عرض مشاركة واحدة
قديم 11-30-2020, 02:07 PM   #7


انثى برائحة الورد غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1718
 تاريخ التسجيل :  08-02-2020
 أخر زيارة : 12-10-2024 (06:23 PM)
 المشاركات : 130,427 [ + ]
 التقييم :  102623
 الدولهـ
Morocco
 الجنس ~
Female
 SMS ~
لوني المفضل : Blueviolet
افتراضي



(6) أم المؤمنين: أم سلمة، هند بنت أبي أمية المخزومية:
نسبها: هند بنت أبي أمية بن المغيرة المخزومية، بنت عم خالد بن الوليد سيف الله، وبنت عم أبي جهل بن هشام؛ (سير أعلام النبلاء؛ للذهبي جـ 2صـ202).

إسلامها وهجرتها:
كانت أم سلمة ممن أسلم قديمًا هي وزوجها أبو سلمة، واسمُه عبدالله بن عبدالأسد وهاجرَا إلى الحبشةِ، فوَلَدت له سَلَمة، ثم قدِما مكة وهاجرا إلى المدينة، فوَلَدت له عمر، ودرة، وزينب، وأولادُها كلهم صحابة؛ (الإصابة؛ لابن حجر جـ 4صـ439).

صبر أم سلمة على الابتلاء من أجل الإسلام:
قالت أم سلمة: لَمَّا أجمع أبو سلمة الخروجَ إلى المدينة، رَحَلَ لي بعيرَه ثم حمَلَني عليه، وحمل معي ابنِي سَلَمةَ بن أبي سلمة في حجري، ثم خرج بي يقود بي بعيره، فلما رأَتْه رجالُ بني المغيرة بن عبدالله بن عمر بن مخزوم، قاموا إليه فقالوا: هذه نفسك غلَبْتنا عليها، أرأيتَ صاحبتك هذه؟ علامَ نتركك تسير بها في البلاد؟ قالت: فنزَعوا خطام البعير من يده، فأخذوني منه، قالت: وغضب عند ذلك بنو عبدالأسد رهطُ أبي سلمة، فقالوا: لا والله، لا نترك ابنَنا عندها إذ نزعتموها من صاحبنا، قالت: فتجاذبوا بني سلمة بينهم حتى خلعوا يده، وانطلق به بنو عبدالأسد، وحبَسني بنو المغيرة عندهم، وانطلق زوجي أبو سلمة إلى المدينة، قالت: ففرق بيني وبين زوجي وبين ابني، قالت: فكنت أخرج كلَّ غداة فأجلس بالأبطح (مكان)، فما أزال أبكي حتى المساء، سنة أو قريبًا منها، حتى مرَّ بي رجل من بني عمي، أحد بني المغيرة، فرأى ما بي فرحِمني، فقال لبني المغيرة: ألا تُخرِجون هذه المسكينة، فرَّقتُم بينها وبين زوجها وبين ولدِها! قالت: فقالوا لي: الحَقِي بزوجك إن شئتِ، قالت: وردَّ بنو عبدالأسد إليَّ عند ذلك ابني، قالت: فارتحلت بعيري، ثم أخذت ابني فوضعته في حجري، ثم خرجت أريد زوجي بالمدينة، قالت: وما معي أحد من خلق الله، قالت: فقلت: أتبلَّغ بمن لقيت حتى أَقْدَمَ على زوجي، حتى إذا كنت بالتنعيم لقيتُ عثمان بن طلحة بن أبي طلحة، أخا بني عبدالدار، فقال لي: إلى أين يا بنت أبي أمية؟ قالت: فقلت: أريد زوجي بالمدينة، قال: أَوَما معك أحد؟ قالت: فقلت: لا والله، إلا الله وبُنيَّ هذا، قال: والله ما لك من مترك، فأخذ بخطام البعير، فانطلق معي يهوي بي، فوالله ما صحبت رجلًا من العرب قط أرى أنه كان أكرمَ منه، كان إذا بلغ المنزل أناخ بي، ثم استأخَر عني، حتى إذا نزلت استأخر ببعيري، فحطَّ عنه، ثم قيَّده في الشجرة، ثم تنحَّى عني إلى شجرة، فاضطجع تحتها، فإذا دنا الرواحُ قام إلى بعيري فقدَّمه فرحله، ثم استأخر عني، وقال: اركبِي، فإذا ركبتُ واستويتُ على بعيري أتى فأخذ بخطامه فقاده، حتى ينزل بي، فلم يزل يصنع ذلك بي حتى أقدَمني المدينة، فلما نظر إلى قرية بني عمرو بن عوف بقُباء، قال: زوجك في هذه القرية - وكان أبو سلمة بها نازلًا - فادخُلِيها على بركة الله، ثم انصرف راجعًا إلى مكة، فكانت تقول: والله، ما أعلم أهل بيت في الإسلام أصابهم ما أصاب آلَ أبي سلمة، وما رأيت صاحبًا قط كان أكرم من عثمان بن طلحة؛ (سيرة ابن هشام جـ 1صـ470: 469).

زواج أم سلمة بالنبي صلى الله عليه وسلم:
روى مسلم عن أم سلمة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا حضرتم المريض، أو الميت، فقولوا خيرًا؛ فإن الملائكة يُؤمِّنون على ما تقولون))، قالت: فلما مات أبو سلمة أتيتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم، فقلت: يا رسول الله، إن أبا سلمة قد مات، قال: ((قولي: اللهم اغفِرْ لي وله، وأعقِبْني منه عُقبَى حسنة))، قالت: فقلتُ، فأعقَبَني (أبدلني) اللهُ مَن هو خير لي منه محمدًا صلى الله عليه وسلم؛ (مسلم حديث: 919).

قال الإمام الذهبيُّ رحمه الله: دخل النبي صلى الله عليه وسلم بأم سلمة في سنة أربع من الهجرة، وكانَتْ مِن أجمل النساء وأشرفهن نسبًا؛ (سير أعلام النبلاء؛ للذهبي جـ 2صـ202).

أم سلمة صاحبة الرأي الراجح:
روى البخاري عن المِسْوَر بن مَخْرَمة: (لَمَّا فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم من كتابة صُلْح الحُدَيْبية مع سُهَيل بن عمرو)، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه: ((قوموا فانحروا ثم احلقوا))، قال: فوالله، ما قام منهم رجلٌ، حتى قال ذلك ثلاثَ مراتٍ، فلما لم يَقُمْ منهم أحدٌ، دخل على أمِّ سلمة، فذكر لها ما لقِي مِن الناس، فقالت أم سلمة: يا نبيَّ الله، أتحبُّ ذلك؟! اخرُجْ ثم لا تُكلِّم أحدًا منهم كلمةً حتى تنحر بُدْنَكَ، وتدعو حالقَك فيَحلِقك، فخرَج فلم يُكلِّم أحدًا منهم، حتى فعل ذلك؛ نحر بُدْنَه، ودعا حالقه فحلقه، فلما رأَوا ذلك قاموا فنحروا، وجعل بعضهم يحلق بعضًا حتى كاد بعضهم يقتل بعضًا غمًّا؛ (البخاري حديث: 2731).

انظُرْ - أخي المسلم الكريم - كيف احترَم نبيُّنا صلى الله عليه وسلم رأيَ أمِّ سلمة وعمِل به! فكان خيرًا وبركة على المسلمين.

علم أم سلمة:
كانت أم سلمة تُعَدُّ من فقهاء الصحابيات؛ روت أم سلمة ثلاثمائة وثمانية وسبعين حديثًا، واتفق البخاري ومسلم لها على ثلاثة عشر، وانفرد البخاري بثلاثةٍ، ومسلمٌ بثلاثة عشر؛ (سير أعلام النبلاء؛ للذهبي جـ 2صـ210).

وفاة أم سلمة:
وكانت أمُّ سلمة آخرَ مَن مات من أمهات المؤمنين، عُمِّرت حتى بلَغها مقتلُ الحسين الشهيد، فوَجَمت لذلك، وغُشِي عليها، وحزِنت عليه كثيرًا، لم تلبث بعده إلا يسيرًا، وانتقلت إلى الله تعالى، تُوفِّيت أم سلمة سنة إحدى وستين من الهجرة، في خلافة يزيد ين معاوية، عاشت أم سلمة نحوًا من تسعين سنة؛ (سير أعلام النبلاء؛ للذهبي جـ 2صـ210).


 

رد مع اقتباس