|
![]() |
![]() |
#191 |
![]() ![]() ![]() |
![]() ![]() غَيري بِأَكثَرِ هَذا الناسِ يَنخَدِعُ إِن قاتَلوا جَبُنوا أَو حَدَّثوا شَجُعوا أَهلُ الحَفيظَةِ إِلّا أَن تُجَرِّبُهُم وَفي التَجارِبِ بَعدَ الغَيِّ ما يَزَعُ وَما الحَياةُ وَنَفسي بَعدَ ما عَلِمَت أَنَّ الحَياةَ كَما لا تَشتَهي طَبَعُ لَيسَ الجَمالُ لِوَجهٍ صَحَّ مارِنُهُ أَنفُ العَزيزِ بِقَطعِ العِزِّ يُجتَدَعُ أَأَطرَحُ المَجدَ عَن كِتفي وَأَطلُبُهُ وَأَترُكُ الغَيثَ في غِمدي وَأَنتَجِعُ وَالمَشرَفِيَّةُ لا زالَت مُشَرَّفَةً دَواءُ كُلِّ كَريمٍ أَوهِيَ الوَجَعُ وَفارِسُ الخَيلِ مَن خَفَّت فَوَقَّرَها في الدَربِ وَالدَمُ في أَعطافِها دَفعُ وَأَوحَدَتهُ وَما في قَلبِهِ قَلَقٌ وَأَغضَبَتهُ وَما في لَفظِهِ قَذَعُ بِالجَيشِ تَمتَنِعُ الساداتُ كُلُّهُمُ وَالجَيشُ بِاِبنِ أَبي الهَيجاءِ يَمتَنِعُ قادَ المَقانِبَ أَقصى شُربِها نَهَلٌ عَلى الشَكيمِ وَأَدنى سَيرِها سِرَعُ لا يَعتَقي بَلَدٌ مَسراهُ عَن بَلَدٍ كَالمَوتِ لَيسَ لَهُ رِيٌّ وَلا شِبَعُ حَتّى أَقامَ عَلى أَرباضِ خَرشَنَةٍ تَشقى بِهِ الرومُ وَالصُلبانُ وَالبِيَعُ لِلسَبيِ ما نَكَحوا وَالقَتلِ ما وَلَدوا وَالنَهبِ ما جَمَعوا وَالنارِ ما زَرَعوا مُخلىً لَهُ المَرجُ مَنصوباً بِصارِخَةٍ لَهُ المَنابِرُ مَشهوداً بِها الجُمَعُ يُطَمِّعُ الطَيرَ فيهِم طولُ أَكلِهِمُ حَتّى تَكادَ عَلى أَحيائِهِم تَقَعُ وَلَو رَآهُ حَوارِيّوهُمُ لَبَنوا عَلى مَحَبَّتِهِ الشَرعَ الَّذي شَرَعوا ذَمَّ الدُمُستُقُ عَينَيهِ وَقَد طَلَعَت سودُ الغَمامِ فَظَنّوا أَنَّها قَزَعُ فيها الكُماةُ الَّتي مَفطومُهُا رَجُلُ عَلى الجِيادِ الَّتي حَولِيُّها جَذَعُ تَذري اللُقانُ غُباراً في مَناخِرِها وَفي حَناجِرِها مِن آلِسٍ جُرَعُ كَأَنَّها تَتَلَقّاهُم لِتَسلُكَهُم فَالطَعنُ يَفتَحُ في الأَجوافِ ما تَسَعُ تَهدي نَواظِرَها وَالحَربُ مُظلِمَةٌ مِنَ الأَسِنَّةِ نارٌ وَالقَنا شَمَعُ دونَ السِهامِ وَدونَ القُرِّ طافِحَةً عَلى نُفوسِهِمِ المُقوَرَّةُ المُزُعُ إِذا دَعا العِلجُ عِلجاً حالَ بَينَهُما أَظمى تُفارِقُ مِنهُ أُختَها الضِلَعُ أَجَلُّ مِن وَلَدِ الفُقّاسِ مُنكَتِفٌ إِذ فاتَهُنَّ وَأَمضى مِنهُ مُنصَرِعُ وَما نَجا مِن شِفارِ البيضِ مُنفَلِتٌ نَجا وَمِنهُنَّ في أَحشائِهِ فَزَعُ يُباشِرُ الأَمنَ دَهراً وَهوَ مُختَبَلٌ وَيَشرَبُ الخَمرَ حَولاً وَهوَ مُمتَقَعُ كَم مِن حُشاشَةِ بِطريقٍ تَضَمَّنَها لِلباتِراتِ أَمينٌ مالَهُ وَرَعُ يُقاتِلُ الخَطوَ عَنهُ حينَ يَطلُبُهُ وَيَطرُدُ النَومَ عَنهُ حينَ يَضطَجِعُ تَغدو المَنايا فَلا تَنفَكُّ واقِفَةً حَتّى يَقولَ لَها عودي فَتَندَفِعُ قُل لِلدُمُستُقِ إِنَّ المُسلَمينَ لَكُم خانوا الأَميرَ فَجازاهُم بِما صَنَعوا وَجَدتُموهُم نِياماً في دِمائِكُمُ كَأَنَّ قَتلاكُمُ إِيّاهُمُ فَجَعوا ضَعفى تَعِفُّ الأَيادي عَن مِثالِهِمِ مِنَ الأَعادي وَإِن هَمّوا بِهِم نَزَعوا لا تَحسَبوا مَن أَسَرتُم كانَ ذا رَمَقٍ فَلَيسَ يَأكُلُ إِلّا المَيِّتَ الضَبُعُ هَلّا عَلى عَقَبِ الوادي وَقَد صَعِدَت أُسدٌ تَمُرُّ فُرادى لَيسَ تَجتَمِعُ تَشُقُّكُم بِفَتاها كُلُّ سَلهَبَةٍ وَالضَربُ يَأخُذُ مِنكُم فَوقَ ما يَدَعُ وَإِنَّما عَرَّضَ اللَهُ الجُنودَ بِكُم لِكَي يَكونوا بِلا فَسلٍ إِذا رَجَعوا فَكُلُّ غَزوٍ إِلَيكُم بَعدَ ذا فَلَهُ وَكُلُّ غازٍ لِسَيفِ الدَولَةِ التَبَعُ يَمشي الكِرامُ عَلى آثارِ غَيرِهِمِ وَأَنتَ تَخلُقُ ما تَأتي وَتَبتَدِعُ وَهَل يَشينُكَ وَقتٌ كُنتَ فارِسَهُ وَكانَ غَيرَكَ فيهِ العاجِزُ الضَرَعُ مَن كانَ فَوقَ مَحَلِّ الشَمسِ مَوضِعَهُ فَلَيسَ يَرفَعُهُ شَيءٌ وَلا يَضَعُ لَم يُسلِمِ الكَرُّ في الأَعقابِ مُهجَتَهُ إِن كانَ أَسلَمَها الأَصحابُ وَالشِيَعُ لَيتَ المُلوكَ عَلى الأَقدارِ مُعطِيَةٌ فَلَم يَكُن لِدَنيءٍ عِندَها طَمَعُ رَضيتُ مِنهُم بِأَن زُرتَ الوَغى فَرَأوا وَأَن قَرَعتَ حَبيكَ البيضِ فَاِستَمِعوا لَقَد أَباحَكَ غِشّاً في مُعامَلَةٍ مَن كُنتَ مِنهُ بِغَيرِ الصِدقِ تَنتَفِعُ الدَهرُ مُعتَذِرٌ وَالسَيفُ مُنتَظِرٌ وَأَرضُهُم لَكَ مُصطافٌ وَمُرتَبَعُ وَما الجِبالُ لِنَصرانٍ بِحامِيَةٍ وَلَو تَنَصَّرَ فيها الأَعصَمُ الصَدَعُ وَما حَمِدتُكَ في هَولٍ ثَبَتَّ لَهُ حَتّى بَلَوتُكَ وَالأَبطالُ تَمتَصِعُ فَقَد يُظَنُّ شُجاعاً مَن بِهِ خَرَقٌ وَقَد يُظَنُّ جَباناً مَن بِهِ زَمَعُ إِنَّ السِلاحَ جَميعُ الناسِ تَحمِلُهُ وَلَيسَ كُلُّ ذَواتِ المِخلَبِ السَبُعُ |
![]() ![]() |
![]() |
#192 |
![]() ![]() ![]() |
![]() ![]() لا عَدِمَ المُشَيِّعَ المُشَيَّعُ لَيتَ الرِياحَ صَنَّعٌ ما تَصنَعُ بَكَرنَ ضَرّا وَبَكَرتَ تَنفَعُ وَسَجسَجٌ أَنتَ وَهُنَّ زَعزَعُ وَواحِدٌ أَنتَ وَهُنَّ أَربَعُ وَأَنتَ نَبعٌ وَالمُلوكُ خِروَعُ |
![]() ![]() |
![]() |
#193 |
![]() ![]() ![]() |
![]() ![]() مَضى اللَيلُ وَالفَضلُ الَّذي لَكَ لا يَمضي وَرُؤياكَ أَحلى في العُيونِ مِنَ الغُمضِ عَلى أَنَّني طُوِّقتُ مِنكَ بِنِعمَةٍ شَهيدٌ بِها بَعضي لِغَيري عَلى بَعضي سَلامُ الَّذي فَوقَ السَمَواتِ عَرشُهُ تُخَصُّ بِهِ يا خَيرَ ماشٍ عَلى الأَرضِ |
![]() ![]() |
![]() |
#194 |
![]() ![]() ![]() |
![]() ![]() إِذا اِعتَلَّ سَيفُ الدَولَةِ اِعتَلَّتِ الأَرضُ وَمَن فَوقَها وَالبَأسُ وَالكَرَمُ المَحضُ وَكَيفَ اِنتِفاعي بِالرُقادِ وَإِنَّما بِعِلَّتِهِ يَعتَلُّ في الأَعيُنِ الغُمضُ شَفاكَ الَّذي يَشفي بِجودِكَ خَلقَهُ لِأَنَّكَ بَحرٌ كُلُّ بَحرٍ لَهُ بَعضُ |
![]() ![]() |
![]() |
#195 |
![]() ![]() ![]() |
![]() ![]() فَعَلَت بِنا فِعلَ السَماءِ بِأَرضِهِ خِلَعُ الأَميرِ وَحَقَّهُ لَم نَقضِهِ فَكَأَنَّ صِحَّةَ نَسجِها مِن لَفظِهِ وَكَأَنَّ حُسنَ نَقائِها مِن عِرضِهِ وَإِذا وَكَلتَ إِلى كَريمٍ رَأيَهُ في الجودِ بانَ مَذيقُهُ مِن مَحضِهِ |
![]() ![]() |
![]() |
#196 |
![]() ![]() ![]() |
![]() ![]() مَبيتي مِن دِمَشقَ عَلى فِراشِ حَشاهُ لي بِحَرِّ حَشايَ حاشِ لَقى لَيلٍ كَعَينِ الظَبيِ لَوناً وَهَمٍّ كَالحُمَيّا في المُشاشِ وَشَوقٍ كَالتَوَقُّدِ في فُؤادِ كَجَمرٍ في جَوانِحَ كَالمِحاشِ سَقى الدَمُ كُلَّ نَصلٍ غَيرِ نابٍ وَرَوّى كُلَّ رُمحٍ غَيرِ راشِ فَإِنَّ الفارِسَ المَنعوتَ خَفَّت لِمُنصِلِهِ الفَوارِسُ كَالرِياشِ فَقَد أَضحى أَبا الغَمَراتِ يُكنى كَأَنَّ أَبا العَشائِرِ غَيرُ فاشِ وَقَد نُسِيَ الحُسَينُ بِما يُسَمّى رَدى الأَبطالِ أَو غَيثَ العِطاشِ لَقوهُ حاسِراً في دِرعِ صَربٍ دَقيقِ النَسجِ مُلتَهِبِ الحَواشي كَأَنَّ عَلى الجَماجِمِ مِنهُ ناراً وَأَيدي القَومِ أَجنِحَةُ الفَراشِ كَأَنَّ جَوارِيَ المُهَجاتِ ماءٌ يُعاوِدُها المُهَنَّدُ مِن عُطاشِ فَوَلَّوا بَينَ ذي روحٍ مُفاتٍ وَذي رَمَقٍ وَذي عَقلٍ مُطاشِ وَمُنعَفِرٍ لِنَصلِ السَيفِ فيهِ تَواري الضَبِّ خافَ مِنِ اِحتِراشِ يُدَمّي بَعضُ أَيدي الخَيلِ بَعضاً وَما بِعُجايَةٍ أَثَرُ اِرتِهاشِ وَرائِعُها وَحيدٌ لَم يَرُعهُ تَباعُدُ جَيشِهِ وَالمُستَجاشِ كَأَنَّ تَلَوِّيَ النُشّابِ فيهِ تَلَوّي الخوصِ في سَعَفِ العِشاشِ وَنَهبُ نُفوسِ أَهلِ النَهبِ أَولى بِأَهلِ المَحدِ مِن نَهبِ القُماشِ تُشارِكُ في النَدامِ إِذا نَزَلنا بِطانٌ لا تُشارِكُ في الجِحاشِ وَمِن قَبلِ النِطاحِ وَقَبلَ ياني تَبينُ لَكَ النِعاجُ مِنَ الكِباشِ فَيا بَحرَ البُحورِ وَلا أُوَرّي وَيا مَلِكَ المُلوكِ وَلا أَحاشي كَأَنَّكَ ناظِرٌ في كُلِّ قَلبٍ فَما يَخفى عَلَيكَ مَحَلُّ غاشِ أَأَصبِرُ عَنكَ لَم تَبخَل بِشَيءٍ وَلَم تَقبَل عَلَيَّ كَلامَ واشِ وَكَيفَ وَأَنتَ في الرُؤَساءِ عِندي عَتيقُ الطَيرِ ما بَينَ الخِشاشِ فَما خاشيكَ لِلتَكذيبِ راجٍ وَلا راجيكَ لِلتَخيّبِ خاشي تُطاعِنُ كُلُّ خَيلٍ كُنتَ فيها وَلَو كانوا النَبيطَ عَلى الجِحاشِ أَرى الناسَ الظَلامَ وَأَنتَ نورٌ وَإِنّي مِنهُمُ لَإِلَيكَ عاشِ بُليتُ بِهِم بَلاءَ الوَردِ يَلقى أُنوفاً هُنَّ أَولى بِالخِشاشِ عَلَيكَ إِذا هُزِلتَ مَعَ اللَيالي وَحَولَكَ حينَ تَسمَنُ في هِراشِ أَتى خَبَرُ الأَميرِ فَقيلَ كَرّوا فَقُلتُ نَعَم وَلَو لَحِقوا بِشاشِ يَقودُهُمُ إِلى الهَيجا لَجوجٌ يُسِنُّ قِتالُهُ وَالكَرُّ ناشي وَأَسرِجَتِ الكُمَيتُ فَناقَلَت بي عَلى إِعقاقِها وَعَلى غِشاشي مِنَ المُتَمَرِّداتِ تُذَبُّ عَنها بِرُمحي كُلُّ طائِرَةِ الرَشاشِ وَلَو عُقِرَت لَبَلَّغَني إِلَيهِ حَديثٌ عَنهُ يَحمِلُ كُلَّ ماشِ إِذا ذُكِرَت مَواقِفُهُ لِحافٍ وَشيكَ فَما يُنَكِّسُ لِاِنتِقاشِ تُزيلُ مَخافَةَ المَصبورِ عَنهُ وَتُلهي ذا الفِياشِ عَنِ الفِياشِ وَما وُجِدَ اِشتِياقٌ كَاِشتِياقي وَلا عُرِفَ اِنكِماشٌ كَاِنكِماشي فَسِرتُ إِلَيكَ في طَلَبِ المَعالي وَسارَ سِوايَ في طَلَبِ المَعاشِ |
![]() ![]() |
![]() |
#197 |
![]() ![]() ![]() |
![]() ![]() أَحَبُّ اِمرِئٍ حَبَّتِ الأَنفُسُ وَأَطيَبُ ما شَمَّهُ مَعطِسُ وَنَشرٌ مِنَ النَدِّ لَكِنَّما مَجامِرُهُ الآسُ وَالنَرجِسُ وَلَسنا نَرى لَهَباً هاجَهُ فَهَل هاجَهُ عِزُّكَ الأَقعَسُ وَإِنَّ الفِئامَ الَّتي حَولَهُ لَتَحسُدُ أَرجُلَها الأَرؤسُ |
![]() ![]() |
![]() |
#198 |
![]() ![]() ![]() |
![]() ![]() أَنوَكُ مِن عَبدٍ وَمِن عِرسِهِ مَن حَكَّمَ العَبدَ عَلى نَفسِهِ وَإِنَّما يُظهِرُ تَحكيمُهُ تَحَكُّمَ الإِفسادِ في حِسِّهِ ما مَن يَرى أَنَّكَ في وَعدِهِ كَمَن يَرى أَنَّكَ في حَبسِهِ العَبدُ لا تَفضُلُ أَخلاقُهُ عَن فَرجِهِ المُنِتنِ أَو ضِرسِهِ لا يُنجِزُ الميعادَ في يَومِهِ وَلا يَعي ما قالَ في أَمسِهِ وَإِنَّما تَحتالُ في جَذبِهِ كَأَنَّكَ المَلّاحُ في قَلسِهِ فَلا تُرَجِّ الخَيرَ عِندَ اِمرِئٍ مَرَّت يَدُ النَخّاسِ في رَأسِهِ وَإِن عَراكَ الشَكُّ في نَفسِهِ بِحالِهِ فَاِنظُر إِلى جِنسِهِ فَقَلَّما يَلؤُمُ في ثَوبِهِ إِلّا الَّذي يَلؤُمُ في غِرسِهِ مَن وَجَدَ المَذهَبَ عَن قَدرِهِ لَم يَجِدِ المَذهَبَ عَن قَنسِهِ |
![]() ![]() |
![]() |
#199 |
![]() ![]() ![]() |
![]() ![]() يَقِلُّ لَهُ القِيامُ عَلى الرُؤوسِ وَبَذلُ المُكرَماتِ مِنَ النُفوسِ إِذا خانَتهُ في يَومٍ ضَحوكٍ فَكَيفَ تَكونُ في يَومٍ عَبوسِ |
![]() ![]() |
![]() |
#200 |
![]() ![]() ![]() |
![]() ![]() هَذي بَرَزتِ لَنا فَهُجتِ رَسيسا ثُمَّ اِنثَنَيتِ وَما شَفَيتِ نَسيسا وَجَعَلتِ حَظّي مِنكِ حَظّي في الكَرى وَتَرَكتِني لِلفَرقَدَينِ جَليسا قَطَّعتِ ذَيّاكِ الخُمارَ بِسَكرَةٍ وَأَدَرتِ مِن خَمرِ الفِراقِ كُؤوسا إِن كُنتِ ظاعِنَةً فَإِنَّ مَدامِعي تَكفي مَزادَكُمُ وَتُروي العيسا حاشى لِمِثلِكِ أَن تَكونَ بَخيلَةً وَلِمِثلِ وَجهِكِ أَن يَكونَ عَبوسا وَلِمِثلِ وَصلِكِ أَن يَكونَ مُمَنَّعاً وَلِمِثلِ نَيلِكِ أَن يَكونَ خَسيسا خَودٌ جَنَت بَيني وَبَينَ عَواذِلي حَرباً وَغادَرَتِ الفُؤادَ وَطيسا بَيضاءُ يَمنَعُها تَكَلَّمَ دَلُّها تيهاً وَيَمنَعُها الحَياءُ تَميسا لَمّا وَجَدتُ دَواءَ دائي عِندَها هانَت عَلَيَّ صِفاتُ جالينوسا أَبقى زُرَيقٌ لِلثُغورِ مُحَمَّداً أَبقى نَفيسٌ لِلنَفيسِ نَفيساً إِن حَلَّ فارَقَتِ الخَزائِنُ مالَهُ أَو سارَ فارَقَتِ الجُسومُ الروسا مَلِكٌ إِذا عادَيتَ نَفسَكَ عادِهِ وَرَضيتَ أَو حَشَ ما كَرِهتَ أَنيسا الخائِضَ الغَمَراتِ غَيرَ مُدافِعٍ وَالشَمَّرِيَّ المِطعَنَ الدِعّيسا كَشَّفتُ جَمهَرَةَ العِبادِ فَلَم أَجِد إِلّا مَسوداً جَنبَهُ مَرؤوسا بَشَرٌ تَصَوَّرَ غايَةً في آيَةٍ تَنفي الظُنونَ وَتُفسِدُ التَقِيّسا وَبِهِ يُضَنُّ عَلى البَرِيَّةِ لا بِها وَعَلَيهِ مِنها لا عَلَيها يوسى لَو كانَ ذو القَرنَينِ أَعمَلَ رَأيَهُ لَمّا أَتى الظُلُماتِ صِرنَ شُموسا أَو كانَ صادَفَ رَأسَ عازَرَ سَيفُهُ في يَومِ مَعرَكَةٍ لَأَعيا عيسى أَو كانَ لُجُّ البَحرِ مِثلَ يَمينِهِ ما اِنشَقَّ حَتّى جازَ فيهِ موسى أَو كانَ لِلنيرانِ ضَوءُ جَبينِهِ عُبِدَت فَصارَ العالَمونَ مَجوسا لَمّا سَمِعتُ بِهِ سَمِعتُ بِواحِدٍ وَرَأَيتُهُ فَرَأَيتُ مِنهُ خَميسا وَلَحَظتُ أُنمُلَهُ فَسِلنَ مَواهِباً وَلَمَستُ مُنصُلَهُ فَسالَ نُفوسا يا مَن نَلوذُ مِنَ الزَمانِ بِظِلِّهِ أَبَداً وَنَطرُدُ بِاِسمِهِ إِبليسا صَدَقَ المُخَبِّرُ عَنكَ دونَكَ وَصفُهُ مَن بِالعِراقِ يَراكَ في طَرَسوسا بَلَدٌ أَقَمتَ بِهِ وَذِكرُكَ سائِرٌ يَشنا المَقيلَ وَيَكرَهُ التَعريسا فَإِذا طَلَبتَ فَريسَةً فارَقتَهُ وَإِذا خَدَرتَ تَخِذتَهُ عِرّيسا إِنّي نَثَرتُ عَلَيكَ دُرّاً فَاِنتَقِد كَثُرَ المُدَلِّسُ فَاِحذَرِ التَدليسا حَجَّبتُها عَن أَهلِ إِنطاكِيَّةٍ وَجَلَوتُها لَكَ فَاِجتَلَيتَ عَروسا خَيرُ الطُيورِ عَلى القُصورِ وَشَرُّها يَأوي الخَرابَ وَيَسكُنُ الناوّسا لَو جادَتِ الدُنيا فَدَتكَ بِأَهلِها أَو جاهَدَت كُتِبَت عَلَيكَ حَبيسا |
![]() ![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
![]() |
||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
أبو الطيب المتنبي | نبض القلوب | ۩۞۩{ سكون لـ الشخصيات والقبائل العربية والانساب }۩۞۩ | 19 | 12-26-2023 09:15 PM |
موسوعة شاملة لقصائد وأشعار نزار قباني.. | عطر الزنبق | ۩۞۩{ نزار قباني }۩۞۩.! | 465 | 09-29-2023 01:04 PM |
موسوعة قصائد وأشعار أبو العتاهية... | عطر الزنبق | ۩۞۩{دواووين شعراء الشعر الحديث والجاهلي }۩۞۩ | 79 | 07-21-2020 12:37 AM |
موسوعة شاملة لقصائد وأشعار أمير الشعراء أحمد شوقي.. | عطر الزنبق | ۩۞۩{دواووين شعراء الشعر الحديث والجاهلي }۩۞۩ | 558 | 07-18-2020 05:20 PM |
هذه مقتطفات من روائع الحكمة في شعر أبي الطيب المتنبي : | فادي | ۩۞۩{ الشعر والقصائد}۩۞۩ | 2 | 10-13-2012 08:30 AM |