عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 08-11-2022, 12:11 AM
مستريح البال غير متواجد حالياً
Saudi Arabia     Male
Awards Showcase
لوني المفضل ظپط§ط±ط؛
 رقم العضوية : 1849
 تاريخ التسجيل : 02-10-2020
 فترة الأقامة : 1305 يوم
 أخر زيارة : 12-02-2023 (12:00 AM)
 الإقامة : جدة
 المشاركات : 30,556 [ + ]
 التقييم : 6475
 معدل التقييم : مستريح البال has a reputation beyond reputeمستريح البال has a reputation beyond reputeمستريح البال has a reputation beyond reputeمستريح البال has a reputation beyond reputeمستريح البال has a reputation beyond reputeمستريح البال has a reputation beyond reputeمستريح البال has a reputation beyond reputeمستريح البال has a reputation beyond reputeمستريح البال has a reputation beyond reputeمستريح البال has a reputation beyond reputeمستريح البال has a reputation beyond repute
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي تفسير قوله تعالى: {أفمن يمشي مكبا على وجهه أهدى أمن يمشي سويا على صراط مستقيم}



تفسير قوله تعالى:
﴿ أَفَمَنْ يَمْشِي مُكِبًّا عَلَى وَجْهِهِ أَهْدَى أَمَّنْ يَمْشِي سَوِيًّا عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ﴾ [الملك: 22]
إنَّ الحمدَ لله، نحمدُه ونستعينُه ونستغفرُه، ونعوذُ باللهِ من شرور أنفسِنا، ومن سيئاتِ أعمالنا، من يهدِهِ اللهُ فلا مُضِلَّ له
ومن يُضلِلْ فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.
إنَّ أصدقَ الحديثِ كتابُ الله، وأحسن الهدي هديُ محمدٍ، وشر الأمور محدثاتُها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102].
﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً
وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [النساء: 1].
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب: 70، 71]
أما بعد: فهذا تفسيرٌ مختصرٌ لقوله تبارك وتعالى: ﴿ أَفَمَنْ يَمْشِي مُكِبًّا عَلَى وَجْهِهِ أَهْدَى أَمَّنْ يَمْشِي سَوِيًّا عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ﴾ [الملك: 22].
ثم قال: ﴿ أَفَمَنْ يَمْشِي مُكِبًّا عَلَى وَجْهِهِ أَهْدَى أَمَّنْ يَمْشِي سَوِيًّا عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ﴾؟: وهذا مَثَلٌ ضربَه اللهُ للمؤمن والكافر
فالكافر مثله فيما هو فيه كمثل من يمشي مُكِبًّا على وجهه؛ أي: يمشي منحنيًا لا مستويًا ﴿ عَلَى وَجْهِهِ ﴾؛ أي: لا يدري أين يسلك
ولا كيف يذهب؟ بل تائِهٌ حائرٌ ضالٌّ، أهذا أهدى ﴿ أَمَّنْ يَمْشِي سَوِيًّا ﴾؛ أي: منتصب القامة ﴿ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ﴾
أي: على طريق واضح بيِّن، وهو في نفسه مستقيم، وطريقه مستقيمة.
هذا مثلُهم في الدنيا، وكذلك يكونون في الآخرة، فالمؤمن يحشر يمشي سويًّا على صراط مستقيم، مُفضى به إلى الجنة الفيحاء
وأما الكافر فإنه يحشر يمشي على وجهه إلى نار جهنم، ﴿ احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ وَمَا كَانُوا يَعْبُدُونَ * مِنْ دُونِ اللَّهِ
فَاهْدُوهُمْ إِلَى صِرَاطِ الْجَحِيمِ * وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْئُولُونَ* مَا لَكُمْ لَا تَنَاصَرُونَ * بَلْ هُمُ الْيَوْمَ مُسْتَسْلِمُونَ ﴾ [الصافات: 22 - 26].
قال الإمام أحمد رحمه الله: حدَّثَنا ابنُ نمير، حدَّثنا إسماعيل، عن نفيع، قال: سمعتُ أنس بن مالك يقول: قيل:
يا رسول الله، كيف يحشر الناس على وجوههم؟ فقال: ((أليس الذي أمْشاهُم على أرْجُلِهم قادرًا على أن يُمْشِيهم على وجُوهِهِم)).
وهذا الحديث مُخرَّج في الصحيحين من طريق يونس بن محمد، عن شيبان، عن قتادة، عن أنس به نحوه.
وفيه:
الاستعارة التمثيلية:﴿ أَفَمَنْ يَمْشِي مُكِبًّا عَلَى وَجْهِهِ أَهْدَى أَمَّنْ يَمْشِي سَوِيًّا عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ﴾ هذا بطريق التمثيل للمؤمن والكافر
فالمؤمن يمشي سويًّا على صراط مستقيم، والكافر يمشي مكبًّا على وجهه إِلى طريق الجحيم، ويا لها من استعارة رائعة!
والمعنى المختصر: أي الرجلين أهدى؟ من كان تائِهًا في الضلال، غارقًا في الكفر قد انتكس قلبُه، فصار الحق عنده باطلًا
والباطل حقًّا، أم من كان عالِمًا بالحق، مؤثرًا له، عاملًا به، يمشي على الصراط المستقيم في أقواله وأعماله وجميع أحواله؟
فبمجرد النظر إلى حال هذين الرجلين، يعلم الفرق بينهما، والمهتدي من الضال منهما، والأحوال أكبر شاهد من الأقوال.
اللهُمَّ اجعلنا ممن يمشي سويًّا على صراطٍ مستقيمٍ، اللهُمَّ اهدنا بهداية القرآن الكريم وسُنَّةِ محمدٍ
سيِّدِ الأوَّلين والآخرين، وآخر دعوانا أنِ الحمدُ للهِ ربِّ العالمين.





رد مع اقتباس