أرواحنا العطشى.

تلهث خلف الأحلام حينا ، وخلف الذكريات حين آخر ...

أرهقها الجري وراء الملذات، أو أطياف الأماني، أوبقايا الذكريات ...
تصحرت القلوب وصارت خراب ...
واستحال بياضها الناصع إلى سواد ...
كانت القلوب حدائق غناء تغرد فيها العصافير

لحن الحب ...
وتتراقص فيها الفراشات حول الغدير ...
كانت فيها ينابيع تسقي زروع العطاء و التسامح والأمل ...
وكانت الروح تشدو في بهاء وفي فرح وفي حبور ...
والآن هي قاحلة ...
لا صوت لتغاريد الطيور ولا صوت للخرير ...
أرض يابسة قد مزقتها الأحزان ...
وأنهكتها الآلام ...
وأرهقها الحنين ...
تتطلع في شوق إلى السماء ...
تترقب الغيث بعين الرجاء ...
تقول :
يارب... غيثا مغيثا اسقنا ...
يا رب ... اسقنا ...
فإننا عطشى ...
فتهاطل غيث الرحمة ليسقي الأرض التي جفت ...
وامتلأت الينابيع ...
وتراقصت الفراشات على زخات المطر ...
هيا تهاطلي أيتها الأمطار بالرحمة والحب ...
واغسلي أرواحنا من أثقال العصيان ...
واسقي بذور الحب لله في أعماقنا ...
لتنبت أشجار الفضيلة ...
وأشجار الرحمة ...
وأشجار العطاء ...
هيا يا زخات الرحمة تسللي كالبلسم على الجروح

الدفينة ...
ضمديها ...
ارتوي أيتها الأرواح بعطاء الرحمة الالهية ...
لتغدو أرضك خضراء ...
وتباهي بحسنك الفتان ...
فقد زالت كل المخاوف كل الآلام وكل الأحزان ...
واشرقي يا شمس الأمل ...
وزيني وجه الروح ...
لتزهو الفراشات ، ولتشدو العصافير ..
لحن الحمد لله ...
الرحيم القدير ...
فالحمد لك ربي ...
يا من غمرت القلوب بالرحمة ، والحب ...
وأنستها بعد الوحشة بك ..
فلا تحرمنا إلهنا من غيث رحمتك...
ولا تحرمنا من الأنس بك ...
اللهــم آآآآميـــــن ...