عجباً لكِ أيتها الحياة.


عجباً لكِ أيتها الحياة ... غريبة أنتِ وغريبة تقلباتكِ الكثيرة.
تفرحيننا تارة وتحزنيننا تارة أخرى ،
تهبيننا أشياء جميلة وسرعان ما تسلبين منا ما نحبه .
وقت الحزن لدى أحدهم هو نفسه وقت السعادة لدى الآخرين.
لحظة ميلاد شخص هي ذاتها لحظة وفاة آخر .
أتحبين انتِ المراوغين وعيشتهم ؟!
لا بل إنهم الأذكياء ،
هم من يستطيعون التأقلم والتماشي مع تقلباتك .
إنها الحياة يا سادة ،
تلك المرحلة العابرة بحياتنا لحياة الخلود ؛
تلگ المرحلة لا يعبرها بسلام إلا الأذكياء ،
تلك الفئة البشرية التى تقتنع وترضى وتثق بأن كل ما نحياه ونعيشه أمور كلها خير ،
هؤلاء هم فقط من يتلمسون اللون الورديّ للحياة ،
الذين يؤمنون بأن لكل مرحلة ظروفها ومتطلباتها التي ستنتهي وتزول يوما ما ؛ لتأتي مرحلة أخرى جديدة بمتطلبات وظروف أخرى ؛
وهكذا مرحلة تلو الأخرى حتى تقف عجلة الحياة .
إذن ! مادام الأمر بهذه البساطة!
فلمَ النظارة السوداء التى يرتديها المحبطون ؟!
لمَ نظرة الاعتراض التي نلمحها بأعينهم.
أيها المحبطون المتشائمون تباً ثم تباً ثم تبا ًلتلگ النظارة التى لا تزالون متمسكين بها ،
ومقتعنين بأنها تظهر حقيقة الحياة ،
لمَ تنظرون للمتفائلين على أنهم تافهين لا يأبهون لشئ ؟!
عذراً ؛ فهناك فرق بين نظارتكم ونظارتهم
بل شتان بين هذا وذاك.
أنصحكم بمحاولة ارتداء نظارتهم ولو لمرة واحدة.
وستدركون الفرق ،
وستندمون على ماتمسكتم به من أفكارٍ أظلمت عقولكم .
الحياة ستستمر لأجلٍ مسمى شئتم أم أبيتم ،
وستدور عجلة الحياة .