عرض مشاركة واحدة
قديم 04-04-2019, 09:44 PM   #2


عطر الزنبق غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1482
 تاريخ التسجيل :  27-05-2018
 العمر : 29
 أخر زيارة : اليوم (01:08 PM)
 المشاركات : 111,407 [ + ]
 التقييم :  40306
 الدولهـ
Morocco
 الجنس ~
Female
 MMS ~
MMS ~
 Awards Showcase
لوني المفضل : White

Awards Showcase

افتراضي



تم الحديث أعلاه، عن الدوافع التي تحمسنا للعمل والاجتهاد في شهر رمضان، وكيف نحسن استقبال شهر رمضان، ومن هذه الدوافع: أن نتذكر الثواب الجزيل، والأجر الكبير الذي ينتظرنا إذا اجتهدنا في الطاعة في رمضان، وأن نتذكر فضائل شهر رمضان، وخصائصه وخصاله، وأيضا نحمد الله تعالى أن أنعم علينا وأرشدنا لطاعات تغفر ذنوبنا وتقربنا إليه، وأيضا نقارن بين من يتنافس في الحصول على المكاسب في الدنيا، ولا يتنافس للفوز بالثواب الذي ينفعه في الآخرة.
ونستكمل اليوم بقية الدوافع التي تحمسنا وتدفعنا للاجتهاد والعمل ليس فقط في بداية شهر رمضان، بل وإلى الإحسان في العشر الأواخر من شهر رمضان، والتي فيها ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر.
ومن هذه الأمور التي تحمسنا للاجتهاد وحسن الاستعداد، لا بد من أن نذكر أنفسنا بأننا إذا أردنا التحمس للعمل، فينبغي التأهب جيدا لحسن استقبال رمضان، ويكون ذلك بحسن الاستعداد من شهر شعبان، ونتهيأ نفسيا وعمليا، فعمليا بالتدريب على الصيام، وتلاوة القرآن من شعبان كما سبق بيانه في الحلقة الأولى وبذلك نتأهب جيدا لاستقبال رمضان عمليا، ولكي يكون التأهب مناسبا نفسيا، فلا بد من تخلية القلوب، وتصفية النفوس قبل رمضان، سواء بين الزوجين، أو بين أفراد الأسرة، ويكون ذلك بالدعاء بالتوفيق لنيل الأجر والثواب، والدعاء بأن يبلغنا الله تعالى رمضان، وبتذكر فضائله وخصائصه، ولا يكون هذا على مستوى الفرد فقط، بل على مستوى الأسرة، فالأفضل أن تتحاور الأسرة، ويتم النقاش بين جميع الأفراد حول كيفية استقبال رمضان، فمن يقترح الصيام اقتداء بهدي الرسول صلى الله عليه وسلم في شعبان، ومن يقترح التقليل من الملهيات، والمباحات، ومنها التقليل من رؤية التلفزيون، والبعد عن الإسراف والتبذير والأمور التي تصاحب اهتمام الناس في رمضان بالتزود من الأطعمة والإكثار من المشروبات، والاهتمام بطلبات الجسد، ونسيان طلبات الروح.
وأيضا تذكر حال السلف في كيفية الاستعداد لشهر رمضان، ولماذا السلف الصالح كانوا يقبلون أيضا على تلاوة القرآن في شهر شعبان، أليس لحسن الاستعداد لشهر رمضان، وتهيئة النفوس لذلك، ويمكن أن يتم الاتفاق بين أفراد الأسرة على حفظ جزء يسير من كتاب الله مع تفسيره في جلسة عائلية هادئة، أو الاجتماع على تلاوة جزء من كتاب الله تعالى، مع التجديد بشيء يشعر أننا قادمون على موسم للطاعة، يحتاج للتنافس في تلاوة القرآن، وقيام الليل، إضافة لصيام بعض الأيام في شعبان، و يمكن شراء مصحف جديد، أو حامل للمصحف، أو شراء كتاب تفسير ميسر، أو الاستماع لمحاضرة مفيدة، أو قناة فضائية نافعة، أو غير ذلك من الأفكار التي تشعر الجميع بأننا نهتم بالاستعداد لهذا الشهر المبارك.
ومن باب الاستعداد النفسي وتصفية النفوس يمكن الاتفاق على التصالح ونبذ الخصومة بين المتخاصمين من أفراد الأسرة، أو أفراد العائلة، أو التصالح مع الجيران أو الأصدقاء أو أحد الأقارب الذين وقعت بينهم خصومة، مع محاولة التخلص من المشكلات التي تنغص القلوب أو تكدر الأجواء، لتـُقبل النفوس على الطاعة بهمة عالية، ونفس صافية، وقلوب نقية.
ومن هذه الدوافع التي تحمسنا للإقبال على الطاعة وحسن الاستعداد لرمضان: أن نجعل نفوسنا تشتاق لنعيم الجنة التي أعدت للمتقين، والذين يجاهدون أنفسهم للوصول للتقوى في شهر رمضان، وهي ثمرة الصيام، قال تعالى: "كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون" (البقرة: 183)، وإذا احتاجت نفوسنا للتذكير المتكرر، فيمكن بالتخويف والترهيب من النار وجحيمها، خاصة عندما نتلو آيات القرآن الكريم التي تتحدث دائما عن الجنة والنار، وتجمع بين الترغيب والترهيب.
وإذا لم نتحمس جيدا للتنافس في الطاعات، وفعل الخيرات، ولا يزال القلب قاسيا غير سليم؛ فعلينا أن نتذكر أن الأجل قصير، والأعمار محدودة، والموت يأتي بغتة، والقبر صندوق العمل، فالذي ينفع المسلم في قبره هو العمل الصالح، قال الله تعالى: "فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ، وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ".سورة الزلزلة.
وأيضا نذكر أنفسنا، بأن السعادة في الدنيا و الراحة في الآخرة لا تحدث إلا لمن استقام على أمر الله، فمن أراد أن يحيا حياة طيبة في الدنيا، ويعيش في سعادة دائمة فعليه بالمواظبة على الاستقامة، و الاجتهاد على الطاعة؛ قال تعالى: "مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ" سورة النحل.
ويمكن أن نوقظ أنفسنا بزيارة القبور، أو زيارة المرضى خاصة الأمراض المقعدة الناتجة عن حوادث مفجعة، أو التذكر أثناء السفر أو حالات الشعور بالفقر والحاجة إلى الله أن الإنسان ضعيف مهما بلغت قوته، أو مهما كثر ماله أو ولده.
فمن المؤكد أن النفس تتأثر والقلب يلين، ويبدأ في الندم على التفريط، و يجدد التوبة، وينوي الإحسان والتحمس لأداء الطاعة، والإقبال على الله تعالى بقلب سليم.




 

رد مع اقتباس