كان السلطان مراد الثالث أحد سلاطين آل عثمان
مشهورًا بورعه وتقواه، وذات يوم فاتته صلاة الفجر فلمَّا أفاق لم يجد بدًّا
من تأنيب نفسه بقصيدة هي أروع ما كتب في الأدب الإسلامي التركي...
فلا زال الملحنين منذ ذلك اليوم يعكفون على تجديد تلحينه...
ولا تزال الأوساط الصوفية ترددها بإستمرار.
فقد كان السلطان مراد الثالث شاعرا كعدد آخر من السلاطين العثمانيين...
وقد كتب قصائده باللغات التركية والعربية والفارسية...
وكتب قصيدته التي يؤنب فيها نفسه باللغة التركية وتحت عنوان "استفيقي يا عيني"...
وهي خماسيَّة، وتتكوَّن من خمسة مقاطع ينتهي الشطرين الأخيرين
من كلِّ مقطع بالعبارة نفسها... ومعاني القصيدة كما يلي:
استفيقي يا عيني من الغفلة استفيقي
استفيقي يا عيني التي كثر نومها استفيقي
صدّقيني إن عزرائيل قد يسلب الروح
استفيقي يا عيني من الغفلة استفيقي
استفيقي يا عيني التي كثر نومها استفيقي
****************
تستفيق الطيور عند الفجر
وبلغتها تبدأ التسبيح
والجبال توّحد وكذا الأحجار والأشجار...
استفيقي يا عيني من الغفلة استفيقي
استفيقي يا عيني التي كثر نومها استفيقي
************************
تفتح أبواب السماوات
وتنزل الرحمة على المؤمنين
ولمن قام الفجر تعطى الحلّة....... ـ أي حلة الجنة ـ
استفيقي يا عيني من الغفلة استفيقي
استفيقي يا عيني التي كثر نومها استفيقي
********************
هذه الدنيا فانية فحذاري أن تنخدعي
وإياك أن تغتري بالتاج والكرسي
ولا تفتخري أن يكون العالم تحت سلطتك
استفيقي يا عيني من الغفلة استفيقي
استفيقي يا عيني التي كثر نومها استفيقي
******************
إنه أنا (يا رب)، عبدك مراد، اغفر لي ذنبي
اغفر لي ذنبي، وارفع عني خطيئتي
واحشرني تحت لواء الرسول
استفيقي يا عيني من الغفلة استفيقي
استفيقي يا عيني التي كثر نومها استفيقي