الموضوع: اللعبة
عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 01-11-2013, 02:39 PM
الوردة غير متواجد حالياً
لوني المفضل Black
 رقم العضوية : 139
 تاريخ التسجيل : 14-10-2012
 فترة الأقامة : 4240 يوم
 أخر زيارة : 11-26-2018 (04:28 PM)
 المشاركات : 20,374 [ + ]
 التقييم : 65
 معدل التقييم : الوردة will become famous soon enough
بيانات اضافيه [ + ]
اللعبة



اللعبة
تلك اللعبة ... سمعت عنها كثيرًا وأنا صغيرة لكنني لم أراها ...
وعندما كبرت رأيتها ولكنني لم أقترب منها فأبي وأمي ربياني على أن ليس كل ما أرغب فيه أمتلكه ... وبالطبع كانت هذه أكثر الألعاب التي لم يرغبوا في اقتنائها لي بعد لأنها "لا تصلح".
وهكذا ظلت هذه اللعبة الشيء الذي لم أحصل عليه وبالطبع "الممنوع مرغوب" ... وكبرت وكبرت اللعبة أمام عيني وأصبحت أسمع عنها الكثير وأرى منها الكثير ...
وسرد لي كثير من الناس مختلف القصص حول هذه اللعبة ... فمنهم من قال أنها مسلية ومنهم من قال أنها خطيرة وآخرون قالوا شاقة وأحيانًا حزينة ... البعض قال أنه استمتع والبعض قال أنه ندم ... لكن جميعهم اتفقوا على أنها غيرتهم كثيرًا فكما يكتسبوا منها أشياء يفقدوا أيضًا أشياء أخرى.
وبعد مرور الأيام .... وبعدما أصبحت قادرة على اقتناء الأشياء بإرادتي ... كانت هذه اللعبة الحلم الذي يروادني يومًا بعد يوم ولم أستطع التوقف عن التفكير فيها أبدًا ... وكلما أمعنت في التفكير زادت رغبتي في الحصول عليها وزاد خوفي منها ... وتملكني الخوف والتردد كما تملكتني الرغبة.
وظللت هكذا أرغب وأهرب ... أرواغ من لا أعلم .... ربما نفسي
ظللت هكذا أحارب نفسي ولكنني لم أكن وحدي فكل من كان حولي كان يرواغ مثلي وقليل من كان يواجه.
ومن عاش بتجربة هذه اللعبة أخبرني القليل عنها ... قواعد اللعبة ومواصفات اللاعبين وشروط اللعب ... واختلف كثيرون في هذه الأمور فأنواع اللعب مختلفة كما هي نتيجة اللعب ... فمنهم المهزوم ومنهم المنتصر.
كما اتفقو أيضًا على أنها لعبة لا يمكن الاستغناء عنها ولن يتمكن أحد من الهروب منها فكما ابتعدت اقتربت، وكلما ظننت أنك في مأمن عنها زاد قربك من خطرها ... ومن لم يلعب قط لم يولد بعد.
ومرت الأيام والسنين وظلت الأفكار تداعبني فتارة ترغبني وتارة تخوفني ... وأنا رهينة مشاعري ولم أتجرأ قط من التحرر منها ...
وجاء اليوم وتجرأت وخوضت اللعب ... وتقبلت فكرة المكسب أو الخسارة ....
ولكن الإحساس ليس كالوصف والتجربة ليست كالكلمات والسعادة والحزن ليست كالأشعار.
لا يمكن تخيل معنى اللعبة إلا لإذا اتبعت قواعدها وقبلت شروطها ونزلت إلى الساحة ....
لا شك أنها تجربة فريدة ولكنها أيضًا تتطلب الكثير لتخرجي من الساحة إما هازمة أو مهزومة أو تخرجين منها بسلام وسعادة ... لكن الكثير يظل إلى الأبد في الساحة دون أن يتمكن من الخروج منها بهزيمة أو مكسب وإنما ظل معلقًا دون أن يخرج منها بشيء ... وهذه أسوأ من الهزيمة.
وأما من لا يؤمن بوجود هذه اللعبة فهو غير مؤمن بمعنى الحياة أو أنه ينكرها ليقينه بوجودها ولكن من شدة خوفه أوهم نفسه بعدم وجودها .... فمن يعرف بأنه لن يدخل الجنة يوهم نفسه بعدم وجودها حتى لا تتملكه الحسرة ...
فهي موجودة منذ بدء الخليقة ولدت مع آدم وحواء وتناقلتها الأجيال بل وحتى يمكن أن تجدها وسط كل الكائنات ... ولن تزول حتى بعد زوال الحياة وستصعد معنا إلى السماء.
فقد خاب من عاش دون أن يراها ويكون فيها لاعبًا ... حتى لو خرج منها مهزومًا ... فمجرد الخوض فيها أحلى من أن تعيش دون أن تتذوقها ...
السؤال هو هل يوجد وقت مناسب لاقتناء هذه اللعبة ... فهل هناك وقت مناسب للعب ... وهل هناك شخص مناسب لكي تلعب معه ... وهل يمكن تدبير الأمر لكي تبدأ اللعب ...
وهل من يمارسون اللعب مرة تلو الأخرى فقدوا المعنى الحقيقي لمتعة هذه اللعبة وأصبح لديهم شعور المتمرسين ... يلعبون لمجرد اللعب ... أم هناك مشاعر أخرى في هذه اللعبة لم أكتشفها بعد أو يخبرني أحد عنها بعد ...
فأنا مجرد لاعبة ....

الحب كلمة أعمق مما تبدو ولكنها أولاً وأخيرًا لعبة تُسلي أحيانًا ... وتُحزن أحيانًا ... تُحي أحيانًا ... وتقتل أحيانًا .... ولكنها دائمًا سر الحياة أو الحياة.




 توقيع : الوردة

قتلَني أحدَهم بغيابه الطَويل ،،وشَدني الشوق لِرؤيته ،،
ولا أعلَم متَى سألتقي بِه\\


رد مع اقتباس