يمر المرء في حياته بمحطات تتخللها السعادة تارة والحزن تارة ولكنها الحياة من سره زمن سأته أزمان
يقول المعري:
مشيناها خطى كتبت علينا..ومن كتبت عليه خطى مشاها
ومن كانت منيته بأرض .. فليس يموت في أرض سواها !”
وأكثر من يلاحظ ذلك من يرى نفسه وقد تقدم به العمر وهي ميزة ولكن يظل أجمل ما في التقدم بالسن أنه يجعلك تستصغر اموراً كثيرة كانت تستهلك طاقتك و مشاعرك يوماً ما , فالنضوج يجعلك تعيد ترتيب الاشياء...
كبار السن اليوم هم من كانو ينظرون للحياة بأن الحياة تفاؤل ومشاركة في الأفراح والأحزان
أفقدّهم تقدم السن الشيء الكثير ...إنهم الطيبون حقاً
كبير السن بحاجة أحياناإلى الإبتسامة والسلام عليهم فقط فلا نحرمهم منهم
فنحن في زمن أما أن يبكوا لوحدهم أويضحكوا مع الجميع... ‏
كبار السن لا يموتون من الوحدة ، ولكنهم يموتون من أناس أرخصوهم وكانوا يظنون أنهم الحياة بالنسبة لهم...
كبير السن اليوم يريد العطف الحنان التقدير يريد رد الدين من أبنائه
ففي زحمة الحياة قد ينسى الإنسان نفسه فيرى الأبناء كبروا والصحة تدهورت و لا ينسى ربك أحدا فقد وجد الإنسان في هذه الحياةمن أجل العمل والعبادة ....
والحياة كلها عبادة يقول الله تعالى من أجل العمل
"ومن يعمل مثقال ذرة خيراً يره"
كن في الحياة كعابر سبيل واترك وراءك كل اثر جميل فما نحن في الدنيا الا ضيوف وما على الضيوف الا الرحيل .
لن يقاسمك الوجع صديق ولن يتحمل عنك الالم حبيب ولن يسهر بدلا منك قريب ...
اعتني بنفسك واحمها ودللها ولاتعطي الاحداث فوق ما تستحق. فعندما يعرف الإنسان هدفه في الحياة يفيد ويستفيد .
نبحث عن السعادة ونبحث عن المال ونبحث عن الرزق ولكن رضا الله أفضل !!
حاول أن تقدم نفسك في أبهى صورة انتقد بخفه دائما أحترم من حولك احترم ثقافتك وثقافة غيرك
جميل أن تتتحدث عن نفسك وتؤكد حضورك ولكن لاتحبط الأخرين بكلامك حتى لو كنت ترى الحياة تعيسة فغيرك يحتاج الأمل والتفاؤل فأما أن تساعده أو تصمت.
ولنتذكر دائماً أن أجمل ماقد تُنجِبه لنا الحياة؛ قلوباً تعوضنا عن كُل فقدٍ نشكوه فيها، وتحتضِننا لـ ننسى كُل ماحصدناه مِن وجع ....
أسأل نفسك عند كل عمل هل هذا يرضي الله ؟
لعلنا نكون ممن قال الله عنهم "رضي الله عنهم ورضوا عنه"
هذه ثقافة الرجل المسلم الحقيقي وليست ثقافة الرجل الغربي الذي كلما تقدم الإنسان فى السن تخلى عن مسؤولياته
كل مايحدث للإنسان من نجاحات في حياته هي توفيق من الله سبحانه وتعالى
( إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى)
تعرف على الله فى الرخاءيعرفك في الشدة
لا تيأس من حياة أبكت قلبك ..
وقل يالله عوضني خيرا في الدنيا والآخرة فالحزن يرحل بسجدة والفرح يأتي بدعوة‏‏
لن ينسَ الله خيراً قدمته وهماً فرّجته
وعيناً كادت أن تبكي فأسعدتها !
عش لغيرك كما تعيش لنفسك..أحب للناس ماتحب لنفسك
اللهم اجعلنا ممن طال عمره وحسن عمله وباركت له في عمره ورضيت عنه يارب.
تحياتي لكم