انتبه..

الوقت قد مضى!

أأقف! ماذا؟ أين أقف؟ هل أنا أقف بين يدي خالقي الذي أكرَمَني بنِعَم لا حصْر لها وبنعمة الإسلام وكفى بها من نعمة؛ لكي أُؤدي الصلاة المكتوبة على وقتها بخشوع وخضوع، والتي إذا حَسُنت حَسُنت باقي أعمالي، وهي أول ما أسأل عليه يوم القيامة؟

وَيْلي، هل أنا مسلم اسمًا فقط أم عملاً ومواظَبةً على الأعمال المفروضة من صوم وزكاة وحج وأعمال صالحة؛ من قيام، وتلاوة قرآن، آهٍ... كم مضى من العمر وأنا لاهٍ عن ذكر ربي؟!

نداء الهوى، وزينة الدنيا، وشهوة النفس، وما عند الشيطان من وساوس... هذا طريق الشقاء والعناء في الدنيا والآخرة، كم من ثريٍّ يتمنَّى أن تطل السعادة عليه لحظةً واحدة! وكم من فقير هو في السعادة متمتعًا رغم بساطة الحال، في الصدر يملك راحةً ليست من الجاه أو الطبيب إنما بطاعة الله من عند رب الأرباب!

ليس الاتباع بالحداثة، ولا بالأسماء اللامعة، ولا بالأشكال البراقة الهاوية الخاوية، نقول مثالاً عن الصحابة الأخيار؛ عياض بن حمار رضي الله عنه، هذا اسمٌ يُقتدى به، لمَ لا والملك الجبّار رضي عنه من فوق سبع سموات وتحرَّك في جهد نبي الرحمات؟! هل قدَّمْنا مثل ما قدّم من تضحيات؟

الشاهد: كم رصيدك من الحسنات ومكانتك في درجات الجنات؟ ليس بالمناصب والاجتماعات والرتب والشهادات، هل عملنا لننجو من النار التي فيها أشد العذابات؟

ما بالنا نبتعد ونغرَق وسفينة المصطفى تسير أمام أعينِنا، ومن حولنا مليون مليون نداء: هيا اركب معنا؟!
هيا قبل أن يطلَّ طيف من يأخذ الروح، والوقت قد مضى!
إلهنا، رد كل مسلم ومسلمة إلى نعيم الإيمان وظلال الإسلام.

ربنا، اهدِ الإنس والجان، ولا تبقِ على هذه الأرض محرومًا لا يَعرف سماحة الإسلام دين السلام، والصلاة والسلام على النبي الأمي الذي بلَّغ الرسالة، وأدى الأمانة، نبيِّ الهداية محمد صلى الله عليه وسلم.