبه حقيقة : يُحِسُّ بها كما يُحِسُّ بظلمة الليل
البهيمإذا ادلهم , فتصيرُ ظلمة المعصية لقلبه كالظلمة الحسية لبصره
فإن الطاعة نور والمعصية ظلمة , وكلما قويت الظلمة ازدادت حيرته
حتى يقع في البدع والضلالات والأمور المهلكة وهو لا يشعر
, كأعمى أخرج في ظلمة الليل يمشي وحده
7- ومنها ان المعاصي توهن القلب والبدن : أما وهنها للقلب فأمر
ظاهربل لا تزال توهنه حتى تزيل حياته بالكلية , وأما وهنها للبدن
فإنالمؤمن قوته من قلبه , وكلما قوى قلبه قوى بدنه ,
وأما الفاجر فإنه وإن كان قوى البدن فهو أضعف شيء عند
الحاجة فتخونه قوته عند أحوج ما يكون إلى نفسه .
وتأمل قوة أبدان فارس والروم كيف خانتهم ,
ما كانوا إليها , وقهرهم أهل الإيمان بقوة أبدانهم وقلوبهم .
8- ومنها : حرمان الطاعة : فلو لم يكن للذنب عقوبة إلا أنه
عن طاعة تكون بَدَلَه , ويقطع طريق طاعة أخرى ,
فينقطع عليه بالذنب طريق ثالثة , ثم رابعة وهلم جرا
9- ومنها : أن المعاصي تقصر العمر وتمحق بركته ولابد :-
فإن البر كما يزيد في العمر فالفجور يقصر العمر .
وقد اختلف الناس في هذا الموضع :
فقالت طائفة : نقصان عمر العاصي هو ذهاب بركة عمره
ومحقها عليه . وهذا حق وهو بعض تأثير المعاصي . وقالت طائفة
بل ينقص حقيقة , كما ينقص الرزق فجعل الله سبحانه للبركة في الرزق
أسبابا كثيرة تكثره وتزيده , وللبركة في العمر أسبابا تكثره وتزيده
قالوا ولا تمنع زيادة العمر بأسباب كما ينقص بأسباب
فالأرزاق والآجال والسعادة والشقاوة والصحة والسقم والمرض والغنى
والفقر وإن كانت بقضاء الله عز و جل فهو يقضي
ما يشاء بأسباب جعلها موجبة لمسبباتها مقتضية لها .
وقالت طائفة أخرى : تأثير المعاصي في محق العمر إنما هو
بأن تفوته حقيقة الحياة , وهي حياة القلب ولهذا جعل
الله سبحانه الكافر ميتا غير حي ,كما
قال تعالى : ( أمواتٌ غيرُ أحياء ) النحل (12)
فالحياة في الحقيقة حياة القلب وعمر الإنسان مدة حياته فليس
عمره إلا أوقات حياته بالله , فتلك ساعات عمره ,
فالبر والتقوى والطاعة تزيد في هذه الأوقات التي هي حقيقة عمره
ولا عمر له سواها .
يوم يقول : ( يا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي ) الفجر(24)
10- منها أن المعاصي تزرع أمثالها وتولد بعضها بعضا :-
حتى يَعٌزُّ على العبد مفارقتها والخروج منها , كما قال بعض السلف : أن من
عقوبة السيئة السيئة بعدها , وأن من ثواب الحسنة الحسنة بعدها .
|