ننتظر تسجيلك هـنـا


{ اعلانات سكون القمر ) ~
  <
 


۩۞۩{ الشريعة الإسلامية والحياة }۩۞۩ |!.. غيمة الرُوُح ْ فِي رِِحَابِ الإيمَانْ " مَذْهَبْ أهْلُ السُنَةِ وَالجَمَاعَة ",,


أثر الباطن في الظاهر.

|!.. غيمة الرُوُح ْ فِي رِِحَابِ الإيمَانْ " مَذْهَبْ أهْلُ السُنَةِ وَالجَمَاعَة ",,


 
#1  
قديم 01-15-2023, 11:40 PM
عطر الزنبق غير متواجد حالياً
Morocco     Female
Awards Showcase
لوني المفضل White
 رقم العضوية : 1482
 تاريخ التسجيل : 27-05-2018
 فترة الأقامة : 2525 يوم
 أخر زيارة : اليوم (01:08 PM)
 العمر : 29
 المشاركات : 111,407 [ + ]
 التقييم : 40306
 معدل التقييم : عطر الزنبق تم تعطيل التقييم
بيانات اضافيه [ + ]

Awards Showcase

افتراضي أثر الباطن في الظاهر.



أثر الباطن في الظاهر.


أ. صالح بن أحمد الشامي.

إذا كان الباطن هو المقدم، فإن آثاره تبدو واضحة على الظاهر سواء أكان ذلك في حالة الإيجاب أم في حالة السلب، وبتعبير آخر: سواء أكان ذلك في حالة الجمال أم في حالة القبح.
قال ابن القيم:
«والجمال الباطن يزين الصورة الظاهرة وإن لم تك ذات جمال، فتكسو صاحبها من الجمال والمهابة والحلاوة بحسب ما اكتست روحه من تلك الصفات، فإن المؤمن يعطى مهابة وحلاوة بحسب إيمانه، فمن رآه هابه، ومن خالطه أحبه، وهذا أمر مشهود بالعيان، فإنك ترى الرجل الصالح المحسن ذا الأخلاق الجميلة من أحلى الناس صورة وإن كان أسود أو غير جميل، ولا سيما إذا رزق حظاً من صلاة الليل، فإنها تنور الوجه وتحسنه»[1].
ثم يؤكد قوة أثر الباطن بقوله:
«.. فحسن الباطن يعلو قبح الظاهر ويستره، وقبح الباطن يعلو جمال الظاهر ويستره»[2].
وإذا كان ابن القيم قد وضح لنا الأثر في الجانب الإيجابي، فإن الغزالي يوضح لنا هذا الأثر في جانبه السلبي، وذلك عندما تحدث عن الكبر.
قال الغزالي:
«الكبر خلق باطن، وأما ما يظهر من الأخلاق والأفعال فهي ثمرة ونتيجة..».
ثم يوضح ذلك فيقول:
«اعلم أن التكبر يظهر في شمائل الرجل، كصعر في وجهه، ونظره شزراً، وإطراقة رأسه، وجلوسه متربعاً أو متكئاً، وفي أقواله حتى في صوته ونغمته وصيغته في الإيراد، ويظهر في مشيته وتبختره، وقيامه وجلوسه، وحركاته وسكناته، وفي تعاطيه لأفعاله، وفي سائر تقلباته في أحواله وأقواله وأعماله»[3].
ويتبين مما سبق أن أثر الباطن كبير، بحيث لا يستطيع الظاهر أن ينفك عنه، ولهذا اتجه النظام الخلقي الإسلامي إلى التعامل معه لأنه هو الأصل.
وإذا كان الأثر بهذا الحجم، فإن المسلم مدعو للتخلق بالأخلاق الفاضلة، والابتعاد عن الأخلاق السيئة، حتى يجمل باطنه فينعكس ذلك على ظاهره، وقد كان الإسلام دعاه إلى تجميل ظاهره - كما سبق - وبهذا تلتقي تعاليم الإسلام لتوصل الإنسان إلى الصورة الجميلة، حساً ومعنى.
وإذن، فعندما يجمل الباطن، فإنه يفيض من حسنه على الظاهر، وهذا أمر يحدث تلقائياً، يحس به كل الذين يتعاملون مع الإنسان، وكذلك عندما يقبح الباطن، فإنه يلقي بظلاله على الظاهر.. فيعطي تلك الصورة البشعة التي يستشعرها المتعاملون معه.
تلك هي الحقيقة الواقعة.
وهذا لا يعني، أبداً، أن نعطي لأنفسنا الحق في تفسير بعض المظاهر والحكم على الباطن الذي وراءها، فكثير من المظاهر يكون نتيجة لأكثر من حالة باطنة، فإلزام ظاهر ما، أن يكون ناتجاً عن باطن معين قد يكون فيه خطأ كبير.
والمثال الذي نوضح به ذلك: ما رواه عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال حبة من كبر. فقال رجل: إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسناً، ونعله حسنة قال: إن الله جميل يحب الجمال، الكبر بطر الحق وغمط الناس»[4].
إن الرجل الذي سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن حسن الثوب والنعل، ما كان يظن إلا أن ذلك من الكبر، حتى بين له النبي الكريم هذا المعنى الدقيق.
فالكبر خلق باطن قد ينتج عنه عناية معينة باللباس، ولكن ليست العناية باللباس نتيجة حتمية لكبر.
ولا ينبغي لنا - أيضاً - أن نحول بعض المعاني القلبية إلى مظاهر حسية، فذلك خطأ كبير. ربما أدخل صاحبه في باب الرياء.
فقد روي أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه رأى رجلاً يطأطئ رقبته، فقال: يا صاحب الرقبة ارفع رقبتك، ليس الخشوع في الرقاب، إنما الخشوع في القلوب[5].
وجاء في تفسير القرطبي:
دخل أبو محمد - ابن أخي معروف الكرخي - على أبي الحسن بن يسار وعلى أبي محمد جبة صوف، فقال له أبو الحسن: يا أبا محمد، صوفت قلبك أو جسمك؟ صوف قلبك والبس الفوهي على الفوهي. «والفوهي: ضرب من الثياب»[6].
إن أعمال القلوب لا ينبغي أن تحول إلى عمل حسي، لأن ذلك يعني لفت النظر إلى العمل.. وهنا تدخل شبهة الرياء.
تلك جوانب كان لا بد من الإشارة إليها، حتى لا تختلط المعاني ويشتبه علينا الأمر.
[1] روضة المحبين لابن القيم ص 231 طبعة دار الكتاب العربي.
[2] المصدر السابق ص 232.
[3] إحياء علوم الدين 3/353 و 354.
[4] رواه أبو داود ومسلم، والترمذي. جامع الأصول 10/614.
[5] إحياء علوم الدين 3/ 296.
[6] في تفسير الآية 32 من سورة الأعراف 7/ 196.




رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:29 PM

أقسام المنتدى

۩۞۩{ نفحات سكون القمر الإسلامية }۩۞۩ @ ۩۞۩{ الشريعة الإسلامية والحياة }۩۞۩ @ ۩۞۩{ أرصفة عامة}۩۞۩ @ ۩۞۩{ سكون للنقاش والحوار الجاد }۩۞۩ @ ۩۞۩{ مرافئ الترحيب والإستقبال }۩۞۩ @ ۩۞۩{ سعادة الأسرة بــ سكون القمر }۩۞۩ @ ۩۞۩{ لأنني أنثى نقية }۩۞۩ @ ۩۞۩{ سكون لـ النكهات المطبخية وفن الوصفات}۩۞۩ @ ۩۞۩{ آفاق إجتماعية في حياة الطفل }۩۞۩ @ ۩۞۩{ الطب والحياة }۩۞۩ @ ۩۞۩{ جنة الأزواج }۩۞۩ @ ۩۞۩{ سكون لـ الديكور والأثاث المنزلي }۩۞۩ @ ۩۞۩{ متنفسات شبابية في رحاب سكون القمر }۩۞۩ @ ۩۞۩{ لأنني رجل بـ كاريزما }۩۞۩ @ ۩۞۩{ سكون صدى الملاعب }۩۞۩ @ ۩۞۩{ عالم الإبداع والتكنولوجيا }۩۞۩ @ ۩۞۩{ سكون لـ الكمبيوتر والبرامج }۩۞۩ @ ღ مـنـتـدى البـرامــج ღ @ ღ منتدى التصاميم والجرافكس والرسم ღ @ ۩۞۩{ مرافي التبريكات والتهاني }۩۞۩ @ ۩۞۩{ شرفات من ضوء لـ سكون القمر }۩۞۩ @ ۩۞۩{ سكون لـ الصور والغرائب }۩۞۩ @ ღ سكون قسم الألعاب والتسلية والمرح ღ @ ღ المواضيع المكررة والمحذوفه والمقفله ღ @ ۩۞۩{ محكمة سكون القمر الإدارية }۩۞۩ @ ۩۞۩{ قسم الإدارة }۩۞۩ @ ۩۞۩{ رطب مسمعك ومتع عينيك }۩۞۩ @ ۩۞۩{ القسم السري }۩۞۩ @ ۩۞۩{ سكون لـ الفعاليات والمسابقات }۩۞۩ @ ۩۞۩{ سكون لـ السياحة والسفر }۩۞۩ @ ۩۞۩{ سكون لـ الأخبار المحلية والعالمية }۩۞۩ @ ۩۞۩{سكون اليوتيوب YouTube }۩۞۩ @ ۩۞۩{ تاجك يا عروس شكل تاني }۩۞۩ @ الآطباق الرئسية والمعجنات والصائر @ أزياء ألاطفال @ ۩۞۩{ ملتقى الأرواح في سماء سكون القمر}۩۞۩ @ ۩۞۩{ سكون لـ شؤون إدآرية }۩۞۩ @ ۩۞۩{ سكون لـ الرسول والصحابة الكرام }۩۞۩ @ ۩۞۩{ منتدى المنوعات }۩۞۩ @ ۩۞۩{ سكون لـ الشخصيات والقبائل العربية والانساب }۩۞۩ @ البرامج وملحقات الفوتوشوب @ ۩۞۩{قسم التعازي والمواساه والدعاء للمرضى }۩۞۩ @ ۩۞۩{سكون لـ تطوير الذات وعلم النفس }۩۞۩ @ ღ خاص بالزوار ღ @ ۩۞۩{ سكون خاص لعدسة الأعضاء }۩۞۩ @ ۩۞۩{ فصول من قناديل سكون القمر }۩۞۩ @ منتدى كلمات الاغاني @ خدمة الاعضاء وتغيير النكات والاقتراحات والشكاوي @ ۩۞۩{ الهطول المميز بقلم العضو}۩۞۩ @ ۩۞۩{ سكون لاعجاز وعلوم وتفسير القرآن الكريم}۩۞۩ @ ۩۞۩{ ساحة النون الحصرية }۩۞۩ @ ۩۞۩{ القصيد الحصري بقلم العضو }۩۞۩ @ ۩۞۩{ المقالات الحصرية بقلم العضو }۩۞۩ @ ۩۞۩{القصص الحصرية}۩۞۩ @ ۩۞۩{ متحف سكون ( لا للردود هنا) }۩۞۩ @ ۩۞۩{ دواوين الأعضاء الأدبية }۩۞۩ @ ۩۞۩{ منوعات أدبية}۩۞۩ @ ۩۞۩{ماسبق نشره بقلم الأعضاء }۩۞۩ @ ۩۞۩{الخواطر وعذب الكلام }۩۞۩ @ ۩۞۩{ الشعر والقصائد}۩۞۩ @ ۩۞۩{عالم القصة والرواية }۩۞۩ @ ۩۞۩{ المقالات الأدبية}۩۞۩ @ ۩۞۩{فنجان قهوة سكون }۩۞۩ @ ۩۞۩{ مدونات الأعضاء المميزة }۩۞۩ @ ۩۞۩{ تقنية المواضيع }۩۞۩.! @ ۩۞۩{ نزار قباني }۩۞۩.! @ ۩۞۩{الشلات والقصائد الصوتية }۩۞۩ @ ۩۞۩{ركن الكاتبة شايان}۩۞۩ @ ۩۞۩{ ركن الكاتبة منى بلال }۩۞۩ @ ۩۞۩{ ركن الكاتبة أنثى برائحة الورد }۩۞۩ @ ۩۞۩{ الردود المميزة }۩۞۩ @ ۩۞۩{في ضيافتي }۩۞۩ @ ۩۞۩{كرسي الاعتراف }۩۞۩ @ ۩۞۩{ ركن الادبية عطاف المالكي شمس }۩۞۩ @ ۩۞۩{ سكون لــ الفتاوى والشبهات }۩۞۩ @ ۩۞۩{حصريات مطبخ الأعضاء }۩۞۩ @ قسم النكت @ ۩۞۩{ المجلس الإداري }۩۞۩ @ ۩۞۩{ركن الاديب نهيان }۩۞۩ @ ۩۞۩{سكون لـ الطب والحياه }۩۞۩ @ ۩۞۩{ القسم الترفيهي}۩۞۩ @ ۩۞۩{ مدونات خاصة }۩۞۩ @ ۩۞۩{دواووين شعراء الشعر الحديث والجاهلي }۩۞۩ @ ۩۞۩{ركن الكاتب مديح ال قطب}۩۞۩ @ ۩۞۩{ الخيمة الرمضانية }۩۞۩ @ ۩۞۩{ المسابقات والفعاليات الرمضانية }۩۞۩ @ ۩۞۩{ رمضان كريم}۩۞۩ @ ۩۞۩{ الفتاوي الرمضانية }۩۞۩ @ ۩۞۩{ المطبخ الرمضاني}۩۞۩ @ ۩۞۩{ يلا نٍسأل }۩۞۩ @ قسم الزوار @ مشاكل الزوار @ الارشيف @ دروس الفوتوشوب @ تنسيق وتزيين المواضيع @ ۩۞۩{ركن الكاتب خلف الشبلي}۩۞۩ @ ۩۞۩{قسم المقالات الغيرحصرية }۩۞۩ @ ۩۞۩{ ركن الكاتبة الاديبة روزانا السعدى}۩۞۩ @ ذوي الاحتياجات الخاصة @



Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2025 DragonByte Technologies Ltd.

 ملاحظة: كل مايكتب في هذا المنتدى لا يعبر عن رأي إدارة الموقع أو الأعضاء بل يعبر عن رأي كاتبه فقط

دعم وتطوير نواف كلك غلا