05-07-2024, 01:41 AM
|
|
|
لوني المفضل
Lightcoral
|
رقم العضوية : 1715 |
تاريخ التسجيل : 05-02-2020 |
فترة الأقامة : 1906 يوم |
أخر زيارة : 04-23-2025 (01:40 PM) |
المشاركات :
36,483 [
+
]
|
التقييم :
157221 |
معدل التقييم :
           |
بيانات اضافيه [
+
] |
|
|
|
عن أي حزن يتحدثون
عروة بن الزبير قطعت رجله لمرض أصابه ..
وفي نفس اليوم توفي أعز أبنائه السبعة على قلبه
بعد أن رفسه فرس ومات ..
فقال عروة : اللهم لك الحمد وإنّا لله وإنّا إليه راجعون ,
أعطاني سبعة أبناء وأخذ واحداً , وأعطاني أربعة أطراف
وأخذ واحداً إن أبتلى فطالما عافا , وإن أخذ فطالما أعطى ,
وإني أسأل الله أن يجمعني بهما في الجنة .
ومرت الأيام ... و ذات مرة دخل مجلس الخليفة ,
فوجد شيخاً طاعناً في السن مهشم الوجه أعمى البصر ,
فقال الخليفة : يا عروة سل هذا الشيخ عن قصته .
قال عروة : ما قصتك يا شيخ ؟
قال الشيخ : يا عروة أعلم أني بت ذات ليلة في وادٍ ,
وليس في ذلك الوادي أغنى مني ولا أكثر مني مالاً وحلالاً وعيالاً , فأتانا السيل بالليل فأخذ عيالي ومالي وحلالي ,
وطلعت الشمس وأنا لا أملك إلا طفل صغير وبعير واحد ,
فهرب البعير فأردت اللحاق به , فلم أبتعد كثيراً حتى
سمعت خلفي صراخ الطفل فألتفتُ فإذا برأس الطفل في
فم الذئب فأنطلقت لإنقاذه فلم أقدر على ذلك فقد مزقه
الذئب بأنيابه , فعدت لألحق بالبعير فضربني بخفه على وجهي ,
فهشم وجهي وأعمى بصري !!!
قال عروة : وما تقول يا شيخ بعد هذا فقال الشيخ :
أقول اللهم لك الحمد ترك لي قلباً عامراً ولساناً ذاكراً .
هذا هو الصبر .. هؤلاء الذين بشرهم الله بقوله :
( إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب )
ماهي مصائبنا لكي نحزن ونتضايق !
هل تقاس بمصائبهم !
هم صبروا فبشرهم الله ، ونحن جزعنا فماذا لنا ؟!
ربنا لك الحمد حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه
تعيش بين أهلك تتمتّع بالصحه والعافيه
تنام على فراش خاص بك
تأكل و تشرب وتخرج وتعيش بأمان !!!
ولاتشعر بالخوف حولك
وكل ماترغب به تحصل عليه
إما بوقته أو بعد حين
تضحك وتتحرك وتتتمتع بكامل
( قواك العقليه والجسدية)
لكن تكتب بالرساله الخاصه
(يا همومي أرحميني ماعاد أقوى الصبر)
(يا موت خذني كم بدنياي عانيت)
وتتصنع الحزن
وتضع صور لأناس يبكون ويتألمون
أريد أن أعرف "
عن أي حزن يتحدثون
أحمدوا الله وأشكروه فإنكم لاتعلمُون
ماهو ( الهمّ ) والخوف والفزع والجوع والتشريد
أخشى أن يبتلينا الله لنذوق حقيقة مانكتب
تأملوها رُبما البعض يتغير عن تصنع الأحزان
فالحمد لله حمداً يليق بجلال وجهه وعظيم سلطانه
|