تأليفي . . .
-------------------------
بمآذآ أبدأ ؟!
وعن من أتحدَّث ؟!
هلْ أرْوِي قِصَّةَ طِفْلٍ فَقَدَ بَهْجَةَ طُفُولَتِهْ ؟
أم أتَحَدّثَ عَنْ فِقْدَآنِي ذَلِكَ الطّفْلِ بـِكِبَرِه ؟
نَظَرْتُ حَوْلِي بخَوْفٍ وألَمْ . .
صَرَخَاتُ قُلوبٍ تَتَفَطّرْ مِنَ الْوَجَعْ
أصْوَاتُ الآهآتِ طآغِيَةً عَلى صَوْتِ تِلْكَ الّدباباتْ
صَرْخَةُ عَذآبٍ عَلَى فُرآقِ مَنْ كَآنَ فِلْذَةَ ذلِك الكَبِد
وأنا هُنا أجلِسُ بزآويةٍ مُظْلِمة
وبجـِوَارِي ضَنَى عُمري يَتَلَهَّفْ لِلْدُخُولِ إلى تِلْكَ السّآحة
مُتَلَهِّفاً إلى مَاكُنَّآ نُعَلِّمه إيّآه فِي صِغَرِه
مُتَلَهِّفاً للدّفاعِ عَنْ دِينِه ،عنْ كَرَآمَتِه، عنْ حُرّيَّتِه، وَعنْ وَطَنِه
فَـكُلَّمَا زَادَ ضَجِيجَ الآهِ مِنْ ذَلِكَ المَكَآن
زَآدَ إصْرَارَهُ عَلى الذّهآب
وأنا أشْعُرْ بـِنَبَضَآتِ قَلْبي تَكَآدُ تَتَوَقّف مِنْ شِدَّة رَعْشَة جَسَدي
لآمَسَتْ يَدَآه يَدَّيْ وهو يقول بصوتٍ من الرّجآء :
أمـّي . . أرْجُوكِي . . .
من أجلِكِ أريدُ أن تَعِيشي بسَلآم
أريدُ كَسْرَ سُــبأتِ الذُّلِّ لتعيشي بأمآن
نَظَرْتُ إلَيْه وعيوني تَمْلَؤُهَا الدّموع
وأنا لا أدْري أهِيَ دُمُوعُ خَوْفي عَلَيه
أم دموعُ فَرَحي إن ذهَبَ شهيداً بأمانٍ عندَ رَبِّ العبيد
أغْمَضْتُ عَيْنِي، وَبَدَأتُ أسْتَرْجِعُ قُوَّتِي، وأخَذْتُ نَفَساً عَمِيقاً وَأنا أهْمِسْ :
( يآ إلهي، أنت تَعْلَمْ بـِأنّي أمٌّ إنْ فَقَدَتْ إبْنَهآ سَيَنْفَطِرُ قَلبُهآ ألماً وجرحاً عليه،
لكنني سَأَهَبُ لَكَ روحَ وَلَدي، فإن مآتْ تَقَبَّله شهيداً بــِجَنَتِكْ)
قبَّلْتُ وَجْنَتَيْه، وابْتَسَمْتُ لَه، وَمَسَحْتُ بيَدِي عَلى رَأسِه :
( يآ بُنَيْ، اذهب وانْوِ الشّهآدة وتَوَكَّل على الله، فإنّي رآجية من الله أن نلتقي بذلك المكآن الذّي وعدنا به، كُن وآثقاً وَضَعْ الجهاد مع الشّهَآدَةَ نُصْبَ عَيْنَيْكْ)
كآنت آخــِرَ مَرَّةٍ أرآهُ فيهآ
أجل كآن ودآعٌ بخُروجِ روحٍ من جسدي
ودآعٌ لمن كآنَ نَبْضٌ لِقَلْبي
ودآعٌ لمَنْ أفْنَيْتُ عُمري لأراهُ يَكبُرُ أمَامَ عَيني
ولِمَنْ حَلِمْتُ أنْ يَعْلُو في أحْضَآنِي
سلَّمْتُ أمْرِي لِخَآلِقي
وبـِفَضْلِهِ بَدَأت الرآحَةُ تتسرَّب بدآخلي
رآحَةَ ثِقَةٍ بأنّ إلهي سَيَجْعَلَهُ شَفِيعاً لِي يَوْمَ القِيَامَة . . .
_____________
بتمنى تعطوني رأيكم :$