هو صحيح أن الاختلاف مطلوب فهو ميزة وليس سببا للعنصرية مثلما
يرونه الكثيرين من الناس فيقصون الآخر كليا من حياتهم محتفظين
بأفكارهم المتعصبة والمريضة، فهل يجب أن أشبهك كي أرضيك؟
أم أنفذ أوامرك كي أرضيك؟
أم أصفق لك دائما كي أرضيك؟
أم أسلب شخصيتي وألبس قناعك كي أرضيك؟
لا يوجد بيننا التشابه بل توجد بيننا المشاعر والإنسانية
فلم لا نتقاسم هذا العالم بالرحمة والمحبة لماذا يدمرنا كل يوم الكره
والعداء فقط بسبب اختلاف وجهات النظر .
ما أجمل التسامح والتصالح والاحترام.
قد نختلف في الأديان في الأفكار في نمط الحياة في المواهب والكلمات
والمعاني وحتى اللهجات والدول لكن هناك رابط أشمل يربطنا دائما
هو الرابط الإنساني، فلنجعل من الاختلاف جسرا للتكامل والتواصل.

هل يمكن أن نتقبل في حياتنا وعلاقاتنا ثقافة الاختلاف وتعدد وجهات
النظر، وأن نتفهم اختلاف الآخرين معنا في الرأي أو الفهم أو الاجتهاد،
ونميز بين مسائل ظنية يمكن أن تختلف فيها الإفهام والتقديرات والآراء
والاجتهادات، وبين مسائل قطعية لا يصح أن نختلف فيها أصلا، لأن
الخلاف يعني الخروج على الثوابت والأصول.
ليس غريبا أن يختلف الناس في أرائهم وأفكارهم ولكن الغريب
أن يتحول هذا الاختلاف إلى اتهام وخصومة وتشهير وسباب وشتائم وانقسام وتمزق داخل المجتمع.
لقد اختلف السلف الصالح رضوان الله عليهم، لكن اختلافهم في الرأي
لم يكن سببا لافتراقهم، انهم اختلفوا لكنهم لم يتفرقوا، لأن وحدة
القلوب كانت أكبر من إن ينال منها شيء، ولأنهم تخلصوا من العلل
والأمراض النفسية التي تزرع في القلوب العداوات والأحقاد وتدعو إلى أن
القطيعة والصراع لمجرد الاختلاف في قضية تحتمل تعدد وجهات النظر.
ما أجمل أن نتعلم كيف نختلف، وأن يكون أدب الخلاف وأخلاقه
حاضرة عند اختلافنا وتعدد وجهات نظرنا.
/*/
شكرا أستاذ خلف على موضوعك الاكثر من هااام
تسلم الايادي التي خطت هذا الكلام
الذي نتمنى أن يطبقه كل من يفتقد للأذب والاخلاق
الحميدة التي أوصانا بها النبي عليه أفضل الصلوات والسلام
تحيتي والود.