الوفاء.. والجفاء.

الوفاء والجفاء.

بين الوفاء والجفاء مراحل وقد تكون مرحلة
قد يستمر الوفاء مئات الشهور وينقلب لجفاء
وقد يتحول الوفاء ... إلى عداء وهو اكبر من الجفاء
النفوس لا تنسى بسهولة ، حتى وإن طابت الجراح وشفيت إلا أن الآثار تبقى كعلامة فارقة داخل النفس وخارجها.
والوفاء والجفاء داخل مضغة تتغير وتتبدل
ويا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك.
البعد وطول المسافات وتباعد الأزمان مما يسبب الجفاء ، ويصبح الوفاء مجرد ذكريات
(( والبعيد عن العين بعيد عن القلب ))
بعض الناس لا يستطيع أن يعيش بعيدا عن الأضواء ولو كانت أضواء مزيفة ، لا حقيقة فيها
فتجده يلجأ لكل ما من شأنه أن يبقيه داخل دائرة الضوء ولو أعاد فتح صناديقه القديمة التي أكلها الثرى ولو أعاد تكرار نفسه عشرات الآلاف من المرات.
المهم أن يبقى ولو كان خيالا فقط حتى لو استدعى ذلك أن يعد من واحد إلى عشرة لمليون مرة، والعجيب أنه يعتقد أن ذلك يكشف له سترا من الغيب ويفتح له آفاقا من المعرفة .
الزيف موجود وأسوأ الزيف زيف المشاعر ، وأسوأ العذاب عذاب النفس .
المصالح قد تجمع بين الناس ، وقد تفرق.
تلك المصالح قد تقرب البعيد ، وتبعد القريب ، لكن في عالم المصالح الغبي وحده من يربط ذلك بالمشاعر والأحاسيس.
فمن ربط مصالحه بمشاعره ضاعت مصالحه وضاعت مشاعره.
من الزيف أن نعيش في الحاضر ونحن نعاني من تبعات الماضي ؟؟
من الزيف أن ندعي الصبر والجلد ونحن نشكو لكل للجميع الغريب والغريب والغريب من جور الأيام وفعل السنين ؟؟
الزيف المخلوط بالوهم، هو ما يجعل الوضيع رفيعا ، وهو ما يجعل الساقطة ذات شرف
وهو ما يجعل الجاهل عالما والسفيه حليما.
بهذا الزيف تنقلب المفاهيم وتتغير الحقائق وتسمى الأمور بغير أسمها
فالزيف يجعل الكذب ، مراوغة وبصيرة ،والزيف يجعل الهروب وعدم المواجهة عزة نفس وأنفه ، والزيف يجعل الأرنب أسدا.
الزيف هو ما يجعل ذات الخمسين تظن أنها ما زالت بنت العشرين، وأنها فاتنة القلوب وساحرة الدروب ، لا هوى إلا هواها ولا ريح إلا شذاها ، وهي لا تعلم أنها أصبحت في أقصى الخانات ، لا يعتد بها ولا يسمع لقولها ، والجميع ينتظر أن تطويها الأيام .
هــل بالطلــول لــسائــل ٍ ردّ .... أم هـــل لهـــا بـتكـلّـم ٍ عـهـدُ
دَرَس الجديدُ جديدُ معهدها.... فــكأنمـــا هــي ريطــة جردُ
عدم الفهم مصيبة لدى البضع ، تؤدي به إلى الخروج عن النص ، وتفضح الزيف الذي يعيشه.

دمتم بخير