عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 04-21-2019, 05:16 PM
عطر الزنبق متواجد حالياً
Morocco     Female
Awards Showcase
لوني المفضل White
 رقم العضوية : 1482
 تاريخ التسجيل : 27-05-2018
 فترة الأقامة : 2155 يوم
 أخر زيارة : اليوم (11:49 AM)
 العمر : 28
 المشاركات : 99,041 [ + ]
 التقييم : 34578
 معدل التقييم : عطر الزنبق تم تعطيل التقييم
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي كيف تحقق تقوى الله..





تقوى الله تعالى تعني الابتعاد عن كل ما لا يرضاه الله تعالى
والاقتراب من كل ما يحب أن يرى عبده عليه، وما أباحه الله تعالى لنا
هو الأصل أما ما حرمه علينا فهو قليل جداً، والأخلاق السيئة أساسه،
فمن يتق الله تعالى مثلاً لن يشهد شهادة الزور، ومن يتق الله لن يغش
ومن يتق الله تعالى لن يدخل أبيه وأمه إلى دار المسنين كل هذه المنهيات
الأخلاقية هي أساس تقوى الله تعالى وهي جوهرها
وهي التي لا يجوز على الإنسان أن يقع بها، لأنها ليست من تقوى الله تعالى
في شيء. لطالما ارتبطت تقوى الله تعالى ضمنياً بالأخلاق،
لكنها اليوم وللأسف الشديد ارتبطت بالعبادات، فقديماً كانت العبادة
تستوفي غايتها العظمى بتهذيب أخلاق الإنسان، فالتقي كان يصلي
وكان في نفس الوقت خلقه حسن، أما في يومنا هذا ولما تم فصل العبادة
عن الأخلاق، لم تعد التقوى في ذهن الناس مرتبطة بالأخلاق بل هي مرتبطة
اليوم عندهم بالعبادة، وهذا الفصل هو أساس الويلات والنكبات
التي يعيشها المسلمون اليوم، فالعبادة إن لم تكن تفضي إلى أخلاق
فلا طائل يرجى منها، فالمصلي الكذاب ليس بمصلٍّ لأن الصلاة
فيها اتصال بالله تعالى، ومن يتصل بالله تعالى المفروض أن يحاول
قدر الإمكان أن يعكس صفات الله تعالى عليه، وأن يكون على
قدِّ هذا الشرف الرفيع الذي يسره الله تعالى له، فالمسلم يؤمن
أنه لولا الله لما سجد سجدة واحدة، ومن يؤمن بهذا الأمر ينبغي عليه
أن يعلم علم اليقين أنه هذا الاختيار الرباني له وتشريفه بالصلاة
ما هو إلا أمانة ألقيت على كاهله، فبالتالي ينبغي على هذا الإنسان
أن يحاول قدر الإمكان أن يستفيد من هذه الفرصة الثمينة وأن يتحلى
بالخلق الحسن وأن يكون مصدر خير على كل الناس من حوله.
إن الإنسان المسلم المؤمن يتقي الله تعالى عندما يدرك تمام الإدراك المعاني
السابقة وعندما أيضاً يقوم بمحاولة معرفة صفات الله تعالى،
فمن يعرف الله تعالى حق المعرفة فإنه قطعاً سيتقيه،
فتقوى الله تعالى تكون بمعرفته، فصفات الله تعالى هي المطلق
في كل شيء، وعندما نقول المطلق فهذا الأمر يتضمن بشكل ضمن
أن كل صفات الناس هي صفات مستمدة من هذه الصفات،
وعندما يعي الإنسان حقيقة صفات الله تعالى فلن يكون أمامه سوى
أن يتقيه، فإن لم يتقيه يكون غير واعٍ بعد بقدرته التي لا حدود لها
والتي ليس كمثلها شيء.


مما قرأت اليوم.






رد مع اقتباس