احترس .. ردة فعلك قد تقتل أحياناً

بسم الله الرحمن الرحيم




لا شك ان كثير من علامات الاستفهام و التعجب تقف خلف كثير من قضايانا المعاصرة .
و علامات التعجب تكثر في كيفية تعاملنا مع المشاكل التي تواجهنا يوم بعد يوم




و لعلي لست بطبيب نفسي لاحلل اسباب ردات فعلنا "الغريبة"
التي ربما بعضهم اكتسبها من العرف و المجتمع
و ربما بسبب امراض متفشيه في عقولنا و ربما لفهمنا الخاطئ لـأبجديات الحياة و الانسانية


لست اليوم بصدد التعريف عن مشاكل تواجه مجتمعاتنا
و يتجه أغلب أفراد المجتمع دائما للطريق الأوعل في حل هذه المشاكل
التي ربما تكون صغيرة لكن ما ان يوكل بحلها احدهم حتى تتحول الى معضله ...


و لعل ابرز ما ينقص ثقافتنا هو "حل تلك المشاكل المتعلقه بالإناث" ..
في البداية دعوني اذكر لكم قصة قصيرة ....


انه كانت هنالك فتاه و كان احد شبان مدينتها يترصدها
حتى اوقع برقم هاتفها من احد صديقاتها و بدأ يتصل بها و يضايقها و يعاكسها
... و هي الا ان تأبى ان ترد على اي من تراهاته مجرد كنوع من الفضول
تريد ان تعرف الى اين يريد أن يصل برسائل الجوال التي ملأت هاتفها

ليأتي اخو هذه الأنثا في يوم من الايام
و يسمع احدهم يطلق شائعه بأن تلك افتاه على علاقه بذاك المعتوه الذي لم يكف عن ملاحقتها ..
(فنحن في مجتمع لا يرحم احيانا يكون الجاني و المجني عليه سواء خاصه في تلك القضايا المتعلقه بالإناث..)

نعود الى الاخ الذي يرجع الى البيت ليجد حقا ان هاتفها مليئ برسائل من ذاك المعتوه
ثم يتجه ليقتل اخته .. لما ؟ لانه صدق الشارع و لم يكلف نفسه و يتحرى
... في نظره هو غسل شرفه ... (ان عاد له شرف بعد اليوم )
و كل ما كان يدور في خاطره "ماذا سيقول عني الناس؟"
و لم يدرك للحظه انه أكد للناس أن اخته مخطئه فاجره

و طبعا هذا الفتى لم يخطئ في نظرة المجتمع ..
ولكن اتعلمون من الذي اخطأ تلك الزانيه الساقطه ...
و الكلام يتناقله الناس و في كل مرة بإمكانك ان تضيف كلمة الى الصفات التي نعتت بها تلك الفقيده

... اتعلمون في حقيقة الامر مالذي يحدث هنا ؟!
.. يفر الجاني .. و يحاسب المجني عليه بأقسى العقوبات
... انهاء الحياة بدون اي ذنب سوا " انها عاشت في مجتمع أقل ما يقال عنه (جاهلي)" ...

بعد ان كانت المشكله تحل بمجرد تحري اصبح لديهم زانية قتلت في المنزل
...... و قصفت المحصنه ,,,, لا بل قتلت .....
و شوهت سمعه المنزل بأكمله
فقط لأن الأخ أو الأب أو العم أو أياً يكن لم يعرف كيف يتعامل مع القضية
و حولها لمعضله


و هـنا يخطر في بالي الكثير من التساؤلات حتى لو كانت شكوكه حقيقه ...
هل يجعل فعله مباح .. سيأتي احدهم و يقول نعم .. لكن عفوا انت لست مخول بالعقاب
.. فالعقاب اتانا من سابع سماء .. نعم من سابع سماء و نص في القرآن عليه ..
100 جلده بعد تحري الدقه ..
و هنا نقع في مشكله اخرى تعالينا على ايات الله
و وضعنا أنفسنا في متاهات و طرق غريبه للتعامل مع
الكثير من المشاكل التي تواجهنا ..


ليس الصدد من ذكري لتلك القصه فقط الحديث عن جرائم الشرف التي تفشت بحق
و ان لم تسمع عنها في مجتمعك فقط لا يعني انها ليست موجوده

فتقريبا في كل مدينة "عربية" حتما هنالك قضية أو اثنين تقع سنوياً

و دائما ما يكون الحل بالنسبة لأبناء جنسي "الذكور" انهاء حياة الانسان الضعيف


أكثر من شيئ اريد ان أقوله و أتكلم عنه
في قصتي هنا انما ذكرتها لمجرد مثال لطريقة خاطئه للتعامل مع المشاكل
ولكن هناك الكثير و الكثير من المشاكل التي لا نجيد التعامل معها لربما لو احصيتها لا يسعني كتب و مجلدات

أبسط ما يقال تعاملنا مع العاصي ,, دائما ما يجبره على ان يلج أكثر و أكثر في معصيته
تعاملنا مع المجرم بدون انسانيه و كأنما نقتل فيه حس انه انسان فيزداد جرماً على جرم
تعاملنا مع المبدعين و تهميشهم
تعاملنا مع المدمنين و تجريدهم من الانسانية
تعامل رجالنا مع ابسط المشاكل الاسريه
تعاملنا مع اخواتنا
تعاملنا مع المخطئ !

مخرج :

ربما لن أكون بذاك المؤثر في المجتمع فصوت مكبر صوتي لن يتجاوز العشرات و ربما المئات
لكن هي مجرد فكرة و مدخل اطرحه ها هنا و حقا يستحق الوقوف عليه
راجع نفسك و قف قليلا قبل أن تبدأ في حل أي مشكلة تواجهك
و تذكر دائما قول الأمين صلى الله عليه و سلم
"
لَيْسَ الشَّدِيدُ بِالصُّرَعَةِ إِنَّمَا الشَّدِيدُ الَّذِى يَمْلِكُ نَفْسَهُ عِنْدَ الْغَضَبِ