12-04-2021, 09:38 AM
|
|
ما حُـكم نشر صورة فيها تصوير لمعنى الآية (ولا يغتب بعضكم بعضا ) ؟
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مارايكم في الصوره وهل انشرها للعظه والعبره

الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيرا .
لا يجوز مثل هذا التصوير لأسباب ثلاثة :
الأول : لِمَا في هذا التصوير مِن ابتذال للقرآن .
الثاني : أن التصوير القرآني أبلَغ مما رُسِم في الصورة ؛ لأن غاية ما في الصورة التلطيخ بالدم ، بينما الصورة في الآية ابلغ من ذلك بكثير ، حيث تم تصوير المغتاب بصورة آكِل لحم أخيه الميّت ، فقال عزّ وَجَلّ : (وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ) ، والغَرَض من هذا التصوير – والله أعلم – أعظَم من هذه الصورة الظاهرة .
قال ابن كثير : أي: كما تَكْرَهون هذا طَبْعًا ، فاكْرَهُوا ذاك شرعا ؛ فإن عقوبته أشدّ مِن هذا ، وهذا من التنفير عنها والتحذير منها . اهـ .
الثالث : أن العلماء يَرون أن آيات وأحاديث الوعيد يجب أن تُبْقَى على ظاهرها ؛ لأنه أبلغ في الزجر وأقوى في الردع عن الآثام .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية : وَقَدْ نُقِلَ كَرَاهَةُ تَأْوِيلِ أَحَادِيثِ الْوَعِيدِ عَنْ سُفْيَانَ ، وَأَحْمَد بْنِ حَنْبَلٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ - وَجَمَاعَةٍ كَثِيرَةٍ مِنْ الْعُلَمَاءِ . اهـ .
والله تعالى أعلم .
المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
|