* الأخلاص لله والنيه الطيبه في أداء العمل*
قصة أول ثلاثه تسعر بهم النار .
في يوم من الأيام جلس النبيï·؛ حزيناً يحكي لأصحابه قصة أول ثلاثة تسعر بهم النار يوم القيامة
وسبب هذا الحزن أن هؤلاء الثلاثة كانوا من هذه الأمة المباركة لكنهم كانوا لا يعملون العمل إبتغاء مرضاة الله ولكن من أجل الشهرة وطلب المدح والثناء من الناس
يأتي هؤلاء الثلاثة عندما يجمع اللهï·» الناس يوم القيامة في أرض المحشر ليحاسبهم
فينادي ملك من الملائكة على أحد هؤلاء الثلاثة وهو قاريء القرآن
فيذهب مسرعاً و يتخطى الصفوف في أرض المحشر ليقف بين يدي اللهï·»
فيذكره اللهï·» بنعمه عليه فيعترف هذا القاريء بنعم اللهï·» عليه
فيسأله اللهï·» ماذا فعلت بهذه النعم
فيقول قاريء القرآن تعلمت العلم وعلمته للناس و قرأت القرآن إبتغاء وجهك
فيقول اللهï·» كذبت وتقول الملائكة كذبت
ثم يوضح له اللهï·» أنه تعلم ليقول للناس أنه عالم
وقرأ القرآن ليقول للناس أنه قاريء وحافظ للقرآن وقد قيل
ويقصد اللهï·» أن يقول له أنك أخذت ما تريد من مدح الناس ثم يأمر اللهï·» الملائكة بإلقاءه في النار على وجهه
ثم ينادي ملك من الملائكة على الرجل الثاني وهو المنفق المتصدق فيتخطى الصفوف ويقف بين يدي اللهï·» و يذكره الله بنعمه عليه فيعترف
ثم يسأله اللهï·» ماذا فعلت بهذه النعم
فيرد العبد أنفقت مالي إبتغاء وجهك وما تركت من سبيل تحب أن أنفق فيه إلا وأنفقت
فيقول اللهï·» والملائكة لهذا العبد كذبت لقد فعلت هذا ليقول عنك أنك كريم وقد قيل
أي أخذت ما تريد من السمعة والشهرة والثناء ثم يأمر اللهï·» الملائكة لتلقيه في نار جهنم
ثم ينادي ملك من الملائكة على الرجل الثالث الذي كان يجاهد في سبيل الله فقتل في أرض المعركة
فيذكره اللهï·» بنعمه* ويسأله ماذا فعلت بها
فيقول المجاهد قاتلت من أجلك حتى أستشهدت
فيقول اللهï·» وملائكته كذبت إنك قتلت ليقال إنك جريء وشجاع وقد قيل
ثم يأمر الملائكة أن تلقيه على وجهه في النار
وقد جاءت هذه القصة في صحيح مسلم وأحمد والنسائي
ونتعلم من هذه القصة أن النعم من عند اللهï·» وأن العبد إذا عمل عملاً لابد أن يكون إبتغاء مرضاة الله و ليس إبتغاء مرضاة الناس
وأن العبد إذا عمل عملاً صالحاً و يريد بذلك أن يمدحه الناس فأن الله يحبط عمله ولا يتقبله بل و يعاقبه يوم القيامة كما فعل بهؤلاء الثلاثة.
والعمل الصالح يشترط فيه شرطان اثنان أن يكون على وجه السنة وأن يكون خالصًا لله - عز وجل.
وهؤلاء الثلاثة الذين قرأتم قصتهم أخلوا بشرط واحد العالم في علمه والمجاهد في جهاده والغني في زكاته أخلوا بشرط واحد من الشرطين السابقين ألا وهو الإخلاص لله
فلابد من الأخلاص لله في العمل.