الموضوع: ذكر الله
عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 11-09-2020, 04:24 PM
منصور غير متواجد حالياً
Saudi Arabia     Male
لوني المفضل White
 رقم العضوية : 183
 تاريخ التسجيل : 07-11-2012
 فترة الأقامة : 4552 يوم
 أخر زيارة : 11-16-2024 (09:23 PM)
 الإقامة : القطيف
 المشاركات : 40,914 [ + ]
 التقييم : 3750
 معدل التقييم : منصور has a reputation beyond reputeمنصور has a reputation beyond reputeمنصور has a reputation beyond reputeمنصور has a reputation beyond reputeمنصور has a reputation beyond reputeمنصور has a reputation beyond reputeمنصور has a reputation beyond reputeمنصور has a reputation beyond reputeمنصور has a reputation beyond reputeمنصور has a reputation beyond reputeمنصور has a reputation beyond repute
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي ذكر الله



السلام عليكم ورحمة زاله وبركاته

عن سليمان بن يسار، رضي الله عنه، عن رجل من الأنصار أنَّ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قال: «قَالَ نُوحٌ لِابْنِهِ: "إِنِّي مُوصِيكَ بِوَصِيَّةٍ وَقَاصِرُهَا كَيْ لَا تَنْسَاهَا، أُوصِيكَ بِاثْنَتَيْنِ، وَأَنْهَاكَ عَنِ اثْنَتَيْنِ: أَمَّا اللَّتَانِ أُوصِيكَ بِهِمَا فَيَسْتَبْشِرُ اللهُ بِهِمَا، وَصَالِحُ خَلْقِهِ، وَهُمَا يُكْثِرَانِ الْوُلُوجَ عَلَى اللهِ تَعَالَى، أُوصِيكَ بِلَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، فَإِنَّ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ لَوْ كَانَتَا حَلْقَةً قَصَمَتْهُمَا، وَلَوْ كَانَتْ فِي كَفَّةٍ وَزَنَتْهُمَا، وَأُوصِيكَ بِسُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ، فَإِنَّهَا صَلَاةُ الْخَلْقِ، وَبِهَا يُرْزَقُ الْخَلْقُ، {وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا} [الإسراء: 44]، وَأَمَّا اللَّتَانِ أَنْهَاكَ عَنْهُمَا فَيَحْتَجِبُ اللهُ مِنْهُمَا، وَصَالِحُ خَلْقِهِ، أَنْهَاكَ عَنِ الشِّرْكِ وَالْكِبْرِ»[1].
والذكر قوة للروح والبدن، يبعث على الهمة والنشاط، فيساعد ذلك في الجد في العمل وطلب الكسب، ومن ثمَّ الحصول على الرزق، ولذلك كان توجيه النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم لعلي وفاطمة رضي الله عنهما، أن يجعلا ختام يومهما هو ذكر الله، عَنِ عَلِيٌّ رضي الله عنه، أَنَّ فَاطِمَةَ رضي الله عنها أَتَتِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم تَشْكُو إِلَيْهِ مَا تَلْقَى فِي يَدِهَا مِنَ الرَّحَى، وَبَلَغَهَا أَنَّهُ جَاءَهُ رَقِيقٌ، فَلَمْ تُصَادِفْهُ، فَذَكَرَتْ ذَلِكَ لِعَائِشَةَ، فَلَمَّا جَاءَ أَخْبَرَتْهُ عَائِشَةُ، قَالَ: فَجَاءَنَا وَقَدْ أَخَذْنَا مَضَاجِعَنَا، فَذَهَبْنَا نَقُومُ، فَقَالَ: «عَلَى مَكَانِكُمَا» فَجَاءَ فَقَعَدَ بَيْنِي وَبَيْنَهَا، حَتَّى وَجَدْتُ بَرْدَ قَدَمَيْهِ عَلَى بَطْنِي، فَقَالَ: «أَلاَ أَدُلُّكُمَا عَلَى خَيْرٍ مِمَّا سَأَلْتُمَا؟ إِذَا أَخَذْتُمَا مَضَاجِعَكُمَا - أَوْ أَوَيْتُمَا إِلَى فِرَاشِكُمَا - فَسَبِّحَا ثَلاَثًا وَثَلاَثِينَ، وَاحْمَدَا ثَلاَثًا وَثَلاَثِينَ، وَكَبِّرَا أَرْبَعًا وَثَلاَثِينَ، فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمَا مِنْ خَادِمٍ»[2].

إضاءة
إنَّ النعم والفضل والإحسَان جميعه من عند الله العزيز الكريم المنَّان: {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأْرْضَ وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ وَسَخَّرَ لَكُمُ الْفُلْكَ لِتَجْرِيَ فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَسَخَّرَ لَكُمُ الأْنْهَارَ *وَسَخَّرَ لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دَائِبَيْنِ وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ *وَآتَاكُمْ مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لاَ تُحْصُوهَا إِنَّ الإْنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ} [إبراهيم32-34].
هو الذي خلق السماء سقفا محفوظًا، وجعل الأرض فراشًا وبساطًا، وأنزل من السماء ماء فأخرج به أزواجا من نبات شتى، ما بين ثمار وزروع، مختلفة الألوان والأشكال، والطعوم والروائح والمنافع، {وَسَخَّرَ لَكُمُ الْفُلْكَ لِتَجْرِيَ فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ}، وسخر الفلك بأن جعلها طافية على تيَّار ماء البحر، لتجري عليه السفن بأمر الله الحكيم، ويسَّر لكم صنعتها وأقدركم عليها، ثم حفظها فوق الموج لتحملكم، وتحمل تجاراتكم وأمتعتكم إلى بلد تقصدونه، {وَسَخَّرَ لَكُمُ الأْنْهَارَ} لتسقي حرثكم وأشجاركم وتشربوا منها، {وَسَخَّرَ لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دَائِبَيْنِ وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ} وذلَّل الله لكم الشمس والقمر لا يَفْتُران عن حركتهما؛ لتتحقق المصالح بهما، وذلَّل لكم الليل؛ لتسكنوا فيه وتستريحوا، وذلَّلَ لكم النهار؛ لتبتغوا من فضله، وتدبِّروا معايشكم.
{وَآتَاكُمْ مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لاَ تُحْصُوهَا} وأعطاكم من كل ما طلبتموه، وإن تعدُّوا نِعَم الله عليكم لا تطيقوا عدها ولا إحصاءها ولا القيام بشكرها؛ لكثرتها وتنوُّعها. {إِنَّ الإْنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ} إنَّ الإنسَان لَكثير الظلم لنفسه، كثير الجحود لنعم ربه.

م / ن




رد مع اقتباس