الذين يصورون الايمان على أنه محض طمأنينة وراحة بال لابد أن يكونوا في خانة من اثنتين:إما أنهم أغبياء أو أنهم جاهلون.إنهم يروجون عن الإيمان مفهوما في غاية النقص في غاية القصور,في غاية البعد عن الجوهر الحقيقي للإيمان.
وذلك إما لأنهم لا يعرفون مفهوما آخر للإيمان,غير هذا المفهوم البارد عن الطمأنينة وراحة البال والهدوء والدعة,وهذا يعني أنهم جاهلون.
أو أنهم يحاولون الترويج لهذا المفهوم المنقوص مستخدمينه كطعم في استدراج المزيد من الناس المتعبين المرهقين,بوهم السعادة وراحة البال المنشودتين ومادام الطعم مزيفا,فالصيد سيكون متلفا...وهذا يعني أنهم أغبياء..وبين جهل الجهلاء وغباء الأغبياء يقدم الإيمان كما لو كان حقنة من المهدئ.لكن الإيمان الحقيقي,يظل شيئا مناقضا لذلك كله.
الإيمان أحيانا يكون توترا مرهقا في الأعصاب ,
يكون انفجارا في الدماغ
يكون ألما هائلا
يكون رحلة إلى الدرك الأسفل من جحيم المعاناة وذلك عندما يكون حقا.
الإيمان الحقيقي أن تمتلك الغيرة على دينك,أن يتألم قلبك ويحمر وجهك غضبا عندما ترى الفساد أمامك,لا أن تجلس هانئا طوال الوقت قائلا أن هموم الدنيا لا تهمك,والمهم صلاتك وصيامك فقط,الإيمان الحقيقي أن تعمل وتتعب لتصلح هذه الأرض التي وعدك الله بإرثها:(ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون)
كتاب أدرينالين-د.أحمد خيري العمري-
-بتصرف-