الموضوع: فيروس العولمة
عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 04-28-2020, 09:46 PM
منصور غير متواجد حالياً
Saudi Arabia     Male
لوني المفضل White
 رقم العضوية : 183
 تاريخ التسجيل : 07-11-2012
 فترة الأقامة : 4552 يوم
 أخر زيارة : 11-16-2024 (09:23 PM)
 الإقامة : القطيف
 المشاركات : 40,914 [ + ]
 التقييم : 3750
 معدل التقييم : منصور has a reputation beyond reputeمنصور has a reputation beyond reputeمنصور has a reputation beyond reputeمنصور has a reputation beyond reputeمنصور has a reputation beyond reputeمنصور has a reputation beyond reputeمنصور has a reputation beyond reputeمنصور has a reputation beyond reputeمنصور has a reputation beyond reputeمنصور has a reputation beyond reputeمنصور has a reputation beyond repute
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي فيروس العولمة



يثور في الأذهان سؤال عند التأمّل في
ظروف وأسبابنزول هذه النازلة الوبائية
التي أقضّت مضجع العالم /
هل فيروس كورونا قدر طبيعي مقدور
ممّا تجري به المقادير ، أم هو قدر
” أرضي” مصنوع ومُدبّر بليل ؟.
أي هو بعبارة صريحة ، صناعة اميريكية
دُبّرت بليل في أقبية ومختبرات الجيش
الاميريكي حسب تصريح سابق لمسؤول صيني ؟
ذلك أنه لأول مرة في تاريخ العالم والأوبئة
الفتّاكة ، يسري هذا
الفيروس الصامت في كل اوصال العالم .
وقد قرأتُ مؤخرا شهادة عميقة ودالة
للمفكر والعالم اللساني
تشومسكي تشير بإصبع الاتهام إلى كل
من المخابرات الأميريكية ومجموعة
بيلدبيرغ وإسرائيل في إنتاج هذا الفيروس .
وغير خافٍ أن السياق العالمي الراهن
ملغوم ومشحون بالحروب
المختلفة ما ظهر منها وما بطن ، وتضارب
المصالح والاستراتيجيات الدولية . والغاية
دائما عند الساسة وصُنّاع القرار تبرّر الوسيلة ،
حسب الوصية الميكيافيلية
. ولا أخلاق ولا عواطف في السياسة .
وغير خافٍ أيضا أن الفترة الأميريكية الراهنة ،
هي فترة” الكُوبوي ” الأميريكي بامتياز .
هل ترانا نستعيد هنا
” نظرية المؤامرة” ؟كل شئ وارد في
هذا الزمن العوْلمي العجيب .
وقد أصبح فيروس كورونا الآن وباء – بلاء
عالميا عابرا للقارات والحدود لا يستثني
أحدا، لا يُبقي ولا يذر لوّاحا
للبشر بمَنْ فيهم عُتاة ودُهاة وطُغاة البشر.
وعلى الباغي تدور الدوائر، والسحر قد
يرتدّ على الساحر .صحيح إن بعض الظنّ
إثم . لكن من الحزم أيضا سوء الظن .
وعالمية هذا الفيروس ، تثيرأكثر من
تساؤل وأكثر من ظنّ .
وقد جعلنا الفيروس اللعين ، وعلى
امتداد القرية العالمية المنكوبة
الشقيّة ، مُعْتقلين ومأسورين في
معتقلات الحجْر الصحي ،إلى إشعار آخر .
مؤمّلين في انفراج قريب .

فيروس العولمة

ويا ليل الحجْر متى غده ؟
وأصبحنا عطْفا أمام ظاهرة المواطن
الكوني المغلوب على أمره ، المتوجّس
خيفة من المصير في منتهى ضعفه وهشاشته .
ودخلنا ، أو بالأحرى أُدخلنا مُجْبرين ومُكْرهين
في نمط سلوك اجتماعي جديد وفريد ،
يفرض العزلة بديلا عن الاختلاط والتواصل .
ونابَ فيه التواصل بالوسائط مَناب التواصل
المباشر ، حيث أصبح
الآخرون جحيما ، حسب مسرحية سارتر
الشهيرة ( الجحيم هو الآخرون ) . والمسرحية
بالمناسبة تدور
بين ثلاثة أشخاص ، رجل وامرأتين ،
محبوسين في غرفة كئيبة منعزلة ، كلّ
ينظر شزْرا للآخر ، وكل يتوجّس من الآخر .
وهذا بالتمام والكمال هو حال قريتنا
العالمية البئيسة ،المحكومة باقتصاد
السوق والليبرالية المتوحشة وطغيان
المصالح الخاصة . وانْجُ سعْد فقد هلك سُعَيْد .
هكذا يكسّرفيروس كورونا الجوّال على سجيّته
في أقطار المعمور، من شوْكة الإنسان ويجرّده من
في سفينة واحدة ” سكْرى ”
، بتعبير الشاعر رامبو .
ينْتفضُ السؤال الحضاري القاسي /
لماذا تُنفق الدول الكبرى الأموال
الطائلة على ابحاث ومصانع الأسلحة
النووية والبيولوجية والبكتيريولوجية
والدمارالشامل ، ولا تنفق سوى فُضْلة
المتفضّل على المختبرات العلمية
والمستشفيات ومصانع الادوية التي
تشفي اوجاع الإنسانية ؟
لكن ، متى كانت الأوجاع الإنسانية
تُرى جزءا من شواغل الليبراليات المتوحشة
التي تنْهب أقطار المعمور؟
أليست هذه الأوجاع بالضبط ، هي كلأ
ومرْعى الليبرالية – الرأسمالية، ومصائب
قوم عند قوم فوائد؟
وفي غمرة هذا الرّهاب الوجودي
والتراجيدي العالمي من هذا الإرهاب
الوبائي الجائح ، وفي حُمّى وهستيريا
هذا الإقبال الجامح على تكديس وتخزين
المُؤن والأقوات تحسّبا للأيام العجاف ،
وهيمنة ثقافة الاستهلاك ، وانفلات
الغرائز البدائية من عقالها ، وانتشار
خطاب الجائحة .. يظهر المواطن الكوني
على حقيقته ، عاريا من كل اقنعته
ومُسُوحه ، ضعيفا هشّا ورعْديدا أمام
فيروس صامت غير مرئي تسلّل فجأة
من كُهوف العوْلمة ..
وتحضرني هنا الآيات القرآنية البليغة
(إن الإنسان خُلق هلُوعا ، إذا مسّه الشرّجزوعا ،
وإذامسّه الخير منوعا ) .
لكن هذا الإنسان الهلوع الجزوع الهشّ ،
هو الذي يواجه الموت دائما ، بإرادة الحياة .
هو الذي يُنازع البقاء بإصرار المحبّ للحياة .

للأمانه الموضوع منقول



 توقيع : منصور


رد مع اقتباس