عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 07-01-2021, 12:42 PM
مديح ال قطب غير متواجد حالياً
Egypt     Male
لوني المفضل Coral
 رقم العضوية : 1751
 تاريخ التسجيل : 06-03-2020
 فترة الأقامة : 1875 يوم
 أخر زيارة : 08-13-2021 (12:56 PM)
 المشاركات : 34,369 [ + ]
 التقييم : 22241
 معدل التقييم : مديح ال قطب has a reputation beyond reputeمديح ال قطب has a reputation beyond reputeمديح ال قطب has a reputation beyond reputeمديح ال قطب has a reputation beyond reputeمديح ال قطب has a reputation beyond reputeمديح ال قطب has a reputation beyond reputeمديح ال قطب has a reputation beyond reputeمديح ال قطب has a reputation beyond reputeمديح ال قطب has a reputation beyond reputeمديح ال قطب has a reputation beyond reputeمديح ال قطب has a reputation beyond repute
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي رزق الطيرَ والحوتَ في البحر



الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله.

أما بعد..
فاعلموا أن أحسن الحديث كتاب الله...
أيها المؤمنون!
ومن هداية الله الطير في طلب رزقه أن ألزمه القناعة التي يحقق بها كفايته؛ والتي سَلِمَ بها من منازعة
الغير، وتطلعه لما في يده، والتعدي على حقه، وبات بها الطير مضرب مثل في صفاء القلب ولينه وحريته
كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: " يدخل الجنة أقوام، أفئدتهم مثل أفئدة الطير " رواه مسلم.
والراحة قرين تلك القناعة التي عبّر عنها شقيق البلخي بقوله: " إذا أردت أن تكون في راحة
فكلْ ما أصبت، والبسْ ما وجدت، وارضَ بما قضى الله عليك ".
وحين يخلو القلب من تلك القناعة فإنه يتلّطخ بوَضَرِ الغل والحسد، ويقيَّد بوثاق الذلّ الملازم للطامع الجاشع.
ومن هداية الله الطير في الرزق وتسخيره قيامها على شأن صغارها الضعاف، بل قد يمتد ذلك الإحسان
إلى ضعاف المخلوقات من غير جنسها، كما حكى غيرُ واحد شاهدًا لها، قال أحد الصالحين:
رأيت على الدجلة نخلتين إحداهما رطبة عليها رطب والأخرى يابسة، ورأيت طيرًا يأخذ الرطب ويضعه
في رأس اليابسة، فصعدت إليها، فرأيت حية عمياء والطير يأخذ الرطب ويضعه في فمها.

عباد الله!
إن في هداية الله الطيرَ في رزقه عبرةً بالغةً للناس في أرزاقهم التي باتت أكثرَ اهتمامهم وحديثِ
نفوسهم ومجالسهم وسببِ نزاعهم؛ ليأخذوا من تلك الهداية الربانية ما تطيب به الأرزاق
ويهنأ به العيش كما هو حال الطير في رزقه؛ إذ لفّه العيشُ بهمِّ الرزق اليومي، وصدقُ التوكل
على الله، والسعيُ الذي لا يعتريه ضجر أو كسل، واهتبالُ أوقات البكور، ولزومُ القناعة
والقيامُ بشأن الضعيف. وجمالُ ذلك وواسطة عقده حسن الظن بالله –جل شأنه-
قال العُمَري: " يا ابن آدم، الطير لا يأكل رغدًا، ولا يخبىء لغد، وأنت تأكل رغدًا
وتخبىء لغد؛ فأحسنت الطيرُ الظنَّ بالله، وأسأت ظنَّك بالله ".
فكيف تخاف الفقرَ واللهُ رازقٌ

............ فقد رزق الطيرَ والحوتَ في البحر


د. محمد بن عبدالله بن إبراهيم السحيم.




رد مع اقتباس