"تعد ظاهرة الصراخ على الاطفال التي تأتي كرد فعل لغضب الأم او الأب من تصرفات اطفالهما، احد الاساليب الخاطئة في تربية هذه الفئة المهمة من المجتمع، لانها تعد شكلا من اشكال المعاملة السيئة.

وللاسف نرى في بعض الاحيان ابناء يتلقون نوبات صراخ يومية من امهاتهم بطريقة مباشرة او غير مباشرة، ففي بعض الاوقات حتى اثناء اوقات اللعب واللهو تراهم محط انظار امهاتهم وتنطلق الصرخات هنا وهناك، بحجة قول تلك الامهات انهن يؤدبن اطفالهن ويقمن بتربيتهم بالطريقة الصحيحة.

ويبقى السؤال هل يصح الصراخ كأسلوب تربوي ناجح في تربية الاولاد؟ وهل هناك بيت يكاد يخلو من الصراخ خاصة في ظل وجود ابناء في مراحل تعليمية مبكرة؟.

يصبح التحكم في الاعصاب امرا عصيبا بسبب تراكم الضغوط النفسية والاعباء المتزايدة على الاهل، بالاضافة الى حجم الضغوطات على الام سواء في الواجبات اليومية واعداد الطعام وتجهيز المنزل ومتابعة شؤون اطفالها الدراسية وتنشئتهم.

بعد كل ما سبق لا ترى الأم بدا من اسخدام الصراخ والصوت العالي للسيطرة على الموقف وتجد انه الاسلوب الوحيد الذي تستطيع التعامل به مع الاولاد...لهذا اصبح الصراخ هو اللغة الوحيدة للحوار بل السمة المميزة والمسموعة لبيوتنا.

انعكاسات الصراخ تؤثر سلباً على اطفالنا، فالصراخ على الاولاد سواء بالمنزل او امام الناس ينعكس على شخصياتهم بصفة عامة وتتسبب في اضعاف ثقتهم بانفسهم ويسبب ردود فعل عدوانية من الاولاد تظهر في الصراخ والبكاء الشديد واضعاف شخصياتهم امام الاخرين، كما يسبب التأخر الدراسي وعدم التركيز وضعف الذاكرة، و يدمر العلاقة بين الطفل والوالدين سواء الاب او الام وغالبا تكون حالة الطفل سيئة وتتأثر نفسيته نتيجة الصراخ في وجهه لانه من اخطر الاساليب في تربية الابناء، وهذا ممكن ان يجعل كثيرا من الاطفال يفضلون الضرب على الصراخ لانه يعتبر اخف على نفسيتهم وذات عمق محدود لذلك يجب الحذر من اللجوء" الى الصراخ لما له اثار سلبية خطيرة."

"ويجب على الاهل القيام بعدة امور تجنبهم الصراخ على ابنائهم وعليهم تذكر ان ابناءهم لا دخل لهم في الظروف الخارجية التي تؤثر سلباً على اعصابهم فتجعلهم في حالة صراخ دائم.

وينبغي على الاب مشاركة الام فهو شريك في المسؤولية عن تربية الابناء معها فالامر ليس حكراً على الام وحدها ودوره فعّال ومهم جداً وله دور كبير على الام وعلى الاولاد من اجل التحكم بالغضب في حياتهم اليومية.

ومن النصائح المهمة ان تشغل الأم نفسها باشياء اخرى اثناء توبيخها للطفل، وهي تفكر في محاسبته على خطئه او اهماله واستبدال الصراخ باساليب اخرى مثل «سأخبر اباك بما فعلت!»، فهذا التأجيل سيخفف من ثورة الغضب في نفسها ويشعر الطفل ان خطأه لن يمر بدون حساب.

وأحد أهم الاشياء في التربية الصحيحة هو الهدوء والصبر والمرونة مع الأبناء, وهي صفات يتعلمها الطفل من ذويه بدلاً من الصراخ والعصبية, لأن الطفل قدوته أمه وأبوه ومعظم الاحيان تعبيره عن الغضب سيكون بالتلقي من والديه، فعلى الام ان تحاول التحكم بافعالها والجوأ الى الهدوء والتواصل والحوار مع ابنها وهذا ينعكس ايجابياً على تصرفاته.

وهناك وسائل اخرى للعقاب يمكن للأهل التعامل فيها مع اطفالهم بدلا من الصراخ ومنها كرسي التفكير أوالحرمان ومبدأ المكافأة وايضا ان تضع اكثر من عقاب ويختار الطفل بنفسه ماذا يريد فهذا اسلوب ناجح في انضباطه واتباع تعليمات الاهل.

ولا بد من نصح جميع الأمهات والآباء بضبط اعصابهم في التعامل مع اطفالهم، و ان مفتاح الطفل السوي، هو الصوت المنخفض في الخطاب بحسب ما يؤكده اخصائيو التربية انه كلما صرخت على الطفل، كلما قل اهتمامه للاستماع إلك، لذا ينبغي التركيز على التواصل منذ الولادة معهم واتباع اسلوب سليم واستخدام خطاب صحيح يعزز نفسية الطفل مما يؤدي الى الاستقرار النفسي في البيوت.