عرض مشاركة واحدة
قديم 06-02-2021, 01:35 AM   #8


الصورة الرمزية عطر الزنبق
عطر الزنبق غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1482
 تاريخ التسجيل :  27-05-2018
 العمر : 28
 أخر زيارة : 05-20-2024 (02:28 PM)
 المشاركات : 100,502 [ + ]
 التقييم :  35940
 الدولهـ
Morocco
 الجنس ~
Female
 MMS ~
MMS ~
 Awards Showcase
لوني المفضل : White
افتراضي






أَرَثَّ جَديدُ الحَبلِ مِن أُمِّ مَعبَدٍ

بِعاقِبَةٍ وَأَخلَفَت كُلَّ مَوعِدِ

وَبانَت وَلَم أَحمَد إِلَيكَ نَوالَها

وَلَم تَرجُ فينا رِدَّةَ اليَومِ أَو غَدِ

مِنَ الخَفِراتِ لا سَقوطاً خِمارُها

إِذا بَرَزَت وَلا خَروجَ المُقَيَّدِ

وَكُلَّ تَباريحِ المُحِبِّ لَقيتَهُ

سِوى أَنَّني لَم أَلقَ حَتفي بِمَرصَدِ

وَأَنِّيَ لَم أَهلِك خُفاتاً وَلَم أَمُت

خُفاتاً وَكُلّاً ظَنَّهُ بِيَ عُوَّدي

كَأَنَّ حُمولَ الحَيِّ إِذ تَلَعَ الضُحى

بِنا صِفَةِ الشَجناءِ عُصبَةُ مِذوَدِ

أَوِ الأَثأَبُ العُمُّ المُخَرَّمُ سوقُهُ

بِشابَةَ لَم يُخبَط وَلَم يَتَعَضَّدِ

أَعاذِلَ مَهلاً بَعضُ لَومِكِ وَاِقصِدي

وَإِن كانَ عِلمُ الغَيبِ عِندَكِ فَاِرشِدي

أَعاذِلَتي كُلُّ اِمرِئٍ وَاِبنُ أُمِّهِ

مَتاعٌ كَزادِ الراكِبِ المُتَزَوِّدِ

أَعاذِلَ إِنَّ الرُزءَ في مِثلِ خالِدٍ

وَلا رُزءَ فيما أَهلَكَ المَرءُ عَن يَدِ

وَقُلتُ لِعارِضٍ وَأَصحابِ عارِضٍ

وَرَهطِ بَني السَوداءِ وَالقَومُ شُهَّدي

عَلانِيَةً ظُنّوا بِأَلفَي مُدَجَّجٍ

سَراتُهُمُ في الفارِسيِّ المُسَرَّدِ

وَقُلتُ لَهُم إِنَّ الأَحاليفَ أَصبَحَت

مُطَنِّبَةً بَينَ السِتارِ فَثَهمَدِ

فَما فَتِئوا حَتّى رَأَوها مُغيرَةً

كَرِجلِ الدِبى في كُلِّ رَبعٍ وَفَدفَدِ

وَلَمّا رَأَيتُ الخَيلَ قُبلاً كَأَنَّها

جَرادٌ يُباري وِجهَةَ الريحِ مُغتَدي

أَمَرتُهُمُ أَمري بِمُنعَرَجِ اللِوى

فَلَم يَستَبينوا النُصحَ إِلّا ضُحى الغَدِ

فَلَمّا عَسوني كُنتُ مِنهُم وَقَد أَرى

غِوايَتَهُم وَأَنَّني غَيرُ مُهتَدي

وَهَل أَنا إِلّا مِن غَزِيَّةَ إِن غَوَت

غَوَيتُ وَإِن تَرشُد غَزيَّةُ أَرشَدِ

دَعاني أَخي وَالخَيلُ بَيني وَبَينَهُ

فَلَمّا دَعاني لَم يَجِدني بِقُعدَدِ

أَخي أَرضَعَتني أُمُّهُ بِلِبانِها

بِثَديِ صَفاءٍ بَينَنا لَم يُجَدَّدِ

فَجِئتُ إِلَيهِ وَالرِماحُ تَنوشُهُ

كَوَقعِ الصَياصي في النَسيجِ المُمَدَّدِ

وَكُنتُ كَذاتِ البَوِّ ريعَت فَأَقبَلَت

إِلى جَلَدٍ مِن مَسكِ سَقبِ مُقَدَّدِ

فَطاعَنتُ عَنهُ الخَيلَ حَتّى تَنَهنَهَت

وَحَتّى عَلاني حَلِكُ اللَونِ أَسوَدِ

فَما رِمتُ حَتّى خَرَّقَتني رِماحُهُم

وَغودِرتُ أَكبو في القَنا المُتَقَصِّدِ

قِتالُ اِمرِئٍ آسى أَخاهُ بِنَفسِهِ

وَيَعلَمُ أَنَّ المَرءَ غَيرَ مُخَلَّدِ

تَنادوا فَقالوا أَردَتِ الخَيلُ فارِساً

فَقُلتُ أَعَبدُ اللَهِ ذَلِكُمُ الرَدي

فَإِن يَكُ عَبدُ اللَهِ خَلّى مَكانَهُ

فَما كانَ وَقّافاً وَلا طائِشَ اليَدِ

وَلا بَرِماً إِذا الرِياحُ تَناوَحَت

بِرَطبِ العِضاهِ وَالهَشيمِ المُعَضَّدِ

وَتُخرِجُ مِنهُ صَرَّةُ القَومِ جُرأَةً

وَطولُ السُرى ذَرِّيَّ عَضبٍ مُهَنَّدِ

كَميشُ الإِزارِ خارِجٌ نِصفُ ساقِهِ

صَبورٌ عَلى العَزاءِ طَلّاعُ أَنجُدِ

قَليلٌ تَشَكّيهِ المُصيباتِ حافِظٌ

مِنَ اليَومِ أَعقابَ الأَحاديثِ في غَدِ

صَبا ما صَبا حَتّى عَلا الشَيبُ رَأسَهُ

فَلَمّا عَلاهُ قالَ لِلباطِلِ اِبعَدِ

تَراهُ خَميصَ البَطنِ وَالزادُ حاضِرٌ

عَتيدٌ وَيَغدو في القَميصِ المُقَدَّدِ

وَإِن مَسَّهُ الإِقواءُ وَالجَهدُ زادَهُ

سَماحاً وَإِتلافاً لِما كانَ في اليَدِ

إِذا هَبَطَ الأَرضَ الفَضاءَ تَزَيَّنَت

لِرُؤيَتِهِ كَالمَأتَمِ المُتَبَدِّدِ

فَلا يُبعِدَنكَ اللَهُ حَيّاً وَمَيِّتاً

وَمَن يَعلُهُ رُكنٌ مِنَ الأَرضِ يَبعُدِ

رَئيسُ حُروبٍ لا يَزالُ رَبيئَةً

مُشيحاً عَلى مُحقَوقِفِ الصُلبِ مُلبِدِ

وَغارَةٍ بَينَ اليَومِ وَالأَمسِ فَلتَةٍ

تَدارَكتُها رَكضاً بِسِيدٍ عَمَرَّدِ

سَليمِ الشَظى عَبلِ الشَوى شَنِجِ النَسا

طَويلِ القَرا نَهدٍ أَسيلِ المُقَلَّدِ

يَفوتُ طَويلَ القَومِ عَقدُ عِذارِهِ

مُنيفٌ كَجِذعِ النَخلَةِ المُتَجَرِّدِ

فَكُنتُ كَأَنّي واثِقٌ بِمُصَدَّرٍ

يُمَشّي بِأَكنافِ الحُبَيبِ بِمَشهَدِ

لَهُ كُلُّ مَن يَلقى مِنَ الناسِ واحِداً

وَإِن يَلقَ مَثنى القَومِ يَفرَح وَيَزدَدِ

وَهَوَّنَ وَجدي أَنَّني لَم أَقُل لَهُ

كَذَبتَ وَلَم أَبخُل بِما مَلَكَت يَدي

فَإِن تُعقِبِ الأَيّامُ وَالدَهرُ تَعلَموا

بَني قارِبٍ أَنّا غِضابٌ بِمَعبَدِ



 
 توقيع : عطر الزنبق









رد مع اقتباس