عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 04-24-2019, 07:50 PM
عطر الزنبق متواجد حالياً
Morocco     Female
Awards Showcase
لوني المفضل White
 رقم العضوية : 1482
 تاريخ التسجيل : 27-05-2018
 فترة الأقامة : 2161 يوم
 أخر زيارة : 04-23-2024 (02:03 AM)
 العمر : 28
 المشاركات : 99,288 [ + ]
 التقييم : 34900
 معدل التقييم : عطر الزنبق تم تعطيل التقييم
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي موضوع هام للنقاش حول الاخلاق...



بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الأخلاق من أهم جوانب بنيان الإنسان؛ لأنها هي الأساس في بناء الفرد
بناء شاملا، وإصلاح المجتمع إصلاحا متكاملا.
فسلامة المجتمع وقوة بنيانه وسمو مكانته وعزة أبنائه وصحة أفكاره
ورصانة آرائه تكمن في تمسكه بالأخلاق الحميدة. فالأخلاق العالية
هي روح الإسلام ولبه، وأساسه وغايته، لأن الدين ليس في كثرة العبادات
فقط، بل إن الدين هو المعاملة، فالمعاملة الحسنة للناس قد يفوق
ثوابها كثيرا من العبادات المعروفة، ويوضح الرسول صلى الله عليه وسلم
حينما سئل عن أكثر ما يدخل الناس الجنة قال:
(( تقوى الله وحسن الخلق)).
الأخلاق حُلَّة تقصُر دونها الحُلَل، وسِتر لا يُغني عنه سِتر،
وهل افترق الإنسان عن حيوان الغابِ وسِباع الدواب إلا بالأخلاق؟!
نعم.. تلك هي الأخلاقُ التي تمتزِج بتصرّفات الإنسان كلِّها، في سلوكه
جميعِه وأحواله كلِّها، في جدِّه وهزلهِ، في فرَحه وحزنِه، في خطئِه وصوابِه،
في سفره وحضره، في سَخَطه ورضاه، والإيمان والتقوى والصلاحُ
والأخلاق عناصرُ متلازمةٌ متماسِكة لا يمكِن الفصل بينها، ولذلك فلا
يتمارى اثنان ولا يتجادل عاقلان في كيفية هذا التلازم والتلاحُم
بين السّلوك والأخلاق من جهة والاعتقاد والإيمَان والتقوى من جهة أخرى،
لماذا ؟ لأن السّلوك الظّاهر مرتبطٌ بالاعتقاد الباطِن، والانحراف الواقع
في السّلوك والأخلاق ناشئٌ عن نقصٍ وخلل في الإيمان والباطن،
وكثيراً ما يرد في الكتاب والسنة الجمع بين تقوى الله عز وجل والإيمان
وبين السلوك حسن الخلق، فتقوى الله والإيمان شجرة وحسن الخلق ثمرة،
وهما أساس وهو بناء، وهما سر وهو علانية، وحيث انتفى حسن الخلق
انتفت التقوى ونقص الإيمان.
خلاصة القول من كل هذا يا كرام
أنني أحببت أن أحكي لك واقعة حصلت لي البارحة حين كنت مع أخي
بالسبرماركت لاقتناء ما يلزم للبيت ، صادفت زميلة لي بأيام الجامعة
كنت فرحانة لاني ما شفتها من سنتين تقريبا يعني قبل ما نخلص دراسة
المهم أسرعت لمصافختها وانا فرحانة وكنت حابة أسلم عليها وأعانقها
لكني للاسف لم ألاحظ عليها أي شيء يدل على أنها سعيدة للقائنا
بالعكس ظل وجهها عبوسا كما كنت أراها بايام الدراسة ، ولم تبد لي أي
شيء من فرحتها بلقائي بعد هذه السنوات ، حتى سلامها كان باردا ونظرتها
كانت عادي يعني ما فيها شيء من الادب ولا أخلاق والعياذ بالله.
في الحقيقة هذا ليس غريبا عليها فنحن بأيام الدراسة كلنا كنا معتادين

على سلوكها السيء وتربيتها الغير سوية ، الكل كانوا يكرهونها حتى المدرسين
لكني أنا لما التقيتها البارحة قلت مع نفسي ربما تكون تغيرت وصارت انسانة
أخرى غير تلك التي عرفتها من قبل ، لكنها للاسف أكدت لي أنها ما تغيرت
ولن تتغير، لانه وكما قال المثل : من شب على شيء شاب عليه ، ومن تربى
على شيء فلا تنتظر منه أن يتغير اطلاقا.
ومن اكتسب عادة في طفولته ولم يمنع عنها في الوقت المناسب فهو
على الأرجح سوف يستمر بها مدى عمره.
وهي للأسف كانت غير محبوبة لانها انسانة حسودة حقودة وغيورة
وهذا الصنف من البشر موجود بكل مكان ، ومن الصعب التعامل معه
فهو لا يفهم ما معنى التسامح ولا المعاملات الطيبة مع الناس ، ومن
المستحيل اصلاحه .
لأن إصلاح النفس البشرية ليس بالأمر السهل، بل هو صعب ويحتاج
إلى مثابرة ومجاهدة وصدق وإخلاص وقبل ذلك الاستعانة بالله العليم،
الذي يعلم ما تخفيه الصدور، فليس العجب فيمن هُلك، ولكن العجب
فيمن نجا.
فالنفس تأمر بالسوء وفي نفس الوقت كل منا لديه محكمته الخاصة به
لتعاقبه على شر أفعاله.
تلك المحكمة مبنية من أربع حروف ولكن عقابها لا تصفه كل الحروف
ضمير. الضمير هو الوحيد الذي يجعل يومك ونومك جميلا أو العكس
صحيح.
إن الأخلاق هي الأساس للحياة وللنجاح لكل إنسان، فالأخلاق تجمع
كل شيء مثل الثقافة والأسلوب الطيب وحلاوة اللسان، فكلما زرع
الإنسان خير بأخلاقه حصد كل الأمور الطيبة.




 توقيع : عطر الزنبق








رد مع اقتباس