ثم يردِفُ في تتمةٍ للقصيدة السابقة واصفا إكراه الأسبان للمسلمين على التنصر:
غُدرنا ونُصِّرنا وبُدّل ديننا=ظُلمنا وعوملنا بكل قبيحة
وكنا على دين النبي محمد=نقاتل عمال الصليب بنية
ونلقى أمورًا في الجهاد عظيمة=بقتل وأسر ثم جوع وقلة
فجاءت علينا الروم من كل جانب=بجد وعزم من خيول وعدة
فكنا بطول الدهر نلقى جموعهم=فنقتل فيها فرقة بعد فرقة
وفرسانها تزداد في كل ساعة=وفرساننا في حال نقص وقلة
فلما ضعفنا خيموا في بلادنا=ومالوا علينا بلدة بعد بلدة
وجاءوا بأنفاظ عظام كثيرة=تهدم أسوار البلاد المنيعة
وشدوا عليها الحصار بقوة=شهورا وأياما بجد وعزمة
فلما تفانت خيلنا ورجالنا=ولم نر من إخوننا من إغاثة
وقلت لنا الأقوات واشتد حالنا=أحطناهمُ بالكره خوف الفضيحة
وخوفا على أبنائنا وبناتنا=من ان يؤسروا أو يقتلوا شر قتلة
على أن نكون مثل من كان قبلنا=من الدجن من أهل البلاد القديمة
|