عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 04-11-2020, 06:52 PM
عطر الزنبق غير متواجد حالياً
Morocco     Female
Awards Showcase
لوني المفضل White
 رقم العضوية : 1482
 تاريخ التسجيل : 27-05-2018
 فترة الأقامة : 2527 يوم
 أخر زيارة : يوم أمس (09:49 AM)
 العمر : 29
 المشاركات : 111,478 [ + ]
 التقييم : 40306
 معدل التقييم : عطر الزنبق تم تعطيل التقييم
بيانات اضافيه [ + ]

Awards Showcase

افتراضي السـكينة والوقـار في شخصيَّة النبي صل الله عليه وسلم .




السـكينة والوقـار في شخصيَّة

النبي صل الله عليه وسلم .

السكينة والوقار شكلان لمعنًى واحد هو الهدوء الناتج عن السلام والاستقرار النفسي. ولكن السكينة أمر داخلي في القلوب، والوقار أمر خارجي تابع لها يظهر في الجوارح، فإن كان القلب ساكنًا آمنًا مستقرًّا، ظهر ذلك في الجوارح فلا تتحرك إلا بهدوء وسلام.
ولقد نص القرآن الكريم على أن الله تعالى أنزل عليه ï·؛، وعلى من معه السكينة في أكثر من موضع:
قال تعالى: {فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى وَكَانُوا أَحَقَّ بِهَا وَأَهْلَهَا}

(الفتح: ظ¢ظ¦).
وقال: {إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ} (التوبة: ظ¤ظ*).
وقال تعالى: {لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا} (الفتح: ظ،ظ¨)
إن الناظر لسيرة محمد ï·؛ يجد أن قلبه كان مطمئنًا ساكنًا هادئًا مستقرًّا، ذلك أنه لم تكن الدنيا هي كل شيء في حياته، وأخبر عن شأن الدنيا لديه بما قال ومثّل لأصحابه: «ما لي والدنيا، إنما مثلي ومثل الدنيا كراكب استظل تحت شجرة ثم تركها».
لقد صوَّر محمد ï·؛ صلته بالدنيا كرجل يسير في طريق طويل يريد أن يبلغ غاية ما، فوجد شجرة فجلس تحتها ساعة يستظل ثم يعاود سيره، وهكذا كان فعليًّا في الدنيا، فلم تكن كل شيء في حياته، ولم تكن تسيطر عليه، بل كان يتعامل معها باعتدال؛ مما أورثه الطمأنينة والاستقرار.
وجاء في القرآن الكريم أمر الله تعالى له والمؤمنين معه بالتحلي بالسكينة والوقار، في سلوكه وتصرفاته جميعها، قال تعالى: {وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّكَ لَنْ تَخْرِقَ الْأَرْضَ وَلَنْ تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولًا} (الإسراء: ظ£ظ§)، أي بلا تكبر ولا تجبر، وامشِ متواضعًا وقورًا هادئًا ساكنًا.
وحينما وصف له ربه صفات عباد الرحمن الصالحين قال: {وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا}

(الفرقان: ظ¦ظ£).
فأول وَصْف لهم وصف هيئة المشي في هدوء وسكينة ووقار وهو انعكاس لاطمئنان القلب، والوقار والسكينة بعيدان تمامًا عن التماوت في المشي بهيئة المريض، فالوقار أن تمشي جادًّا، وهي مشية وسط بين التبختر والفخر والتماوت والانكسار.
وقد بان أن للسكينة والوقار علامات كثيرة في شخصية محمدï·؛ فظهرت في حركاته، فهو هادئ رزين.
وظهرت في كلامه، فهو يكثر الصمت ولا يقول إلا خيرًا، ولا يضحك إلا تبسمًا، وهو قليل المزاح، نادر الضحك، كثير التبسم.
وظهرت في شجاعته، فهو الشجاع عديم الخوف من الناس كثير الخوف من ربه، لا يقلقه الفزع، ولا تؤثر فيه المخاوف.
وظهرت في ردود أفعاله فهو حكيم التصرفات بعيد النظر.
وظهرت في عباداته فهو كثير العبادة محب لها.
وظهرت في معاملاته فهو مُعرِض عن الدنيا، مقبل إلى الآخرة.
وقد وصفت زوجته أمنا أم المؤمنين عائشة – رضي الله عنها- وقاره؛ فقالت: ما رأيت رسول الله ï·؛ مستجمعًا قط ضاحكًا حتى ترى منه لَهَوَاته، إنما كان يتبسم.
بل كان كثيرًا ما يكون مطرقًا ساكنًا، يظهر أثر الخشية

على هيئته وكسوته، وسيرته وحركته وسكونه، ونطقه وسكوته،

لا ينظر إليه ناظر إلا وكان نظره مذكِّرًا بكل فضيلة.
وكان كثيرًا ما يأمر أصحابه بالسكينة في العبادات والأعمال، فيروي أبو هريرة رضي الله عنه أنه سمعه يقول: «إذا سمعتم الإقامة فامشوا إلى الصلاة وعليكم بالسكينة والوقار، ولا تسرعوا فما أدركتم فصلوا وما فاتكم فأتموا».
وعن أبي قتادة قال: صليت مع النبي ï·؛ فقال:

«لا تقوموا حتى تروني وعليكم بالسكينة».
وكان يعلِّم أصحابه أن السكينة إنما تتنزل على المرء بذكره لربه وعبادته له؛ فيقول لهم: «وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم؛ إلا نزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة، وحفتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده».
وكان صاحبه عمر بن الخطاب رضي الله عنه يتشبه به في نصحه؛ فينصح الناس فيقول لهم: تعلَّمُوا العلم، وتعلموا معه السكينة والوقار.





رد مع اقتباس