|
![]() |
|
#1
|
||||||||
|
||||||||
![]() حدثنا أبو كريب حدثنا رشدين بن سعد عن عمرو بن الحارث عن دراج عن أبي الهيثم عن أبي سعيد قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رأيتم الرجل يعتاد المسجد فاشهدوا له بالإيمان، قال الله تعالى إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر . رواه الترمذي وقال حسن غريب هل هذا الحديث صحيح وهل كل حديث حسنه الترمذي يكون صحيحا ؟ الجواب : هذا حديث ضعيف . ففي إسناده درّاج ، وهو يُضعّف في روايته عن أبي الهيثم قال ابن القيم في النونية عن حديث آخر : لكن دراجا أبا السمح الذي فيه يضعفه أولو الاتقان وليس كل ما حسّنه الترمذي حسناً ، وذلك لِعدّة اعتبارات : الأول : أن الحسن عند الترمذي ليس هو الحسن في اصطلاح المتأخّرين ، لأنه نصّ على أن الحديث الحسن عنده هو : [ أن لا يكون في إسناده مُتّهم بالكذب ، ولا يكون شاذاً ، ويُروى من غير وجه ] الثاني : اختلاف نُسخ الترمذي ، فإن بينها اختلافا كبيراً في تعليقات الترمذي ، ففي بعضها [ حسن ] وفي بعضها [ صحيح ] ويكون هذا من اختلاف النسخ أو من تصرّف النّسّاخ ونحو ذلك . الثالث : تساهل الترمذي في التصحيح . قال الإمام الذهبي في ترجمة كثير بن عبد الله الْمُزَنيّ : وأما الترمذي فروى من حديثه الصلح جائز بين المسلمين وصححه فلهذا لا يعتمد العلماء على تصحيح الترمذي . وأورَد حديثاً في ترجمة محمد بن الحسن الكوفي ثم قال : حَسّنه الترمذي فلم يُحْسِن وفي ترجمة يحيى بن يمان العجلي الكوفي أورد حديثا ثم قال : حَسّنه الترمذي مع ضعف ثلاثة فيه ، فلا يُغتَر بتحسين الترمذي ، فعند المحاققة غالبها ضعاف . اهـ . ويُلتمس العُذر للترمذي من وجوه : الوجه الأول : أن تحسين الترمذي قبل اشتهار الاصطلاح . الوجه الثاني : اختلاف نُسخ الترمذي ، فيكون تعليق الـتَّبِعة على غيره . الوجه الثالث : أنه لا يُحسِّن حديثا انفرد بروايته كذّاب أو وضّاع ، وإنما يُحسّن ما نزل عن حدّ الصِّحَّـة مما تتوافر فيه الشروط الثلاثة : أن لا يكون في إسناده مُتّهم بالكذب . ولا يكون شاذاً . ويُروى من غير وجه . فهذه الشروط قد تتوافر في حديث فيه ضعف مُحتَمل . قال ابن رجب الحنبلي في شرح علل الترمذي : واعلم أن الترمذي - رحمه الله - خَرّج في كتابه الحديث الصحيح ، والحديث الحسن وهو ما نزل عن درجة الصحيح وكان فيه بعض ضعف ، والحديث الغريب كما سيأتي ، والغرائب التي خَرّجها فيها بعض المناكير ولا سيما في كتاب الفضائل ، ولكنه يُبيّن ذلك غالباً ولا يَسْكُت عنه . ولا أعلمه خَرّج عن مُتّهم بالكذب مُتّفق على اتهامه حديثاً بإسناد منفرد ، إلا أنه قد يُخَرِّج حديثاً مروياً من (طرق) أو مختلفاً في إسناده وفي بعض طرقه مُتهم ، وعلى هذا الوجه خَرّج حديث محمد بن سعيد المصلوب ومحمد بن السائب الكلبي . نعم قد يُخرِّج عن سيىء الحفظ ، وعَمَّن غَلَبَ على حديثه الوهم ، ويُبيِّن ذلك غالباً ، ولا يَسْكُت عنه . والله تعالى أعلم . المجيب فضيلة الشيخ/عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
|
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|