عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 11-02-2023, 07:32 PM
عطر الزنبق غير متواجد حالياً
Morocco     Female
Awards Showcase
لوني المفضل White
 رقم العضوية : 1482
 تاريخ التسجيل : 27-05-2018
 فترة الأقامة : 2215 يوم
 أخر زيارة : اليوم (03:45 AM)
 العمر : 29
 المشاركات : 100,925 [ + ]
 التقييم : 35940
 معدل التقييم : عطر الزنبق تم تعطيل التقييم
بيانات اضافيه [ + ]
6 لماذا تأخر دفن النبي الأكرم اربعة ايام؟.




لماذا تأخر دفن النبي الأكرم أربعة أيام؟ .


عندما اختار نبينا الأكرم صلى الله عليه وسلم، الرفيق الأعلى، يبدو أن الصحابة الكرام رضوان الله عليهم، لم يكونوا في حالة استعداد لأن يفقدوا خير الآنام، وأعظم الخلق عليه صلوات الله عليه، فكان لابد أن تحدث بعض الاضطرابات التي تؤخر عملية الدفن، على الرغم من أنه من السنة الإسراع بدفن المتوفى.
ليس في تأخير دفن جسد النبي صلى الله عليه وسلم الطاهر أي مخالفة لإكرام الميت ، ذلك أن جسد النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم الطاهر في حياته وموته ليس كأجساد بقية البشر ، لا يغيره الموت ولا تصيبه الآفات ، بل هو محفوظ بحفظ الله عز وجل ، جسد شريف طيب طاهر في حياته وفي مماته.
والدليل على ذلك ما رواه البخاري رحمه الله في صحيحه عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها في قصة موت النبي صلى الله عليه وسلم قالت : « فَجَاءَ أَبُو بَكْرٍ فَكَشَفَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَبَّلَهُ ، قَالَ : بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي ، طِبْتَ حَيًّا وَمَيِّتًا.. والذي نفسي بيده لا يذيقك الله الموتتين أبدا ، ثم خرج ، فقال أيها الحالف على رسلك – يقصد عمر – فلما تكلم أبو بكر جلس عمر فحمد الله أبو بكر وأثنى عليه وقال : ألا من كان يعبد محمدا صلى الله عليه وسلم فإن محمدًا قد مات ، ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت».
حزن شديد.
الصحابة الكرام حزنوا حزنًا شديدًا على وفاة النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم، حتى أن عمر بن الخطاب، لم يصدق وقال قولته الشهيرة (من يقول إن محمدا قد مات لأضربن عنقه بالسيف)، ولذلك خرج عليه سيدنا أبي بكر ليهديء من روعه، ويردد عليه قوله تعالى: «وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ غڑ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَىظ° أَعْقَابِكُمْ غڑ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىظ° عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا غ— وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ» (آل عمران 144)، فيقول عمر: (والله كأني أسمعها لأول مرة)، وهنا ظهرت خلافات عدة بشأن كيفية دفن الجسد الطاهر، ومن ثمّ استمر الأمر لأيام، حتى تم الاتفاق على دفنه بوضعه الحالي صلى الله عليه وسلم، في غرفة عائشة بجوار مسجده.
غُسل النبي.
أما غسل النبي فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال : ( لَمَّا اجْتَمَعَ الْقَوْمُ لِغَسْلِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَلَيْسَ فِي الْبَيْتِ إِلا أَهْلُهُ : عَمُّهُ الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ، وَعَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ ، وَالْفَضْلُ بْنُ الْعَبَّاسِ ، وَقُثَمُ بْنُ الْعَبَّاسِ ، وَأُسَامَةُ بْنُ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ ، وَصَالِحٌ مَوْلاهُ....وَكَانَ الْعَبَّاسُ وَالْفَضْلُ وَقُثَمُ يُقَلِّبُونَهُ مَعَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ، وَكَانَ أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ وَصَالِحٌ مَوْلاهُمَا يَصُبَّانِ الْمَاءَ ، وَجَعَلَ عَلِيٌّ يَغْسِلُهُ ، وَلَمْ يُرَ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وسلم شَيْءٌ مِمَّا يُرَاهُ مِنَ المَيِّتِ ، وَهُوَ يَقُولُ : بِأَبِي وَأُمِّي ، مَا أَطْيَبَكَ حَيًّا وَمَيِّتًا…)، ولهذا فقد أمِنَ الصحابة الكرام رضوان الله عليهم على جسده الشريف أن يتغير بسبب الموت ، وكراهة تأخير الدفن معللة بخوف تغير الميت ، أما إذا انتفت العلة فأُمِنَ التغير ، كما في جسده صلى الله عليه وسلم ، فلا كراهة حينئذ ، إذا وجدت حاجة لمثل ذلك التأخير.
أيضًا من الأمور التي ربما تكون قد دعت إلى ذلك التأخير ، حِرص جميع الصحابة رضوان الله عليهم على الصلاة عليه ، فقد صلى عليه جميع الناس ، الرجال والنساء والصبيان ، صلوا أرسالا - أي جماعات متفرقين -، لم يؤمهم إمام واحد ، وإنما كان يدخل الجمع منهم حجرته الشريفة عليه الصلاة والسلام فيصلون عليه فرادى ، وهذا لا بد أن يستغرق كثيرا من الوقت كي يدرك الجميع هذه الفضيلة.




رد مع اقتباس