الموضوع: ليل الغربة قصة
عرض مشاركة واحدة
قديم 03-13-2020, 08:28 PM   #22
فهمي السيد


الصورة الرمزية فهمي السيد
فهمي السيد غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1753
 تاريخ التسجيل :  06-03-2020
 أخر زيارة : 05-29-2020 (03:23 PM)
 المشاركات : 10,243 [ + ]
 التقييم :  7722
 الدولهـ
Egypt
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Black
افتراضي



وَقَبْل ان يَصْرُخ مُتَحَرِّرَا مِن سَلَاسِلٍ اشْتَدَّت حَوْل عُنُقِهسَمِع
,.,
صَوْتَهَا الْحَنُونزَوْجَتِه....حَبِيْبَتِهبِلَهْفَه تَضُم انْفاسَه الَي مَسَامِعِهَاتَنَفَّس الْصُّعَدَاءصَوْتَهَا قِبْلَة الْحَيَاةأَعَاد إِلَى رِئَتَيْه الْهَوَاء مِن جَدِيْدواَمتصّت كُل أَلَمِه وَبُدِّدَت شُعُور الْوِحْدَهإِبْتَسَم لِلْسَّمَاء وَلَمْعَت ايِات الْشُّكْر بِعَيْنَيْه الْمُرْهَقَتَيْنوَفَجَّر صَمْت الَّليْل ب< الْحَمْد لِلَّه>
تُلْمَس احْوَالِهَا وَتُعَمِّق فِي احْوَالِ أَطْفَالَهوحركات الجنين الذي مازال يسكن الغيبويسري عبر خيالاته بين أحشاء زوجتهيتربص للحظة ميلادوَبِكَلِمَاتِه الْسِّحْرِيَّةبَدَل الَغُيُوَم إِلَى أَمْطَار سَعَادَهحَرَّك كُرْسِيُّه إِلَى الْخَلْف قَلِيْلَا وَمُدِّد ساقيه المُتْعَبَتَيْنأَمَلَا بِلَحَظَات الاسْتِرْخَاءاسْتَرْسَلَت مُخَيَّلَتِه أَلْبُوْم الْأَمَاكِن وَالَّذِكْرَيَات فِي كِتَابِه الْعَائِلِي الْصَّغِيْرحمله ُ ذلك الصوت إلى عوالم مُختلطةمن الفرح والحزن ..
كان لترتيل القرآن وقعُ خاص في نفسه ..
امتزاج الأمان مع الرهبة ..
وتعانُق الشوق مع الحزن والأسى ..
كان صوت القارئ وهو يردّد الآيات الكريمة من سورة يوسفيبعث الاطمئنان في النفس .. ويُوحي له باجتماع العائلةفي يومٍ من أيام رمضان المُشبَعة بالإيمان ..
وهم ينتظرون أن يصدح صوت آذان المغربليبدّد صمتَ السكون ..
ويبعث حركة مرِحَةحول طاولةِ الإفطار ..
ابتسم َ طويلاً وهو يشارك القارئآيات تحفظها طيات القلب ..
ولكن !!..الوحدة والسكون في طريقه ِالمُوحِشلابد ّ أن تُسدل ستار الرهبة والحزن ..
وتشاركَ الليل َسواده ..
فيقوده خياله هذه المرة ..
إلى صفحة ٍ أخرى من ألبومهالعائلي ..
إلى لحظات ٍ اكتست بالحزنِ ..
وعشّشت في سُوَيْداءِ القلب والروح ..
حينَ تراءى له وجه َأمّه ِ الطيبة / رحمها الله / يبتسم له .
وتنفرجُ شفتاها المُجهَدتين عن دعاءٍ له بالتوفيق وتيسيرالأمور ..
وبدأ يحدّثُ نفسه قائلاً : آه أمي ..
كم اشتقتُ لكِ .. وأنا طفلك ِ الكبير ..
كم يحتاج رأسي المُتعَب إلى الراحة بين ذراعيكِ ..
كم يشتاقُ وجهي إلى لمسات ِ كفّك ِ المعطاء ..
أسرعتِ بالرحيل ياأمي .. فما زلتُ أتوقُ لحنانك ..

وأرسلَ تنهيدةً طويلة ..
ومع توقّف صوت القرآن الكريم في ذلك الجهاز ..
أغلق مكيف السيارة وفتح الزجاج الملاصق لهعلَ الطبيعة تؤنس وحدتهأرسل مع نسمات الليل المتسللة من نافذة السيارةآيات سورة الفاتحة لروح أمه ِ الطاهرة ..
وتلعثم لسانه وهو يطلب لها الرحمة والغفران ..
فغلبتهُ دموعٌ أبَت أن تبقى داخل عينيه ِ المتعَبَتين ..
وجَرَت مسرعةً بالهرب ..
ليشعرَ بعدها ، بعضَ الراحةِ التي يتوقُ لها ..
هرب أيضاً من أحزانه وذكرياته
فجأه.......
انتظرونا
فهمي السيد




 

رد مع اقتباس