02-20-2020, 07:53 PM
|
#4
|
بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية : 1718
|
تاريخ التسجيل : 08-02-2020
|
أخر زيارة : 12-10-2024 (06:23 PM)
|
المشاركات :
130,427 [
+
] |
التقييم : 102623
|
الدولهـ
|
الجنس ~
|
SMS ~
|
|
لوني المفضل : Blueviolet
|
|
4
هزيمة الغوري في مرج دابق ساءت العلاقة بين العثمانيين والمماليك
وفشلت محاولاتالغوري في عقد الصلح
مع السلطان العثماني “سليم الأول”
وإبرام المعاهدة للسلام، فاحتكما إلى السيف
والتقى الفريقان عند “مرج دابق
بالقرب من حلب في
(25 من رجب 922هـ = 24 من أغسطس 1516م).
وأبدى المماليك في هذه المعركة ضروبا من الشجاعة والبسالة
وقاموا بهجوم خاطف زلزل أقدام العثمانيين
وأنزل بهم خسائر فادحة، حتى فكّر سليم الأول في التقهقر
وطلب الأمان، غير أن هذا النجاح في القتال
لم يدم طويلا فسرعان ما دب الخلاف
بين فرق المماليك المحاربة،
وانحاز بعضها إلى الجيش العثماني بقيادة “خايربك”.
وسرت إشاعة في جيش المماليك أن الغوري سقط قتيلا
فخارت عزائمهم ووهنت قواتهم
وفرّوا لا يلوون على شيء،
وضاع في زحام المعركة وفوضى الهزيمة والفرار
نداء الغوري
وصيحته في جنوده بالثبات والصمود وسقط عن فرسه
جثة هامدة من هول الهزيمة،
وتحقق للعثمانيين النصر الذي كان بداية
لأن يستكمل سليم الأول فتوحاته
في الشام وأن يستولي على مدنه
واحدة بعد أخرى
بعدها سلَّم معظمها له بالأمان دون قتال. طومان باي سلطانا
اتفقت كلمة الأمراء في مصر على اختيار
“طومان باي” للسلطنة،
فأخذ يستعد لمقاومة العثمانيين
وعزم للخروج لقتالهم ولا ينتظر مجيئهم،
ولكنه اصطدم بتخاذل المماليك
واستهانتهم بخطورة الموقف،
وعدم تقديرهم للمسئولية في الوقت
الذي أرسل فيه السلطان سليم الأول
رسالة إلى طومان باي يعرض عليه الصلح
ويبقيه على حكم مصر
في مقابل أن يقر بتبعيته للدولة العثمانية
غير أن هذه المساعي السلمية
لم تكلل بالنجاح.
واضطر طومان باي إلى مواصلة الاستعداد للقتال
فخرج إلى “الريدانية” وتحصّن بها فحفر
خندقا على طول الخطوط الأمامية،
ووضع مدافعه الكبيرة وأعد أسلحته
وبنادقه وحاول شحذ همة مماليكه
وقواته ولكن دون جدوى
فقد جبن كثير منهم عن اللقاء حتى كان
بعضهم لا يقيم بالريدانية إلا في خلال النهار حتى يراهم السلطان،
وفي المساء يعودون إلى القاهرة للمبيت في منازلهم.
ولم يكن من شأن جيش كهذا أن يثبت في معركة أو يصمد للقاء
أو يتحقق له النصر، فحين علم طومان باي وهو في الريدانية
بتوغل العثمانيين في البلاد المصرية حاول جاهدا أن يقنع أمراءه
بمباغتة العثمانيين عند الصالحية، وهم في حالة تعب وإعياء بعد
عبورهم الصحراء، لكنهم رفضوا، معتقدين أن الخندق الذي حفروه
بالريدانية كفيل بحمايتهم ودفع الخطر عنهم، لكنه لم يغن عنهم شيئا،
فقد تحاشت قوات العثمانيين التي تدفقت
كالسيل مواجهة المماليك عند الريدانية
عندما علمت تحصيناتها، وتحولت عنها
واتجهت صوب القاهرة،
فلحق بهم طومان باي.
والتحم الفريقان في معركة هائلة في
(29 من ذي الحجة 922هـ = 23 من يناير 1517م)
وأبلى طومان باي في المعركة بلاء حسنا
وقتل “سنان باشا الخادم” الصدر الأعظم بيده
وكثر القتلى بين الفريقين، غير أن العثمانيين
حملوا على المماليك حملة صادقة
زلزلت الأرض من تحتهم، فضاقت عليهم بما رحبت،
وانسحب طومان باي ومن بقي معه إلى نواحي الفسطاط،
ودخلت طلائع الجيش العثماني مدينة القاهرة
وأخذوا يتعقبون جنود المماليك في كل مكان.
سليم الأول في القاهرة
السلطان سليم الأول
وفي يوم الإثنين الموافق
(3 من المحرم 923هـ = 26 من يناير 1517م)
دخل سليم الأول مدينة القاهرة في موكب حافل، يتقدمه الخليفة العباسي والقضاة، وقد أحاطت به جنوده الذين امتلأت بهم شوارع القاهرة، يحملون الرايات الحمراء شعار الدولة العثمانية، وكتب على بعضها “إنا فتحنا لك فتحا مبينا”، وفي بعضها “نصر من الله وفتح قريب”.
ولم يكد يهنأ سليم الأول بهذا الفتح حتى باغته طومان باي في “بولاق”؛ وذلك في اليوم الخامس من المحرم، واشترك معه المصريون في هذه الحملة المفاجئة، وأشعلوا في معسكر سليم الأول النيران، وظن الناس أن النصر آت لا محالة، واستمرت مقاومة المماليك أربعة أيام وليال، وظهروا فيها على العثمانيين، حتى إنه خطب لطومان باي في القاهرة في يوم الجمعة، وكان قد دعي لسليم الأول في الجمعة التي سبقتها، غير أن هذا الفوز لم يحسم
المعركة لصالح طومان باي؛ إذ سرعان ما لجأ الجنود العثمانيون
إلى سلاح البنادق، وأمطروا به من فوق المآذن الأهالي والمماليك،
فأجبروهم على الفرار، وفرَّ طومان باي إلى “البهنا” التي تقع
غربي النيل في جنوب القاهرة.
استمرار المقاومة
ظل طومان باي يعمل على المقاومة بما تيسر له من وسائل،
واجتمع حوله كثير من الجنود وأبناء الصعيد حتى قويت شوكته،
غير أنه أدرك أن هذا غير كاف لتحقيق النصر، فأرسل إلى سليم الأول
يفاوضه في الصلح، فاستجاب له السلطان العثماني، وكتب له كتابا بهذا،
وبعث به مع وفد من عنده إلى طومان باي، لكن الوفد تعرض لهجوم
من بعض المماليك وقتل بعض رجاله؛ فحنق السلطان سليم الأول
وخرج لقتال طومان باي بنفسه، والتقى الجيشان قرب قرية “الوردان”
بالجيزة في (9 من ربيع الأول 923 هـ =1 من إبريل 1517م)؛
حيث دارت معركة حامية استمرت يومين وانتهت بهزيمة طومان باي
وفراره إلى البحيرة.
|
|
|