عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 04-16-2014, 10:09 PM
نبض القلوب غير متواجد حالياً
    Female
لوني المفضل Teal
 رقم العضوية : 167
 تاريخ التسجيل : 02-11-2012
 فترة الأقامة : 4223 يوم
 أخر زيارة : 04-05-2019 (08:35 PM)
 المشاركات : 39,944 [ + ]
 التقييم : 367
 معدل التقييم : نبض القلوب is just really niceنبض القلوب is just really niceنبض القلوب is just really niceنبض القلوب is just really nice
بيانات اضافيه [ + ]
السورة وأهدافها






بسم الله الرحمن الرحيم
السورة وأهدافها
قال البقاعي : إن سورة الفاتحة جامعة لجميع ما في القرآن؛ فاﻵ‌يات الثﻼ‌ث اﻷ‌ُول شاملة لكل معنى تضمنته اﻷ‌سماء الحسنى والصفات العلى، فكل ما في القرآن من ذلك فهو مفصل من جوامعها، واﻵ‌يات الثﻼ‌ث اﻷ‌ُخر من قوله: {اهدنا} شاملة لكل ما يحيط بأمر الخلق في الوصول إلى الله، والتحيز إلى رحمته، واﻻ‌نقطاع دون ذلك، فكل ما في القرآن فمن تفصيل جوامع هذه، وكل ما يكون وصلة بين ما ظاهره من الخلق ومبدؤه وقيامه من الحق فمفصل من آية {إياك نعبد وإياك نستعين}.
وذكر ابن القيم في مقدمة كتابه "مدارج السالكين" أن هذه السورة اشتملت على الرد على جميع طوائف أهل البدع والضﻼ‌ل، كما بينت منازل السائرين، ومقامات العارفين...وبيان أنه ﻻ‌ يقوم غير هذه السورة مقامها، وﻻ‌ يسد مسدها؛ ولذلك لم ينزل في التوراة، وﻻ‌ في اﻹ‌نجيل مثلها.
وهذه السورة على إيجازها -كما قال الشيخ السعدي- احتوت على ما لم تحتوِ عليه سورة من سور القرآن، فقد تضمنت أنواع التوحيد الثﻼ‌ثة:
توحيد الربوبية: يؤخذ من قوله: {رب العالمين}.
وتوحيد اﻹ‌لوهية: وهو إفراد الله بالعبادة، يؤخذ من لفظ: {اللَّه}، ومن قوله: {إياك نعبد}.
وتوحيد اﻷ‌سماء والصفات: وهو إثبات صفات الكمال لله تعالى، التي أثبتها لنفسه، وأثبتها له رسوله صلى الله عليه وسلم من غير تعطيل، وﻻ‌ تمثيل، وﻻ‌ تشبيه، وقد دل على ذلك لفظ {الحمد}.
وإثبات الجزاء على اﻷ‌عمال في قوله: {مالك يوم الدين}،
وأن الجزاء يكون بالعدل؛ ﻷ‌ن {الدين} معناه الجزاء بالعدل.
وتضمنت إخﻼ‌ص الدين لله تعالى، عبادة واستعانة في قوله: {إياك نعبد وإياك نستعين}.
وتضمنت إثبات النبوة في قوله: {اهدنا الصراط المستقيم}؛ ﻷ‌ن ذلك ممتنع بدون الرسالة.
وتضمنت إثبات القدر، وأن العبد فاعل حقيقة، خﻼ‌فا للقدرية والجبرية. بل تضمنت الرد على جميع أهل البدع والضﻼ‌ل في قوله: {اهدنا الصراط المستقيم}؛ ﻷ‌نه معرفة الحق والعمل به. وكل مبتدع وضال فهو مخالف لذلك.
أما سيد قطب رحمه الله، فقد قال: "إن في هذه السورة من كليات العقيدة اﻹ‌سﻼ‌مية، وكليات التصور اﻹ‌سﻼ‌مي، وكليات المشاعر والتوجيهات، ما يشير إلى طرف من حكمة اختيارها للتكرار في كل ركعة، وحكمة بطﻼ‌ن كل صﻼ‌ة ﻻ‌ تُذكر فيها".
وقد قال بعض أهل العلم: أنزل الله تعالى كتباً، وجمع هذه الكتب كلها في ثﻼ‌ثة، هي: (الزبور، والتوراة، واﻹ‌نجيل)، ثم جمع هذه الثﻼ‌ثة في القرآن، وجمع القرآن في الفاتحة، وجمعت الفاتحة في {إياك نعبد وإياك نستعين}.
وعلى العموم، فقد حوت سورة الفاتحة معاني القرآن العظيم، واشتملت على مقاصده اﻷ‌ساسية، فهي تتناول أصول الدين وفروعه، العقيدة، والعبادة، والتشريع، واﻻ‌عتقاد باليوم اﻵ‌خر، واﻹ‌يمان بصفات الله الحسنى، وإفراده بالعبادة، واﻻ‌ستعانة، والدعاء والتوجه إليه سبحانه بطلب الهداية إلى الدين الحق والصراط المستقيم، والتضرع إليه بالتثبيت على اﻹ‌يمان، ونهج سبيل الصالحين، وتجنب طريق المغضوب عليهم والضالين، وفيها اﻹ‌خبار عن قصص اﻷ‌مم السابقين، واﻻ‌طﻼ‌ع على معارج السعداء، ومنازل اﻷ‌شقياء، وفيها التعبد بأمر الله سبحانه ونهيه، وغير ذلك من مقاصد وأهداف، فهي كاﻷ‌م بالنسبة لباقي السور الكريمة.








رد مع اقتباس