عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 04-05-2024, 11:24 PM
عطر الزنبق متواجد حالياً
Morocco     Female
Awards Showcase
لوني المفضل White
 رقم العضوية : 1482
 تاريخ التسجيل : 27-05-2018
 فترة الأقامة : 2182 يوم
 أخر زيارة : اليوم (05:23 PM)
 العمر : 28
 المشاركات : 100,029 [ + ]
 التقييم : 35940
 معدل التقييم : عطر الزنبق تم تعطيل التقييم
بيانات اضافيه [ + ]
6 الفصل بين صلاة الفريضة والنافلة.




الفصل بين صلاة الفريضة والنافلة. د. محمد جمعة الحلبوسي
أيها المسلم الكريم:
يستحب للمصلي أن يفصل بين صلاة الفريضة والنافلة بكلام أو انتقال إلى مكان آخر، وأفضل الفصل هو انتقال المصلي لصلاة النافلة في بيته؛ لأن أفضل صلاة المرء في بيته كما قال صلى الله عليه وسلم:
((أَفْضَلُ صَلَاةِ الْمَرْءِ فِي بَيْتِهِ إِلَّا الْمَكْتُوبَةَ))[1].
ودليل الفصل المذكور هو ما قال معاوية رضي الله عنه:
(إِذَا صَلَّيْتَ الْجُمُعَةَ فَلَا تَصِلْهَا بِصَلَاةٍ حَتَّى تَكَلَّمَ أَوْ تَخْرُجَ،
فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَمَرَنَا بِذَلِكَ، أَنْ لَا تُوصَلَ صَلَاةٌ بِصَلَاةٍ
حَتَّى نَتَكَلَّمَ أَوْ نَخْرُجَ)[2].
قال الإمام النووي (رحمه الله) في شرحه لهذا الحديث:
" فيه دليل لما قاله أصحابنا - يعني فقهاء الشافعية - أَنَّ النَّافِلَةَ الرَّاتِبَةَ وَغَيْرَهَا يُسْتَحَبُّ أَنْ يَتَحَوَّلَ لَهَا عَنْ مَوْضِعِ الْفَرِيضَةِ إِلَى مَوْضِعٍ آخَرَ وَأَفْضَلُهُ التَّحَوُّلُ إِلَى بَيْتِهِ وَإِلَّا فموضع آخر مِنَ الْمَسْجِدِ أَوْ غَيْرِهِ لِيُكْثِرَ مَوَاضِعَ سُجُودِهِ
وَلِتَنْفَصِلَ صُورَةُ النَّافِلَةِ عَنْ صُورَةِ الْفَرِيضَةِ وَقَوْلُهُ (حَتَّى نَتَكَلَّمَ) دَلِيلٌ عَلَى أَنَّ الْفَصْلَ بَيْنَهُمَا يَحْصُلُ بِالْكَلَامِ أَيْضًا وَلَكِنْ بِالِانْتِقَالِ أَفْضَلُ لِمَا ذكرناه، والله أعلم"[3].
والحِكْمَة من الفصل بين الفريضة والنافلة في الجمعة وغيرها:
لتمييز إحداهما عن الأخرى، وتكثير مواضع السجود لأجل أن تشهد له يوم القيامة، كما سبق في كلام الامام النووي (رحمه الله).
وقال الامام الرملي من فقهاء الشافعية (رحمه الله):
" يُسَنُّ أَنْ يَنْتَقِلَ لِلنَّفْلِ أَوْ الْفَرْضِ مِنْ مَوْضِعِ فَرْضِهِ أَوْ نَفْلِهِ إلَى غَيْرِهِ تَكْثِيرًا لِمَوَاضِعِ السُّجُودِ فَإِنَّهَا تَشْهَدُ لَهُ،
وَلِمَا فِيهِ مِنْ إحْيَاءِ الْبِقَاعِ بِالْعِبَادَةِ، فَإِنْ لَمْ يَنْتَقِلْ إلَى مَوْضِعٍ آخَرَ فَصَلَ بِكَلَامِ إنْسَانٍ"[4].
وينبغي التنبيه على أن الوصل بين ركعات صلاة التراويح لا يدخل في هذه الأمر؛ لأن المقصود به الفصل بين الفريضة وبين النافلة.
فعلى المصلي أن يفصل بين صلاة الفريضة والنافلة بكلام أو انتقال إلى مكان آخر.

نسأل الله تعالى لنا ولكم الحفظ، والسلامة، والعافية من كل داء، وحسن الختام، وصلى الله وسلم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.





رد مع اقتباس