الموضوع: الارواح
عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 11-23-2023, 10:23 PM
خلف الشبلي متواجد حالياً
Saudi Arabia     Male
Awards Showcase
لوني المفضل Bisque
 رقم العضوية : 234
 تاريخ التسجيل : 13-10-2012
 فترة الأقامة : 4246 يوم
 أخر زيارة : اليوم (01:28 PM)
 المشاركات : 110,939 [ + ]
 التقييم : 71428
 معدل التقييم : خلف الشبلي has a reputation beyond reputeخلف الشبلي has a reputation beyond reputeخلف الشبلي has a reputation beyond reputeخلف الشبلي has a reputation beyond reputeخلف الشبلي has a reputation beyond reputeخلف الشبلي has a reputation beyond reputeخلف الشبلي has a reputation beyond reputeخلف الشبلي has a reputation beyond reputeخلف الشبلي has a reputation beyond reputeخلف الشبلي has a reputation beyond reputeخلف الشبلي has a reputation beyond repute
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي الارواح



باب: الأرواح جنودٌ مُجنَّدةٌ

قال: وقال الليث: عن يحيى بن سعيد، عن عمرة، عن عائشة رضي الله عنها قالت: سمعتُ النبي ï·؛ يقول: الأرواح جنودٌ مُجنَّدةٌ، فما تعارف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف.

وقال يحيى بن أيوب: حدثني يحيى بن سعيد بهذا.

الشيخ: أيش قال على التعليق الأول: وقال الليث؟

القارئ: قوله: "وقال الليث" وصله المصنف في "الأدب المفرد" عن عبدالله بن صالح، عنه.

الشيخ: طيب، ماشٍ، نعم.

س: قال: "وقال" زيادةٌ، وقال في المتن؟

ج: لعله المؤلف، الراوي عن المؤلف محمد بن يوسف الفربري، "قال" يعني: البخاري، وقال الليث، الفربري يقول: "وقال" يعني: البخاري، وقال الليث.

س: في الشرح .....؟

ج: هذا مُراده، يعني: نفس المؤلف، نفس الفربري الراوي عن البخاري، نعم.

س: في الشرح: قوله: "قال الليث" فقط، وما ذكر "وقال"؟

ج: الأمر سهلٌ، يعني: وقال الليث، يعني: المؤلف البخاري قال: وقال الليث، والتي فيها: قال: وقال، يعني: الراوي عن المؤلف.

وفي هذا الحديث الدلالة على مثلما قال ï·؛: الأرواح جنودٌ مُجنَّدةٌ أصنافٌ مُصنَّفةٌ، أقسامٌ: هذا مؤمن، وهذا منافق، وهذا مخلوطٌ، قلبه مُشوش، وهذا يغلب عليه كذا، وهذا يغلب عليه كذا، فما تعارف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف، فما تعارف منها على شيءٍ اتَّفقا عليه، ائتلفا عليه، فمَن تعارف على الإيمان والهدى والمحبة في الله تآلفت القلوب، ولو تباعدت الأقطار، وما تناكر منها اختلف بحسب عقائدها، وما تنطوي عليه من الأسرار والمقاصد، فالمحبة في الله والعمل الصالح يجمع الأرواح وإن تباعدت، والكفر والمعاصي والبدع والأهواء تجمع وإن تباعدت، نسأل الله السلامة.

أيش قال الشارح عليه؟

القارئ: قوله: الأرواح جنودٌ مُجنَّدةٌ ... إلخ، قال الخطابي: يحتمل أن يكون إشارةً إلى معنى التَّشاكل في الخير والشر، والصلاح والفساد، وأن الخيِّر من الناس يَحِنُّ إلى شكله، والشرير نظير ذلك؛ يميل إلى نظيره، فتعارف الأرواح يقع بحسب الطباع التي جُبلت عليها من خيرٍ وشرٍّ، فإذا اتَّفقت تعارفت، وإذا اختلفت تناكرت.

ويحتمل أن يُراد الإخبار عن بدء الخلق في حال الغيب على ما جاء أن الأرواح خُلقت قبل الأجسام، وكانت تلتقي فتتشاءم، فلما حلَّت بالأجسام تعارفت بالأمر الأول، فصار تعارفها وتناكرها على ما سبق من العهد المتقدم.

الشيخ: المعنى الأول أظهر، المعنى الأول هو المقصود، وهي: أنها جنودٌ مُؤلَّفةٌ، مُصنَّفةٌ، مُقسَّمةٌ على حسب عقائدها، وأخلاقها، وما تهواه، وما ترمي إليه، فما تعارف منها على شيءٍ ائتلف: أهل الإيمان على إيمانهم وتقواهم، وأهل الشر على شرِّهم وفسقهم.

والمقصود من هذا الحث على تعاون المؤمنين، وترابطهم، وتآلفهم، وأن الواجب على كل مؤمنٍ أن يحنَّ إلى أخيه، ويكون معه معينًا ومساعدًا في الخير، وإن تباعدت الأقطار والأنساب، وأن يبتعد عن الشر وأهله، وإن قربت الأقطار، وقربت الأنساب.

وأيش قال العيني؟

القارئ: توجد تكملةٌ.

الشيخ: نعم.

القارئ: وقال غيره: المراد أن الأرواح أول ما خُلقت خُلقت على قسمين، ومعنى تقابلها: أن الأجساد التي فيها الأرواح إذا التقت في الدنيا ائتلفت أو اختلفت على حسب ما خُلقت عليه الأرواح في الدنيا، إلى غير ذلك بالتعارف.

قلت: ولا يُعكر عليه أن بعض المتنافرين ربما ائتلفا؛ لأنه محمولٌ على مبدأ التلاقي، فإنه يتعلق بأصل الخلقة بغير سببٍ، وأما في ثاني الحال فيكون مُكتسبًا؛ لتجدد وصفٍ يقتضي الأُلفة بعد النفرة: كإيمان الكافر، وإحسان المسيء.

وقوله: جنودٌ مُجنَّدةٌ أي: أجناسٌ مُجنَّسةٌ، أو جموعٌ مُجمَّعةٌ.

قال ابن الجوزي: ويُستفاد من هذا الحديث: أن الإنسان إذا وجد من نفسه نفرةً ممن له فضيلةٌ أو صلاحٌ فينبغي أن يبحث عن المقتضي لذلك؛ ليسعى في إزالته، حتى يتخلص من الوصف المذموم، وكذلك القول في عكسه.

وقال القرطبي: الأرواح وإن اتَّفقت في كونها أرواحًا، لكنها تتمايز بأمورٍ مختلفةٍ تتنوع بها، فتتشاكل أشخاص النوع الواحد وتتناسب بسبب ما اجتمعت فيه من المعنى الخاص لذلك النوع للمناسبة؛ ولذلك نشاهد أشخاص كل نوعٍ تألف نوعها، وتنفر من مُخالفها، ثم إنا نجد بعض أشخاص النوع الواحد يتآلف، وبعضها يتنافر، وذلك بحسب الأمور التي يحصل الاتِّفاق والانفراد بسببها.

الشيخ: نعم، والعيني زاد شيئًا؟

الطالب: ذكر أثرًا عن عليٍّ، قال: ولما نزل علي بن أبي طالب ïپ´ الكوفة قال: "يا أهل الكوفة، قد علمنا خيِّركم من شريركم"، فقالوا: لم ذلك؟! قال: "كان معنا ناسٌ من الأخيار، فنزلوا عند ناسٍ؛ فعلمنا أنهم من الأخيار، وكان معنا ناسٌ من الأشرار، فنزلوا عند ناسٍ؛ فعلمنا أنهم من الأشرار"، وكان كما قال الشاعر:

عن المرء لا تسأل وسَلْ عن قرينه فكل قرينٍ بالمقارن يقتدي
الشيخ: هذا من المعنى، داخلٌ في المعنى، كلٌّ يصبو إلى ما يُناسبه، كلٌّ يميل إلى شكله وما يُناسبه في العقيدة والأخلاق.

س: والمثل المشهور: نزلنا الكوفة بليلٍ فنزل الأخيار؟

ج: هو من هذا الباب، نعم.

س: ما يختص بالكافرين على أنهم يتآلفون، وأن التنافر بين الكفار والمؤمنين؟

ج: لا، هو عام: وَالَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ [الأنفال:73].

س: ..... ما تعارف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف؟

ج: لا، المعنى فوق ذلك من جهة العقائد والأخلاق، فهي على حسب عقائدها وأخلاقها وما تميل إليه.





رد مع اقتباس