عرض مشاركة واحدة
قديم 11-30-2020, 02:04 PM   #2


انثى برائحة الورد غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1718
 تاريخ التسجيل :  08-02-2020
 أخر زيارة : 12-10-2024 (06:23 PM)
 المشاركات : 130,427 [ + ]
 التقييم :  102623
 الدولهـ
Morocco
 الجنس ~
Female
 SMS ~
لوني المفضل : Blueviolet
افتراضي



تزوَّج النبي صلى الله عليه وسلم خديجة وكان عمره خمسةً وعشرين عامًا، بينما كان عمر خديجة أربعين عامًا، كانت خديجة هي أولَ امرأةٍ تزوَّجها رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم يتزوَّج عليها غيرَها حتى ماتت رضي الله عنها.

أقامت خديجة مع النبي صلى الله عليه وسلم خمسًا وعشرين سنةً؛ (سيرة ابن هشام جـ 1، صـ 166:165).
كانت خديجةُ قد تزوَّجت قبل النبي صلى الله عليه وسلم برجُلينِ: الأول أبو هالة بن زرارة التميمي، والثاني عتيق بن عابد بن مخزوم؛ (الاستيعاب؛ لابن عبدالبر، جـ 4صـ 272:271).

أولاد النبي صلى الله عليه وسلم من خديجة:
ولَدَت خديجةُ رضي الله عنها، لرسول الله صلى الله عليه وسلم كلَّ أولادِه، إلا إبراهيم، فمِن مارية المصرية، وهم بالترتيب: القاسم، أكبر بَنِيه (وبه يُكنى)، وعبدالله، ويلقب بالطيِّب والطاهر، وأكبر بناته رقيةُ، ثم زينب، ثم أم كلثوم، ثم فاطمة؛ (الطبقات الكبرى؛ لابن سعد جـ 1صـ 131).

إسلام خديجة بنت خويلد:
كانت خديجةُ بنت خويلد رضي الله عنها، أولَ مَن آمن بالنبي صلى الله عليه وسلم على الإطلاق، وصدَّقته بما جاءه من عند الله تعالى، ووقفَتْ بجانبه تناصره وتدافع عنه بكل ما تملك، فخفَّف الله بذلك عن نبيِّه صلى الله عليه وسلم، فكان النبي صلى الله عليه وسلم لا يسمع من المشركين شيئًا مما يكرهه من ردٍّ عليه وتكذيبٍ له إلا فرَّج الله تعالى عنه بها إذا رجع إليها، تُثبِّته وتخفف عليه وتُصدِّقه، وتهون عليه ما يلقَى مِن قومه؛ (سيرة ابن هشام جـ 1صـ 205:204).

خديجة الزوجة العاقلة الرشيدة:
روى البخاري عن عائشةَ أم المؤمنين أنها قالت: "أول ما بُدِئ به رسول الله صلى الله عليه وسلم من الوحي الرؤيا الصالحة في النوم، فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مِثْلَ فَلَق الصبح، ثم حُبِّب إليه الخلاء، وكان يخلو بغار حراء، فيتحنَّث فيه - وهو التعبُّد - اللياليَ ذوات العدد، قبل أن ينزع إلى أهله ويتزوَّد لذلك، ثم يرجع إلى خديجةَ، فيتزوَّد لمثلها، حتى جاءه الحق وهو في غار حراء، فجاءه المَلَك، فقال: اقرَأْ، قال: ((ما أنا بقارئ))، قال: ((فأخذني فغطَّني حتى بلغ مني الجهد، ثم أرسلني، فقال: اقرَأْ، قلت: ما أنا بقارئ، فأخذني فغطني الثانيةَ حتى بلغ مني الجهد، ثم أرسلني، فقال: اقرأ، فقلت: ما أنا بقارئ، فأخذني فغطني الثالثة، ثم أرسلني، فقال: ﴿ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ * اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ ﴾ [العلق: 1 - 3]))، فرجع بها رسول الله صلى الله عليه وسلم يرجف فؤاده، فدخل على خديجةَ بنت خويلد رضي الله عنها، فقال: ((زمِّلُوني زمِّلوني))، فزمَّلوه حتى ذهب عنه الرَّوْعُ، فقال لخديجة، وأخبرها الخبر: ((لقد خشيتُ على نفسي))، فقالت خديجة: كلَّا واللهِ، ما يُخْزِيك الله أبدًا؛ إنك لتَصِلُ الرَّحم، وتَحمِل الكَلَّ، وتَكسِبُ المعدومَ، وتُقرِي الضَّيف، وتُعِين على نوائب الحق، فانطلقت به خديجةُ حتى أتت به وَرَقَة بن نوفل بن أسد بن عبدالعُزَّى، ابن عم خديجة، وكان امرأً قد تنصَّر في الجاهلية، وكان يكتب الكتاب العبرانيَّ، فيكتب من الإنجيل بالعبرانية ما شاء الله أن يكتب، وكان شيخًا كبيرًا قد عَمِي، فقالت له خديجة: يا بن عم، اسمع مِن ابن أخيك، فقال له ورقة: يا بن أخي، ماذا ترى، فأخبره رسول الله صلى الله عليه وسلم خبر ما رأى، فقال له ورقة: هذا الناموس الذي نزَّل الله على موسى، يا ليتني فيها جذعًا، ليتني أكون حيًّا إذ يُخرِجُك قومك، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أَوَمُخْرِجي هم؟!))، قال: نعم، لم يأتِ رجل قط بمثل ما جئتَ به إلا عُودِي، وإن يُدرِكْني يومُك أنصُرْك نصرًا مؤزرًا، ثم لم ينشب ورقةُ أن توفي، وفَتَر الوحي"؛ (البخاري حديث: 4:3).

خديجة أفضل نساء الأمة:
روى الشيخان عن علي بن أبي طالب قال: سمِعتُ النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ((خيرُ نسائها مريم ابنة عمران، وخير نسائها خديجة))؛ (البخاري حديث 3432 / مسلم حديث 2430).

قال القاضي أبو بكر بن العربي: خديجة أفضل نساء الأمة مطلقًا؛ لهذا الحديث؛ (فتح الباري؛ لابن حجر العسقلاني جـ 6 صـ 543).

خديجة من أهل الجنة:
روى الشيخان عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: أتى جبريلُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله، هذه خديجةُ قد أتت معها إناءٌ فيه إدام، أو طعام، أو شراب، فإذا هي أتَتْك، فاقرأ عليها السلام من ربِّها ومني، وبشِّرها ببيت (قصر) في الجنة من قصب (اللؤلؤ المجوف)، لا صخب (الصوت المرتفع) فيه ولا نصب (التعب)؛ (البخاري حديث 3820 / مسلم حديث 2432).

وفاء النبي صلى الله عليه وسلم لخديجة بعد موتها:
روى البخاري عن عائشة رضي الله عنها قالت: ما غِرْتُ على أحدٍ مِن نساء النبي صلى الله عليه وسلم ما غِرْتُ على خديجة، وما رأيتُها، ولكن كان النبيُّ صلى الله عليه وسلم يُكثِر ذكرَها، وربما ذبح الشاةَ ثم يقطعها أعضاءً، ثم يبعثها في صدائقِ خديجة، فربما قلتُ له: كأنه لم يكن في الدنيا امرأةٌ إلا خديجة، فيقول: ((إنها كانت وكانت، وكان لي منها ولد))؛ (البخاري حديث: 3818).

وفاة خديجة بنت خويلد:
تُوفِّيت خديجة رضي الله عنها في رمضان، في العام العاشر من بعثة النبي صلى الله عليه وسلم؛ أي: قبل الهجرةِ بثلاثِ سنوات، قبل أن تُفرَض الصلوات الخمس، ودُفِنت بالحجون، جبل بأعلى مكة، عنده مدافن أهل خديجة، ونزل النبي صلى الله عليه وسلم في قبرِها، ولم تكن صلاةُ الجنازة قد شرعت في ذلك الوقت، وكان عمرُها خمسًا وستين سنةً؛ (الاستيعاب؛ لابن عبدالبر جـ 4صـ 281:280).



 

رد مع اقتباس