عرض مشاركة واحدة
قديم 05-30-2018, 02:56 AM   #102


عطر الزنبق غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1482
 تاريخ التسجيل :  27-05-2018
 العمر : 28
 أخر زيارة : 05-20-2024 (02:28 PM)
 المشاركات : 100,502 [ + ]
 التقييم :  35940
 الدولهـ
Morocco
 الجنس ~
Female
 MMS ~
MMS ~
 Awards Showcase
لوني المفضل : White
افتراضي



عمير بن سعد

رضي الله عنه

مـن هــو ؟
عمير بن سعد أبوه سعد القارئ -رضي الله عنه-
شهد المشاهد كلها مع الرسول -صلى الله عليه وسلم-

حتى استشهد في معركة القادسية ،
اصطحب ابنه عمير الى الرسول -صلى الله عليه وسلم-
فبايع النبي وأسلم ، ومنذ ذلك الوقـت
وعمير عابد مقيم في محـراب الله ،
ودائما في الصفوف الأولى للمسلمين ،
وكان المسلمون يلقبونه ( بنسيج وحده )

قوة ايمانه
لقد كان له -رضي الله عنه-
في قلوب الأصحاب مكانا وَوُداً فكان قرة أعينهم ،
كما أن قوة إيمانه وصفاء سنه وعبير خصاله كان يجعله
فرحة لكل من يجالسه ، ولم يكن يؤثر على دينه أحد ولا شيئا ،
فقد سمع قريبا له ( جُلاس بن سويد بن الصامت )
يقول ( لئن كان الرجل صادقا ، لنحن شرٌّ من الحُمُر !)
وكان يعني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ،
وكان جُلاس دخل الإسلام رَهَبا ، سمع عمير بن سعد
هذه العبارة فاغتاظ و احتار ، الغيظ أتى من واحد
يزعم أنه من المسلمين ويقول ذلك عن الرسول
-صلى الله عليه وسلم-بلهجة رديئة ،
والحيرة أتت من مسئوليته تجاه هذا الذي سمع وأنكر ،
أينقل ما سمع للرسول ؟ كيف والمجالس بالأمانة ؟
أيسكت عما سمع ؟

ولكن حيرته لم تطل ، وعلى الفور تصرف
عمير كرجل قوي وكمؤمن تقي ، فقال لجُلاس
( والله يا جُلاس إنك لمن أحب الناس إلي ، وأحسنهم عندي يدا ، واعَزهم عليّ أن يُصيبه شيء يكرهه ، ولقد قلت الآن مقالة لو أذَعْتها عنك لآذتك ، ولو صمَتّ عليها ليهلكن ديني وإن حق الدين لأولى بالوفاء ، وإني مُبلغ رسول الله ما قلت )
وهكذا أدى عمير لأمانة المجالس حقها ، و أدى لدينه حقه ، كما أعطى لجُلاس الفرصة للرجوع الى الحق بيد أن جُلاس أخذته العزة بالإثم ، وغادر عمير المجلس وهو يقول
( لأبلغن رسول الله قبل أن ينزل وحي يُشركني في إثمك )
وبعث الرسول -صلى الله عليه وسلم- في طلب جُلاس
فأنكر وحلف بالله كاذبا ، فنزلت آية تفصل بين الحق والباطل
قال تعالى
( يحلفون بالله ما قالوا ، ولقد قالوا كلمة الكفر ، وكفروا بعد إسلامهم وهمّوا بما لم ينالوا ، وما نقموا إلا أن أغناهم الله ورسوله من فضله ، فإن يتوبوا يَكُ خيرا لهم ، و إن يتولّوْا يعذبهم الله عذابا أليما في الدنيا والآخرة ، وما لهم في الأرض من ولي ولا نصير )
فاعترف جُلاس بمقاله واعتذر عن خطيئته ،

الولاية
اختار عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-
عمير واليا على حمص ، وحاول أن يعتذر عمير ولكن ألزمه أمير المؤمنين بذلك ، فاستخار عمير ربه ومضى الى واجبه ، وفي حمص مضى عليه عام كامل ، لم يصل الى المدينة منه خراج بل ولم يَبْلُغ أمير المؤمنين منه كتاب ، فبعث عمر الى عمير -رضي الله عنهما- ليأتيه الى المدينة ،فأتى الى المدينة أشعث أغبر يكاد يقتلع خطاه من الأرض اقتلاعا من طول ما لاقى من عناء ، على كتفه اليمنى جراب وقَصْعة ، وعلى كتفه اليسرى قِرْبة صغيرة فيها ماء ، وإنه ليتوكأ على عصا ، لا يئودها حمله الضامر الوهنان

ودخل عمير على مجلس عمر وقال
( السلام عليك يا أمير المؤمنين ) ويرد عمر السلام ثم يسأله
وقد آلمه ما رآه عليه من جهد وإعياء
( ما شأنك يا عمير ؟) فقال ( شأني ما ترى ،
ألست تراني صحيح البدن ، طاهر الدم ،
معي الدنيا أجُرُّها بقَرْنيها ؟) قال عمر ( وما معك ؟)
قال عمير ( معي جرابي أحمل فيه زادي ، وقَصْعَتي آكل فيها ، وإداوتي أحمل فيها وضوئي وشرابي ، وعصاي أتوكأ عليها ، وأجاهد بها عدوّا إن عَرَض فوالله ما الدنيا إلا تَبعٌ لمتاعي !) قال عمر ( أجئت ماشيا ؟) قال عمير ( نعم ) قال عمر ( أو لم تجد من يعطيك دابة تركبها ؟) قال عمير ( إنهم لم يفعلوا ، وإني لم أسألهم )

قال عمر ( فماذا عملت فيما عهدنا إليك به ؟) قال عمير ( أتيت البلد الذي بعثتني إليه ، فجمعت صُلَحَاء أهله ، وولّيتهم جِباية فَيْـئهـم وأموالهم ، حتى إذا جمعوها وضعتها في مواضعها ، ولو بقـي لك منها شيء لأتيتـك به ) فقال عمر (فما جئتنا بشيء ؟) قال عميـر ( لا ) فصاح عمر وهو سعيد ( جدِّدوا لعمير عهدا ) وأجابه عمير ( تلك أيام قد خلت ، لا عَمِلتُ لك ولا لأحد بعدك )

الامانة
وبعد أن استأذن عُمير ورجع بيته على بعد أميال من المدينة ،
قال عمر ( ما أراه إلا قد خاننا ) فبعث رجلاً يُقال له الحارث وأعطاه مئة دينار فقال ( انطلق إلى عُمير حين تنزل كأنّك ضيف ، فإن رأيتَ أثرَ شيء فأقبلْ ، وإن رأيتَ حالاً شديداً فادْفعْ إليه هذه المئة دينار )

فانطلق الحارث ، فإذا هو بعُمير يُفلّي قميصـه إلى جنب حائط ، فسلّمَ عليه الرجـل فقال له عُمير ( انْزل رحمَك اللـه ) فنزل ثم سأله ( من أين جئت ؟) قال ( مـن المدينـة ) قال ( كيف تركـت أميـر المؤمنيـن ؟) قال ( صالِحـاً ) قال ( كيف تركـت المسلميـن ؟) قال ( صالحين ) قال ( أليس يُقيم الحدود -يعني عُمر-؟) قال ( بلى ، ضرب ابناً لهُ على فاحشة فمات من ضربه ) فقال عُمير ( اللهم أعِنْ عمرَ ، فإنّي لا أعلمه إلا شديداً حبّهُ لك )

فنزل الحارث ثلاثة أيام وليس لهم إلا قُرْصَةٌ من شعير ،
كانوا يخصُّونه بها ويطوون حتى أتاهم الجهد ،
فقال الحارث ( هذه الدنانير بعث بها أميرُ المؤمنين إليك فاستَعِنْ بها ) فصاح وقال ( لا حاجة لي فيها رُدَّها ) فقالت له امرأته ( إن احتجت إليها ، وإلا ضَعْها مَوَاضِعَها ) فقال عُمير ( والله ما لي شيء أجعلها فيه ) فشقّت المرأةُ أسفل درعها فأعطته خرقةً فجعلها فيها ، ثم خرج يُقسمها بين أبناء الشهداء والفقراء ، ثم رجع والرسول يظنّ أنه يُعطيه منها شيئاً فقال عُمير ( أقرىء منّي أمير المؤمنين السلام )

فرجع الحارث إلى عمر قال ( ما رأيت ؟) قال ( رأيت يا أمير المؤمنين حالاً شديداً ) قال ( فما صنع بالدنانير ؟) قال ( لا أدري ) فأرسل عمر إلى عُمير وسأله ( ما صنعت بالدنانير ؟) قال ( قدّمتُها لنفسي ) قال ( رحمك الله )

فضله
وبقي عمر بن الخطاب يتمنى ويقول
( وَدِدْتُ لو أن لي رجالا مثل عُمير أستعين بهم على أعمال المسلمين ) فقد كان عمير بحق ( نسيج وحده ) ، فقد كان يقول من فوق المنبر في حمص ( ألا إن الإسلام حائـط منيع ، وباب وثيـق ، فحائط الإسـلام العدل ، و بابه الحق ، فإذا نُقِـضَ الحائط وحُطّـم الباب استُفْتِـح الإسـلام ، ولا يزال الإسـلام منيعا ما اشتد السلطان ، وليست شدة السلطان قتلا بالسيف ولا ضربا بالسوط ، ولكن قضاء بالحـق ، وأخذاً بالعـدل )
يتبع ..



 

رد مع اقتباس