شتان بين قلب نقي... وقلب حقود..؟!!
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من نعم الله على عبده نجد لحظة توفيق واحدة تكافىء أعواما من الجهد والتعب ,
ولحظة تبصر واحدة تساوي سنين من المحاولة والمعاناة ,
من أجل ذلك يجب أن نركن إلى ركن ركين , ونلجأ إلى قوي عزيز ,
ونحتمي بحمى خبير حكيم , نخلص له سبحانه ونصدق في تقربنا إليه عزوجل ,
سائلين الهداية والتوفيق والبصيرة ..
والله سبحانه قد أعلمنا أن الطريق إليه سبحانه هو طريق الأنقياء الأتقياء ,
وهو ليس طريقا يتميز الناس فيه يميزات دنيوية مكتسبة ,
بل يتميز فيه الناس بكسب الصالحات , ونقاء السريرة , وطهارة القلوب
فالأغنياء عند الله سبحانه لايفضلون على الفقراء ,
ولا الاقوياء يتميزون عن الضعفاء , ثم معيار واحد فقط في ميزان الله سبحانه ,
هو معيار التقوى والصلاح , وعندئذ يبدأ التمايز
إن لحظات التوفيق هي منة ربانية , ونعمة ألهية ,
يمن بها سبحانه على القلوب النقية الصادقة , إذ يعلم منها سبحانه حقيقتها البيضاء ,
ويطلع على سريرتها الشفافة , فهو خبير بها بينما هي في وحدتها وخلوتها ,
وبينما دمعاتها تتساقط خشية وخضوعا وخشوعا ,
وبينما ترتعد أرجاؤها رهبة من مقامه سبحانه العظيم
وهو معها في مواطن الحياة كلها , لا تغيب عنه , يرى منها مسارعتها في الطاعات ,
وحبها للمكارم والفضائل , وسرورها بمعونة الناس ,
وسكونها في صحبة الخير , ورغبتها في نشر الهدى , وسعيها في تحقيق الإصلاح ,
فيمن عليها برحمته , وتحفها ملائكته , ويهديها الرشد , ويلهمها البصيرة .
أفيظن أصحاب القلوب الماكرة السوداء ,
وأصحاب النفوس الخبيثة الظلماء أن يستووا مع هؤلاء الأتقياء الأنقياء ؟! ,
أفيظن هؤلاء الذين اجترحوا المنكرات وولغوا في المظالم , وتكبروا على التوبة ,
وفتنوا عباد الله , وعادوا منهاجه ورسالته , ومنعوا الهدى أن ينتشر بين الخلق ,
وعاثوا فسادا في كل مكان حلوا فيه , أن يستووا مع الصالحين المخبتين التائبين العابدين الشاكرين ؟
" أم حسب الذين اجترحوا السيئات أن نجعلهم كالذين آمنوا وعملوا الصالحات
سواء محياهم ومماتهم غڑ ساء ما يحكمون "
لقد أمر الله سبحانه بالعدل والإحسان , وقام ميزانه في الكون على العدل والإحسان ,
فوعد الأتقياء بالنصر , ووعد المصلحين بحسن العاقبة ,
وجعل صدورهم مليئة بالبشرى بموعوده سبحانه ,
مهما عانوا في هذه الحياة , وأوعد الظالمين بالعقوبة ,
وجعل لهم معيشة ضنكا مهما حاولوا أن يعيشوا في زخرف ومتاع
قال سبحانه : " إِنَّ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا وَرَضُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاطْمَأَنُّوا بِهَا وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ آيَاتِنَا غَافِلُونَ ,
أُولَئِكَ مَأْوَاهُمُ النَّارُ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ , إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ
يَهْدِيهِمْ رَبُّهُمْ بِإِيمَانِهِمْ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ ,
دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَامٌ وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ.
آخر تعديل عطر الزنبق يوم
06-29-2019 في 04:00 PM.
|