عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 03-02-2021, 12:23 PM
انثى برائحة الورد متواجد حالياً
Morocco     Female
SMS ~
Awards Showcase
لوني المفضل Blueviolet
 رقم العضوية : 1718
 تاريخ التسجيل : 08-02-2020
 فترة الأقامة : 1541 يوم
 أخر زيارة : 04-25-2024 (11:55 AM)
 المشاركات : 130,012 [ + ]
 التقييم : 102611
 معدل التقييم : انثى برائحة الورد has a reputation beyond reputeانثى برائحة الورد has a reputation beyond reputeانثى برائحة الورد has a reputation beyond reputeانثى برائحة الورد has a reputation beyond reputeانثى برائحة الورد has a reputation beyond reputeانثى برائحة الورد has a reputation beyond reputeانثى برائحة الورد has a reputation beyond reputeانثى برائحة الورد has a reputation beyond reputeانثى برائحة الورد has a reputation beyond reputeانثى برائحة الورد has a reputation beyond reputeانثى برائحة الورد has a reputation beyond repute
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي من هدي النبي صلى الله عليه وسلم في التعامل مع المشاكل والخلافات التي وقعت في بيته





إن الحمد لله نحمده سبحانه وتعالى ونعوذ به من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا ونصلى ونسلم على صفوت خلقه وخاتم رسله سيدنا محمد وعلى آله وصحبه.

وبعد:
الإخوة الأفاضل، والأخوات الفضليات لا يخفى عليكم حاجتنا لدراسة هدي النبي صلى الله عليه وسلم، في التعامل مع المشاكل والخلافات التي وقعت في بيته، وتطبيق ذلك على بيوتنا، فنحن في أمس الحاجة إلى فقه العشرة بالمعروف في البيوت.

واليوم إن شاء الله هو اللقاء الرابع في الحديث عن هدي النبي صلى الله عليه وسلم في التعامل مع المشاكل والخلافات التي وقعت في بيته، وتناول في هذا اللقاء علاج من الهدي النبوي لإفراط الغيرة، وإفشاء السر، سائلا الله تعالى لي ولكم التوفيق والسداد والرشاد.

إفراط الغيرة، وإفشاء سره:
عن عائشة رضي الله عنها قالت: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَمْكُثُ عِنْدَ زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ، وَيَشْرَبُ عِنْدَهَا عَسَلًا، فَتَوَاصَيْتُ[1] أَنَا وَحَفْصَةُ: أَنَّ أَيَّتَنَا دَخَلَ عَلَيْهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلْتَقُلْ: إِنِّي أَجِدُ مِنْكَ رِيحَ مَغَافِيرَ، أَكَلْتَ مَغَافِيرَ[2]، فَدَخَلَ عَلَى إِحْدَاهُمَا، فَقَالَتْ لَهُ ذَلِكَ، فَقَالَ: «لاَ، بَلْ شَرِبْتُ عَسَلًا عِنْدَ زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ، وَلَنْ أَعُودَ لَهُ» فَنَزَلَتْ: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ ﴾ [التحريم: 1]- إِلَى - ﴿ إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ ﴾ [التحريم: 4] لِعَائِشَةَ وَحَفْصَةَ: ﴿ وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلَى بَعْضِ أَزْوَاجِهِ ﴾ [التحريم: 3] لِقَوْلِهِ: «بَلْ شَرِبْتُ عَسَلًا» [3].


قال القاضي عياض: " وفي هذا الحديث إفشاء السر ذنب تجب التوبة منه، لقوله تعالى: ﴿ إن تتوبا إلى الله ﴾، وكذلك التظاهر على الزوج وعلى المؤمن فيما يضر به، ويتأذى منه، ويقطع منفعة عنه، وفيه كرامة نبينا - عليه السلام - وهذه الأمة، بأن الله لم يلزمها ما حرمته على نفسها، كما فعل بمن تقدم من الأنبياء والأمم"[4]

بعض الدروس المستفادة والمستهدفة من الحديث:
• كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب الحلواء والعسل [5]، والحديث: حجة في استعمال مباحات الدنيا، وأكل لذيذ الأطعمة [6].

• يتفقَّد صلى الله عليه وسلم أحوال أهله، ويجلس معهم، ويستأنس بهم ويستميل نفوسهم وقلوبهم.

• حسن عشرة النبي صلى الله عليه وسلم، ورفقه بأزواجه بأن ضيق علي نفسه الحلال الذي أحله الله تعالى له؛ من أجل مرضاة أزواجه.

• الغيرة بين الضرائر، ومن الزوجة على زوجها أمر طبيعي تقع فيه النساء؛ حتى بين أمهات المؤمنين، وبحضور النبي صلى الله عليه وسلم.

• الاعتدال في الغيرة سلوك جميل يكون بين الأحباب، ويكمن جماله في الوسطية بلا إفراط ولا تفريط.

• كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يشتد عليه أن يوجد منه الريح [7]، فكان يكره أن يشم منه ريحا غير طيبة، وكان يُعرف بريح الطيب إذا أقبل.

• عتاب الله- عز وجل- لرسوله صلى الله عليه وسلم، فقال تعالى:﴿ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ ﴾ [التحريم: 1]، والخطاب بلفظ النبوة يحمل دلالات التقدير، والتوقير، والتكريم، والتنويه بشرف المقام.

• بشرية الرسول صلى الله عليه وسلم، ومن هذا المنطلق كان يقع له مع أهله من الخلافات والمنازعات ما يمكن أن يقع بين أي إنسان مع أهله.

• من أخلاق الرسول صلى الله عليه وسلم، التغافل عن الهفوات، والاقلال من اللوم والعتاب، عملًا بمحامد الأخلاق، ومفاخر المصاحبة.

• عندما عاتب رسول الله صلى الله عليه وسلم أم المؤمنين حفصة رضى الله عنها، بإفشاء السر الذي استكتمها إياه، لم يبالغ في المعاتبة، ولم يخبرها بجميع ما أوحي إليه، حياء وكرما منه، قال تعالى: ﴿ عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَنْ بَعْضٍ ﴾ [التحريم: 3].

• أم المؤمنين حفصة رضي الله عنها تسأل الرسول صلى الله عليه وسلم، ﴿ قَالَتْ مَنْ أَنْبَأَكَ هَذَا ﴾ [التحريم: 3]، من أخبرك يا رسول الله بأني أفشيت سرك؟ تريد أن تتثبت، قال أبو حيان: ظنت أن عائشة فضحتها [8]، ﴿ قَالَ نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ ﴾ [التحريم: 3]، فأخبرها أن الله هو الذي نبأه به.

والمتدبر في سؤال أم المؤمنين حفصة يلحظ عدة أمور منها:
• لم تتحرج أن تسأل الرسول صلى الله عليه وسلم، عمن أخبره الخبر.
• سعة صدر النبي صلى الله عليه وسلم، في سماعة لاستفسار زوجته.
• إجابة النبي صلى الله عليه وسلم؛ حتى لا تحمل في قلبها شيئًا من أم المؤمنين عائشة.

• جاء الخطاب لحفصة وعائشة، في قول الله تعالى: ﴿ إِنْ تَتُوبا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُما ﴾ على سبيل الالتفات من الغيبة إلى الخطاب؛ ليكون أبلغ في معاتبتهما وحملهما على التوبة مما بدر منهما.

• إفشاء السر ذنب ومعصية، وإيذاء وتهاون بحقوق الغير، يجب التوبة منه.

وجملة القول:
كان الرسول صلى الله عليه وسلم يحرص على إرضاء نسائه ويعدل ويساوي ويتلطف بهن، ويعفوا عنهن ويصبر عليهن، ويجبر خاطرهن بالأقوال والأفعال، ويبتعد عن كل ما يكدر عليهن صفو حياتهن.

ختامًا:
نسأل الله تعالى أن يجمعنا وإياكم، ومن تحبون في الفردوس الأعلى مع آبائنا، وأزواجنا، وذرّيّاتنا، إنه ولي ذلك والقادر عليه.

[1](فتواصيت) بالصاد المهملة قال بعضهم من المواصاة. قلت: ليس كذلك، بل من التواصي. انظر: عمدة القاري شرح صحيح البخاري (20/ 242)

[2] المغافير جمع مغفور، وهو صمغ حلو كالناطف، وله رائحة كريهة، ينفخه شجر يقال له: العرفط وهو بالحجاز، وهو نبات طيب الذوق إلا أنه إذا مضغ أبقى رائحة كريهة. انظر: إكمال المعلم بفوائد مسلم (5/ 27).

[3]صحيح البخاري (7/ 44)، صحيح مسلم (2/ 1100).

[4] إكمال المعلم بفوائد مسلم (5/ 28).

[5] صحيح البخاري (7/ 108)، صحيح مسلم (2/ 1101).

[6] إكمال المعلم بفوائد مسلم (5/ 28).

[7] صحيح البخاري (9/ 26) صحيح مسلم (2/ 1101).

[8] تفسير البحر المحيط - العلمية (8/ 286).





رد مع اقتباس