كنت واصدقائى نتحاور عن الظلم والظالمين .....وكان رجل القانون صامتا متابعا ...مبتسما

أبتسامة فيها كل معانى السخرية .....طلبت منه ان يشاركنا الحوار ......قال اسمعوا

جائنى اهل متهم بجريمة قتل لكى اترافع عنه امام المحكمة .....وبعد اطلاعي على اوراق القضية

وجدت كل الأدلة ضدة ....بل ويستحيل ان تجتمع ادلة فى قضية ما ....كما هى فى قضيته

طلبت زيارة المتهم فى سجنة ....وجدته شابا ذكى جدا .....وكان بأمكانه ان يبعد عنه الشكوك ....

واقسم لى

بأغلظ الأيمان بأنه برئ ......فقبلت المرافعة عنه

وفى يوم المرافعة طلبت من المحكمة ان تستمع الى شاهد نفى وحيد .....صديق للمتهم

وكان فى صحبته يوم الحادث .....وفى مدينة بعيدة جدا عن مكان الحادث ....ومع شاهد الأثبات

اوراق شراء سيارة جديدة فى نفس يوم الجريمة ....فقد كانت شهادته حجر الزاوية فى براءة صاحبه

وفى اليوم المحدد .....انتظرنا الشاهد الأمل ......فوصل الينا من ينعى الشاهد بحادث سيارته الجديدة

وفى أخر الجلسة ....حكمت المحكمة بأعدام المتهم شنقا ....فقد كانت كل الأدلة ضدة

آسفت وبكيت على الحكم وكنت قد تأكدت من صدقه وايمانه الغليظة التى اقسمها امامي ....

بعدم ارتكابه الجريمة

ذهبت للرجل اواسيه .....وجدته مبتسما ....غير مكترث بأعدامه

قلت فى نفسى لعلها لحظة ايمانية اجتاحت مشاعره ....ورضاء بقضاء الله وقدره

وقلت له .....بأنهم ظلموك .....ولم يكن بيدى حيلة

قال .....لم يظلمنى احد .....والحكم عادل ......اقشعر بدني وقلت كيف هذا

قال .....نعم لقد كنت بريئا من هذة الجريمة .....ولكن قبل خمس سنوات ....ارتكبت جريمة قتل

وانقذنى منها شاهدت الأثبات الذى لقى حتفه بحادث السيارة اليوم .....

فقد شهد معى زورا ....وبسبب شهادته

قيدت تلك الجريمة ضد مجهول ......

هذة المرة كان سيشهد بالعدل ......ولكن الله لم يمهله ....ولم يمهلنى ....وانتقم سبحانه وتعالى منه ومنى

ليقر الله العدل بين البشر

اليس الله بأحكم الحاكمين ..............صحنا جميعا بلا اله الا الله .....وهبط الصمت فى نفوسنا .

وتفرقنا صامتين ....نشهد بأن لا اله الا الله .