أسعد الناس في الدنيا من كان على منهج الله عز وجل
يا داود: بشر أوليائي وأحبائي بأن كل ساعة أريهم كرامتي، يا داود وعزتي و جلالي لأقعدنهم في الفردوس، ولأمكننهم من رؤيتي، أي أكبر عقاب يعاقب به الكفار يوم القيامة أنهم عن ربهم محجوبون، كلا إنهم يومئذ عن ربهم لمحجوبون.
وعزتي و جلالي لأقعدنهم في الفردوس، ولأمكننهم من رؤيتي حتى أرضى عنهم ويرضوا عني.
يجب أيها الأخ الكريم أن تعتقد أنه ما من فوز على وجه الأرض.. ما من فلاح.. ما من توفيق.. ما من نجاح.. ما من سعادة إلا أن يرضى الله عنك، فإذا كنت على منهج الله وفي طاعة الله فأنت أسعد الناس في الدنيا.
يا داود: أخبر أهل الأرض بأني حبيب لمن أحبني، إن تابوا فأنا حبيبهم، من أحبنا أحببناه، ومن طلب منا أعطيناه، ومن اكتفى بنا عما لنا كنا له وما لنا.
يا داود: أخبر أهل الأرض بأني حبيب لمن أحبني، وجليس لمن جالسني، ورد في بعض الأحاديث: " أتحب أن أكون جليسك ؟ فقال سيدنا موسى: كيف هذا يا رب ؟ قال: أما علمت أنني جليس من ذكرني، وحيثما التمسني عبدي وجدني" إذا أردت أن تحدث ربك فادعه، وإذا أردت أن يحدثك الله عز وجل فاقرأ القرآن.
يا داود: أخبر أهل الأرض بأني حبيب لمن أحبني، وجليس لمن جالسني، ومؤنس لمن أنس بي، هل يأنس قلبك بذكر الله أم بذكر الناس؟ هل يضيق صدرك إذا غاب عنك الناس أو جلست في البيت وحيداً؟ هل تضجر أم تأنس بالله؟ هل تأنس في بيوت الله؟
يا داود: أخبر أهل الأرض بأني حبيب لمن أحبني، وجليس لمن جالسني، ومؤنس لمن أنس بي، وصاحب لمن صاحبني- اتخذ الله صاحباً ودع الخلق جانباً- ومطيع لمن أطاعني، ومختار لمن اختارني، أردته فأرادك، أحببته فأحبك، أنست به فأنسك. وقل لعبادي هلموا لمصاحبتي ومؤانستي، وسارعوا إلى محبتي وقربي، أبوابه مفتحة، رحمته قريبة من كل محسن، توبته جاهزة لكل تائب، توفيقه حاصل لكل طالب، هداه مبذول لكل مريد.
يا داود: لقد طال شوق الأبرار إلى لقائي، وأنا إليهم أشد شوقاً، ألا من طلبني وجدني، ومن طلب غيري لم يجدني، إذا الإنسان أراد بالصلاة غير الله لا يرى فيها شيئاً، إذا أراد بالحج السمعة والتجارة يذهب ويعود ولا يشعر بشيء، أي شيء تريده لغير الله لا ترى الله فيه.