الموضوع: الامن
عرض مشاركة واحدة
قديم 08-22-2019, 01:46 AM   #4


الصورة الرمزية عطر الزنبق
عطر الزنبق غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1482
 تاريخ التسجيل :  27-05-2018
 العمر : 28
 أخر زيارة : يوم أمس (02:28 PM)
 المشاركات : 100,502 [ + ]
 التقييم :  35940
 الدولهـ
Morocco
 الجنس ~
Female
 MMS ~
MMS ~
 Awards Showcase
لوني المفضل : White
افتراضي



بسم الله الرحمن الرحيم

والدي العزيز ...
إذا مات الضمير أصبح مسرح الحياة الواسع المتنوع
بأحداثه مساحة حرة تتحرك فوقه الأقزام بأفعالهم النتنة،
وذلك في مشهد مسرحي متكرر لجميع أشكال الفساد
الذي يطال الأرواح والممتلكات والعقول..
مشهد لا يصفق له سوى الأشباح؛ لأن صوت الضمير
إذا مات ماتت معه العصافير وامتلأت السماء بأسراب
الغربان السوداء.
الضمير هو شعور حسى غير ملموس يوجد بداخل
القلوب.. بذرة زرعها الله عز وجل في قلوب البشرية؛
ليميزوا بها بين الخير والشر، وبين الحق والباطل،
فدائما ما يوجه الضمير الإنسانى سلوك الفرد..
والضمير قد يكون حيًا يقظًا ينبه صاحبه بعدم الإقدام
على فعل الأخطاء والآثام حين التفكير بها، وأيضاً أن يكون
الإنسان قادراً على الإيذاء ولا يُقدم بأي حال من الأحوال
على هذا الفعل مما بلغت قدرته على ذلك
حتى مع من أذاه يوماً؛ أما صاحب الضمير الميت
لا يستطيع التفرقة بين الحق والباطل ولا بين الخير والشر
ولا يشعر بآلام الآخرين ممن حوله ولا يسمع إلاّ صوت
نفسه فقط التي تتسم بالأنانية وحُب الذات.
دائمًا ما يكون الضمير الحي يستوعب ويُدرك قيمة الإيثار

وحُب المصلحة العامة على المصلحة الخاصة من أجل
نهضة ورُقي الجميع لينهض بهم ولهم، أما الضمير الميت
فلا يهتز له ساكن عند رؤية آلام الآخرين ولا يشعر بهم
مُطلقًا وكأنه لم يشاهد شيئاً، وغالباً ما يشعر أنه يُشاهد
مسرحية درامية أو مسلسل تلفزيوني أو فيلم درامي يستمتع
بمشاهدته حتى أن يُسدل الستار وتكتب كلمة النهاية
على هذا الفيلم أو المسلسل؛ فصاحب الضمير الميت له
سمات وخصائص تميزه عن غيره من البشرية الإنسانية
فهو عندما يكذب مثلًا أو يسرق، أو يقتل لا يهتز وجدانه،
ولا يقتصر على ذلك فقط فإنه أيضاً لا يشعر بضعف
الشيخ الكبير ولا دموع الطفل الصغير، ولا بوهن امرأة،
ولا بمن هو محتاج ومريض، ولا بمن هو مظلوم..
لكن هيهات لصاحب الضمير الميت الذي يغرق في
ظلمات طغيانه ناسياً قوله الله عز وجل في كتابه العزيز:
(وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ
وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللّهُ وَاللّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ)،
وقوله عزل وجل: (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا فِى كُلِّ قَرْيَةٍ أَكَابِرَ
مُجَرِمِيهَا لِيَمْكُرُواْ فِيهَا وَمَا يَمْكُرُونَ إِلاَّ بِأَنفُسِهِمْ وَمَا
يَشْعُرُونَ)، ولا شك أن غياب وموت الضمير الإنساني
يرجع دائماً إلى البيئة التي يعيش فيها الفرد وكذلك
إلى التربية والتنشئة الاجتماعية فكلاهما لهما عامل أساسي
ومؤثر في تشكيل عقل وضمير الإنسان.
وانعدام الضمير يعني انعدام التمييز بين الحق والباطل،
فالضمير هو الوجدان والأب الروحي للإنسان، حيث يشعر
الإنسان بالندم عندما يفعل شيئاً ما يتعارض مع مبادئه
وقيمه الإنسانية.
والضمير ويا للاسف ..عندما يموت، فإن العالم تحكمه
الغرائز وشريعة الغاب، يأكل فيه القوي الضعيف،
ويستغل الإنسان أخاه الإنسان، ويصبح الحرام حلالاً..
فهل يرضى الإنسان أن يصبح حيواناً في غابة الشر
والحقد وموت الضمير؟!.
اللهم إنا نسألك رحمة من عندك تهدى بها قلوبنا

وتجمع بها شملنا وترد بها الفتن عنا وتصلح بها ديننا

وتحفظ بها ديننا وتزكى بها أعمالنا وتلهمنا رشدنا.
اللهم آمين يا رب العالمين.


أيها القدير العزيز..
مواضيعك قيمة جداااا
لا أدري من أين تأتي بكل هذه الرصانة
أسأل الله ان يبارك هذا الابداع الجميل.
تحية تليق بذائقتك وبسموك الراقي
امتناني وتقديري:x51:



 
 توقيع : عطر الزنبق









رد مع اقتباس