عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 04-15-2019, 01:30 AM
عطر الزنبق غير متواجد حالياً
Morocco     Female
Awards Showcase
لوني المفضل White
 رقم العضوية : 1482
 تاريخ التسجيل : 27-05-2018
 فترة الأقامة : 2201 يوم
 أخر زيارة : 06-02-2024 (10:10 PM)
 العمر : 29
 المشاركات : 100,502 [ + ]
 التقييم : 35940
 معدل التقييم : عطر الزنبق تم تعطيل التقييم
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي في الحاجة للتربية الذوقية..








تشكل التربية الذوقية والجمالية جانبا حساسا ودقيقا في بناء الفرد والجماعة والمجتمع يجب إيلاؤه العناية اللازمة في خططنا التعليمية وبرامجنا الإعلامية ومعاملاتنا الأسرية وعلاقاتنا العامة ودروسنا المسجدية. هي فقه في حاجة إلى إحياء وبعث جديد.


اهتم الإسلام بالإنسان فجعله محور الوجود، خلقه فسواه فعدله في أي صورة ما شاء ركبه، ونفخ فيه من روحه، وفضله على باقي الخلق والخلائق، وأمر الملائكة بالسجود له، واستخلفه في الأرض لعبادته وما خلقت الجن والانس إلا ليعبدون 10 وهداه النجدين، إما شاكرا وإما كفورا. وابتلاه بنفسه ومحيطه والشيطان ليبعدوه عن فطرته السليمةوإذ اخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذرياتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى 11 وابتلاه بالغفلة والنسيان فتنة واختبارا وتمحيصا. وأمره بدوام الإقبال عليه سبحانه وتعالى والتقرب منه عز وجل بالفرض والنفل صعودا بهمته وإرادته من إسلام لإيمان لإحسان. صعود وسيلته التربيةإن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم 12 والتربية هنا بمعنييها: التنمية والتقويم، وبأبعادها الشاملة.


اهتم الإسلام بالإنسان كله، ظاهره وباطنه، عقله وقلبه وجوارحه، مشاعره وأحاسيسه، كما اهتم به في كل مراحل عمره، طفولته وصباه، وشبابه وشيخوخته وكهولته، وحتى بعد موته، فألح – الإسلام- على التربية قصد تنمية الخصال الحميدة فيه، وتقويم القبيحة منها، بحثا عن الكمال، ولم يترك بعدا من أبعاد هذا الإنسان إلا ووضع له قواعد ومبادئ ووسائل. وهكذا نسمع ونقرأ عن تربية نفسية وسلوكية وخلقية وبدنية وعلمية وجنسية وذوقية وجمالية. لكنه جعل المفتاح لنجاح التربية في كل هذه الأبعاد رهين بجزء أساس من هذا الإنسان هو القلب “ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب” 13 وصلى الله وسلم على سيدنا محمد الذي لا ينطق عن الهوى والذي أوتي جوامع الكلم.

قصدنا، والقصد الله تعالى، من هذه المقالات التنبيه إلى جانب في تربية الإنسان دقيق وعميق وحساس، عليه يترتب نجاح التربية في باقي المجالات. حديثنا هنا عن التربية الذوقية والجمالية.


يسميه غيرنا “الإتيكيت” ويقصدون به القواعد والآداب والضوابط في التعامل مع الأشياء، كما تعارفت عليها غالبية البشر، بهدف مراعاة الغير والمحيط. إنه حسن التصرف والسلوك واللياقة.

أما نحن المسلمون الذين نتعبد الله عز وجل في كل حركاتنا وسكناتنا وفي خلوتنا وجلوتنا قل ان صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين 14 ، فنسميه دقائق أخلاقية تندرج في حسن الخلق. بعث الله نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم ليتمم مكارم الأخلاق، ولن يتحصل هذا إلا بالاقتداء بسنته والاهتداء بهديه. فقد كان خلقه صلى الله عليه وسلم القرآن، وكان قرآنا يمشي بين الناس. وعلمنا في الكثير من مواقفه أشياء لا يلقي لها المتتبع السطحي بالا، ولم تكتشفها البشرية إلا بعد قرون وقرون. قمة في الأدب والتعامل والتجاوب.


حاجتنا اليوم ملحة إلى إحياء هذا الفقه وبعث هذه التربية للسمو بالمشاعر وترقيق الأحاسيس وتنمية الذوق وتهذيب السلوك وتلطيف الطباع رجوعا بالفطرة إلى نقائها وصفائها بعد طول كدر، فيصير الإنسان شفافا يتلقى نور الوحي بسلامة قلب ورجاحة عقل وتوثب جوارح، برحمة وحكمة وصبر وتؤدة وحسن سمت. ولن يتم هذا إلا بإعطاء التربية الذوقية والجمالية الأولوية في خططنا التعليمية وبرامجنا الإعلامية وعلاقاتنا الأسرية ودروسنا المسجدية.


كم يحز في النفس أن ترى طغيان الطباع المتنافرة، وانعدام اللياقة، والخشونة في القول والفعل، والتسرع والخفة، وعدم المبالاة بالآخر، وعدم المراعاة لمشاعره. تصرفات تلحق الأذى بالغير وتطبع العلاقات الإنسانية بالجفاء والبرودة. وصدق الله العظيم إذ قال :فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الامر 15 وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال : “المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم خير من المؤمن الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على أذاهم” 16 حينذاك يبنى المجتمع على الكراهية، والله جعلنا إخوة واستخلفنا في الأرض لنعمرها بالمحبة والتعاون. سلوكات بسيطة وتفصيلات جزئية، وقد أمرنا ألا نحقر من المعروف شيئا، تهدم مجتمعا وتخرب جماعةوتحسبونه هينا وهو عند الله عظيم 17

هي ذي بعض معالم التربية الذوقية والجمالية، وهي ذي أهميتها لكل فرد، ومكانتها في البناء العام للجماعة والمجتمع. ما هي مظاهرها؟ ما هي تجلياتها؟ نتحدث عن هذا في موضوع قابل بإذن الله عز وجل الجميل المحب للجمال والشكور الذي يحب أن يرى أثر نعمته على عبده.والذي أوصانا بالرفق في الأمر كله، فما كان الرفق في شيء إلا زانه، وما غاب عن شيء إلا شانه.
نختم بكلام جامع مانعإن للروح تطلعا للجمال المطلق وهو الله تعالى. تحن الروح إلى أًصلها في قربه… تطلع سماوي أفقه القرآن، وغذاؤه القرآن، وسماعه القرآن، وطربه القرآن)


مما قرأت للكاتبة القديرة
نجاة كلا..




رد مع اقتباس