عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 04-07-2020, 07:11 PM
مديح ال قطب غير متواجد حالياً
Egypt     Male
لوني المفضل Coral
 رقم العضوية : 1751
 تاريخ التسجيل : 06-03-2020
 فترة الأقامة : 1876 يوم
 أخر زيارة : 08-13-2021 (12:56 PM)
 المشاركات : 34,369 [ + ]
 التقييم : 22241
 معدل التقييم : مديح ال قطب has a reputation beyond reputeمديح ال قطب has a reputation beyond reputeمديح ال قطب has a reputation beyond reputeمديح ال قطب has a reputation beyond reputeمديح ال قطب has a reputation beyond reputeمديح ال قطب has a reputation beyond reputeمديح ال قطب has a reputation beyond reputeمديح ال قطب has a reputation beyond reputeمديح ال قطب has a reputation beyond reputeمديح ال قطب has a reputation beyond reputeمديح ال قطب has a reputation beyond repute
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي الإيمان تصديق بالقلب وإقرار باللسان وعمل بالأركان



الإيمان تصديق بالقلب وإقرار باللسان وعمل بالأركان


الآن أنت إذا تتبعت ما يفعله الله بالناس، ما يجري في الكون من حوادث، فعله التكويني، واتبعت أمره التشريعي، أمرك بغض البصر، أنت غضضت البصر فسعدت في بيتك، فإذا تليت الآية تصدق: ﴿وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آَيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَاناً﴾
[سورة الأنفال:3]
لما ربنا عز وجل قال:
﴿قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى﴾
[سورة النور 30]
نعم والله، أطهر، أزكى، أكمل، أعف، أشرف، وإذا إنسان غض بصره عن النساء يشعر بشرف، بعفة، بمكانة، فهناك نقطة أرجو من الله أن أوفق إلى شرحها، الإيمان تصديق، تصديق ماذا؟ إذا أنت دارس للغة العربية، وعرضوا عليك نصاً مضبوطاً بالشكل، كله صح، إذاً هناك معرفة مسبقة، حينما تقرأ النص كي تصدقه، حينما تقول: صدق الله العظيم، معنى ذلك أن عندك معرفة مسبقة بالله، حتى قلت لهذه الآيات حينما تلوتها صدق الله العظيم، هذا معنى الإيمان، أي أنت فكرت بالكون، عرفت المكون، عرفت المنظم، عرفت المسير، عرفت الحكمة، عرفت القدرة، عرفت الغنى، عرفت اللطف، عرفت التقدير، فإذا جاءت الآيات فدعوت الله عز وجل سمعك واستجاب لك، كنت في مأزق دعوته فأجابك، فإذا قرأت قول الله تعالى:
﴿أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ﴾
[سورة النمل:62]
لذلك يقولون: هي الكلمات التي تسمعها تثير خبرات، ضربوا على ذلك مثلاً كنت أقوله لكم كثيراً أن أستاذاً في الجامعة مكانته وشهادته تؤهله أن يكون ذا كرسي، هذه أعلى مرتبة في الجامعة، لسبب أو لآخر لم يتح له ذلك، شعوره أنه مظلوم شعور مستمر، له معاناة وآلام، يتكلم عشر ساعات لماذا لم يتح له هذا المنصب وأعطوه لغيره، فلو فرضنا أن هذا الإنسان سمع في الطريق كلمة كرسي، يمشي ساعتين وهو يقول لماذا لم يضعوني أستاذاً بكرسي؟ والله شهادتي درجة أولى، فلان ليس بمستواي، كلمة كرسي ماذا أثارت عند هذا الإنسان ؟ شجونه، خبراته، متاعبه، آلامه، معاناته، يسمعها من حلاق عندما يقول: يلزمنا كرسي زيادة، يا ترى نأتي بكرسي ثالث أم لا ؟ لأن هناك ضريبة أكثر وعمال زيادة وثمن كرسي، هذا مشى في خط، يسمع كلمة كرسي من إنسان تعبان يقول: ليت هناك كرسياً أرتاح عليه، يسمع كلمة كرسي من إنسان يعمل في الحمام يا ترى آخذه من البلاستيك أم من الخشب، كلمة واحدة آثارت عند إنسان لواعج، مشاكل، معاناة، آلام، هموم، عند هذا الإنسان موضوع ثان.
ما التصديق إذاً ؟ أنت حين يكون لك خبرات مع الله عز وجل، أي أنت أطعته فأكرمك، دعوته فاستجاب لك، فكرت في الكون فاستعظمته، عاهدته فوفى لك العهد، استرزقته فرزقك، اتكلت عليه فنصرك، تذللت له فأعزك، أنبت إليه فقبلك، تبت إليه فتاب عليك، سألته فلباك، أنت إذا قرأت:

﴿أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ﴾
[سورة النمل:62]
تقول: صدق الله العظيم تخرج من أعماقك، فالإيمان تصديق، أي أنت بحثت واستنبطت نتيجة فلما تلوت قوله تعالى:
﴿اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ ﴾
[سورة الزمر: 62]
تقول: صدق الله العظيم، إذاً الإيمان تصديق، تصديق بالقلب وإقرار باللسان وعمل بالأركان، هذا هو الإيمان.
إذا صدقت الله عز وجل، وأقرّ به لسانك، وسلكت في طاعته الوجه الأمثل، النتيجة الطبيعية أن تقبل عليه، عرفته واستقمت على أمره وتقربت عليه، النتيجة الحتمية الطبيعية أنك أقبلت عليه، أما الكفر فتكذيب وتفلت وإساءة وإعراض.





رد مع اقتباس