الموضوع
:
موسوعة شاملة لشخصيات اسلامية....
عرض مشاركة واحدة
06-14-2021, 10:36 PM
#
8
بيانات اضافيه [
+
]
رقم العضوية :
1482
تاريخ التسجيل :
27-05-2018
العمر :
29
أخر زيارة :
اليوم (09:22 AM)
المشاركات :
111,545 [
+
]
التقييم :
40336
الدولهـ
الجنس ~
MMS ~
Awards Showcase
لوني المفضل :
White
Awards Showcase
كل الاوسمة
: 4
اجمالى النقاط
: 0
إمارته في غزوة مؤتة ومقتله
شهد جعفر بن أبي طالب غزوة مؤتة التي دارت رحاها في جمادى الأولى سنة ثمان من الهجرة بين المسلمين والروم، وقد أمَّره الرسولُ محمدٌ على جيش المسلمين في حال أصيب قائدهم الأول زيد بن حارثة، إذ قال: «إن أصيب زيد فجعفر بن أبي طالب على الناس، فإن أصيب جعفر فعبد الله بن رواحة على الناس». فتجهز الناس ثم تهيئوا للخروج، وهم ثلاثة آلاف، فلما حضر خروجهم ودَّع الناسُ أمراءَ الرسول وسلموا عليهم
ثم مضوا حتى نزلوا معان من أرض الشام، فبلغ الناسَ أن هرقل قد نزل مآب من أرض البلقاء، في مائة ألف من الروم، وانضم إليهم من لخم وجذام والقين وبهراء وبلي، مائة ألف منهم. فلما بلغ ذلك المسلمين أقاموا على معان ليلتين يفكرون في أمرهم وقالوا: «نكتب إلى رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم، فنخبره بعدد عدونا، فإما أن يمدنا بالرجال، وإما أن يأمرنا بأمره فنمضي له». فشجع عبدُ الله بن رواحة الناس وقال: «يا قوم، والله إن التي تكرهون للتي خرجتم تطلبون: الشهادة، وما نقاتل الناس بعدد ولا قوة ولا كثرة، ما نقاتلهم إلا بهذا الدين الذي أكرمنا الله به، فانطلقوا فإنما هي إحدى الحسنيين: إما ظهور وإما شهادة»، فقال الناس: «قد والله صدق ابن رواحة»، فمضى الناس.
مضى المسلمون، حتى إذا كانوا بتخوم البلقاء لقيتهم جموع هرقل من الروم والعرب، بقرية من قرى البلقاء يقال لها "مشارف"، ثم دنا العدو، وانحاز المسلمون إلى قرية يقال لها مؤتة، فالتقى الناس عندها، فتعبأ لهم المسلمون، فجعلوا على ميمنتهم رجلاً من بني عذرة يقال له قطبة بن قتادة، وعلى ميسرتهم رجلاً من الأنصار يقال له عباية بن مالك (ويقال عبادة بن مالك). ثم التقى الناس واقتتلوا، فقاتل زيد بن حارثة براية الرسولِ حتى شاط في رماح القوم، أي سال دمه فمات.
ثم أخذ جعفر الراية فقاتل بها، حتى إذا ألحمه القتال اقتحم عن فرس له شقراء (أي رمى بنفسه عنها)، فعقرها، ثم قاتل القوم حتى قُتل، فكان جعفر أول رجل من المسلمين عقر في الإسلام، ومعنى عقرها: أي ضرب قوائمها وهي قائمة بالسيف، وذلك مخافة أن يأخذها العدوُّ فيقاتلَ عليها المسلمين، قال السهيلي: «لم يعب ذلك عليه أحد، فدل على جوازه إذا خيف أن يأخذها العدو فيقاتل عليها المسلمين، فلم يدخل هذا في باب النهي عن تعذيب البهائم وقتلها عبثاً، غير أن أبا داود قال: ليس هذا الحديث بالقوي. وقد جاء فيه نهيٌ كثيرٌ عن الصحابة...».
وقد رُوي عن عبد الله بن الزبير، وكان في غزوة مؤتة أنه قال: والله لكأني أَنظر إلى جعفر حين اقتحم عن فرس له شقراء، ثم عقرها ثم قاتل حتى قُتل وهو يقول:
يا حبـذا الجنةَ واقترابَها طيبةً وبارداً شرابُـها
والروم روم قد دنا عذابُها كافرة بعيدة أنسابُها
عَــلَــيَّ إذا لاقـيـتـهـا ضـرابُـهـا
ورُوي أن جعفر بن أبي طالب قد أخذ اللواء بيمينه فقطعت، فأخذه بشماله فقطعت، فاحتضنه بعضديه حتى قُتل وهو ابن ثلاث وثلاثين سنة، وقيل كان عمره إحدى وأربعين سنة، وقيل غير ذلك. ويؤمن المسلمون أن الله تعالى قد أثابه بذلك جناحين في الجنة يطير بهما حيث شاء، فقد قال الرسولُ محمدٌ: «أبدله الله جناحين يطير بهما في الجنة». ويُقال إن رجلاً من الروم ضربه يومئذ ضربة فقطعه بنصفين. ولما قُتل جعفر وُجد به بضع وسبعون جراحة ما بين ضربة بسيف، وطعنة برمح، كلها فيما أقبل من بدنه، وقيل: بضع وخمسون، والأول أصح. وقال عبد الله بن رواحة: «كنت فيهم في تلك الغزوة، فالتمسنا جعفر بن أبي طالب فوجدناه في القتلى ووجدنا في جسده بضعاً وتسعين من ضربة ورمية». ورُوي عن ابن عمر أنه وقف على جعفر بن أبي طالب يومئذ وهو قتيل فعد به خمسين بين طعنة وضربة ليس منها شيء في دبره.
وقال ابن إسحاق: «فلما أصيب القومُ قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم فيما بلغني: «أخذ الراية زيد بن حارثة، فقاتل بها حتى قتل شهيداً، ثم أخذها جعفر، فقاتل بها حتى قتل شهيداً»، ثم صمت رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم حتى تغيرت وجوه الأنصار، وظنوا أنه قد كان في عبد الله بن رواحة ما يكرهون، ثم قال: «أخذها عبد الله بن رواحة، فقاتل بها حتى قتل شهيداً»، ثم قال: «لقد رفعوا في الجنة على سرر من ذهب، فرأيت في سرير عبد الله ازوراراً عن سريري صاحبيه، فقلت: عم هذا؟ فقيل لي: مضيا وتردد عبد الله بعض التردد، ثم مضى»».
ورُوي أنه لما التقى الناس بمؤتة جلس الرسول محمد على المنبر «وكُشف له ما بينه وبين الشام، وهو ينظر إلى معتركهم»، فقال: «أخذ الراية زيد بن حارثة، فجاءه الشيطَان فحبّب إليه الحياة وكرّه إليه الموت وحبّب إليه الدّنيا، فقال: «الآن حين استحكم الإيمان في قلوب المؤمنين يُحَبّب إليّ الدّنيا»، فمضى قُدُمًا حتى استشهد»، فصلى عليه النبي محمد وقال: «استغفروا له، وقد دخل الجنة وهو يسعى»، ثم أخذ الراية جعفر بن أبي طالب، فجاءه الشيطان فمنّاه الحياة وكرّه إليه الموت ومنّاه الدّنيا، فقال: «الآن حين استحكم الإيمان في قلوب المؤمنين تمنّيني الدّنيا»، ثم مضى قُدُمًا حتى استشهد، فصلى عليه الرسول محمد ودعا له، ثم قال الرسول محمد: «استغفروا لأخيكم فإنه شهيد، دخل الجنة فهو يطير في الجنة بجناحين من ياقوت حيث يشاء من الجنة»، ثم أخذ الراية بعده عبد الله بن رواحة، فاستشهد، ثم دخل الجنة معترضًا، فشق ذلك على الأنصار، فقيل: «يا رسول الله ما اعتراضه؟»، قال: «لما أصابته الجراحُ نَكَلَ فعاتب نفسَه فشَجُعَ، فاستشهد فدخل الجنة»، فَسُرِّيَ عن قومه.
فترة الأقامة :
2529 يوم
معدل التقييم :
زيارات الملف الشخصي :
9541
إحصائية مشاركات »
المواضيـع
الــــــردود
[
+
]
[
+
]
بمـــعــدل :
44.11 يوميا
عطر الزنبق
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى عطر الزنبق
البحث عن كل مشاركات عطر الزنبق